بعد "شروع في قتل".. شهد تمثل مصر في باريس

"شهد تعمدت إيذائي بنسبة 100%"، هكذا علقت جنة عليوة ضحية السباق الشهير، في تصريحات تلفزيونية عقب إعلان مشاركة زميلتها المعتدية عليها في أولمبياد باريس.

الأمر يعود إلى أبريل الماضي، عندما استضاف طريق "القاهرة السويس" سباقا ضمن بطولة الجمهورية، لتسقط جنة قبل خط النهاية بأمتار قليلة عقب صدام قوي مع زميلتها شهد التي نجحت في احتلال المركز الثالث بدلا منها.

وأوضحت جنة: "حصلت شهد على تعليمات من مدربها بملاصقتي طوال السباق لكي لا أصل إلى خط النهاية قبلها، وصدمتني مرتين خلال السباق من الخلف، وقبل إنهاء السباق، جذبتني من ذراعي وطرحتني أرضا وتركتني أسقط وذهبت".

أما شهد فقالت إنها لم تكن تقصد إيذاء زميلتها، لتعلق جنة قائلة: "الفيديو يوضح كل شيء، ومن الطبيعي أن تنكر تعمد إلحاق الضرر بي، كما أنها لم تكلف نفسها بالاعتذار كأقل شيء ممكن".

وانتشر مقطع سقوط جنة وقت السباق بشكل محدود على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرضت شهد للإيقاف لمدة عام وتغريمها 100 فرنك سويسري، ليتم إنهاء القصة وقتها عند هذا الحد.

لكن مع نشر صور شهد سعيد بالملابس الرسمية للبعثة المصرية المتجهة إلى أولمبياد باريس وتأكيد تمثيلها للمنتخب المصري، تجدد بركان الغضب ضدها، وتعالت أصوات مطالبة بمنعها من السفر بسبب فعلتها ضد زميلتها، وتدخل وزارة الرياضة.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة، محمد الشاذلي، في حديث مع بلينكس إن الوزارة طلبت تقريرا بعد حادث إصابة جنة عليوة، وبعد إصدار عقوبات الغرامة والإيقاف، انتهى الأمر.

وقال الشاذلي ردا على دعوات منع شهد من تمثيل مصر في باريس: "لا نختار اللاعبين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية، الأمر يعود إلى اتحاد اللعبة والنتائج الفردية للاعبين، فهي مسألة فردية لا دخل لنا بها".

وتطور الأمر من مضمار السباق وغرف اتحاد اللعبة إلى ساحات المحاكم، إذ قامت أسرة اللاعبة جنة عليوة بمقاضاة شهد سعيد، ورفع دعوى ضدها تتهمها بالشروع في القتل بسبب تعمد إيذاء وإصابة زميلتها.

وتعرضت جنة لكسور متفرقة في الجسم، وفقدت الذاكرة بصورة مؤقتة نتيجة للسقوط القوي على سرعة عالية أثناء السباق، لكنها بدأت في التعافي تدريجيا، دون أن تعرف متى ستعود لممارسة الرياضة من جديد.

نجحت أزمة شهد وجنة في جذب الاهتمام الإعلامي في مصر، بسبب الضغط الجماهيري على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول البرامج التلفزيونية مساء الأربعاء 10 يوليو، عقب الإعلان عن أسماء المنتخب المصري للدراجات في باريس، إلى نزالات إعلامية شهدت جدلا واسعا.

"البنت كان ممكن حياتها تروح"، وجه الإعلامي المصري محمد شبانة هذه الرسالة إلى وجيه عزام رئيس اتحاد الدراجات فيما يشبه الاستجواب الإعلامي على الهواء مباشرة، ليرد عزام ساخرا: "تروح فين؟".

رد رئيس اتحاد الدراجات زاد من حالة الغضب والاحتقان، بعد سويعات قليلة من إعلان الاتحاد اتخاذ قراره بتأكيد مشاركة شهد سعيد في دورة باريس الأولمبية "من أجل مصلحة مصر"، نظرا لمهارة اللاعبة وأحقيتها بتمثيل المنتخب.

وتطور الأمر بين رئيس الاتحاد والإعلامي إلى نقاش حاد، إذ رفض عزام ما وصفه بـ"المحاسبة" على الهواء، ونفى تهمة التحيز إلى جانب شهد ضد جنة، مشيرا إلى أن كلتيهما "بمثابة بنته".

على الجهة الأخرى أجرت جنة مداخلة هاتفية أخرى، لتفاجئ الجميع برد فعلها على قرار مشاركة شهد في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وقالت شهد إنها الوحيدة التي تتمنى مشاركة شهد في الأولمبياد، لتعلق ساخرة: "ستحقق المركز الأخير بلا شك، إذا كانت هناك 30 متنافسة فإنها لن تنجح في احتلال المركز 29".

أما الحدث الإعلامي الأضخم المتعلق بقضية شهد، وقع من أحد أشهر إعلاميي مصر الرياضيين، أحمد شوبير حارس مرمى النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق في كرة القدم، بعد استعراضه للقصة في برنامجه المسائي، الأربعاء 10 يوليو.

شوبير هاجم جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب حملتهم على شهد، وقال إن الحادث كان اصطداما بين اللاعبتين، وطالب مسؤولي الاتحاد بعدم الاكتراث بما يثار على الإنترنت، والتمسك بقرارهم إذا كان صحيحا، ووجه لهم اللوم على إيقاف اللاعبة إذا لم تكن مخطئة من وجهة نظرهم.

وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع شوبير أثناء هجومه على المطالبين بمنع شهد من تمثيل مصر في باريس، ليحقق الفيديو رواجا كبيرا، لتصدر بعدها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المالكة لقناة "أون تايم سبورتس" التي تعرض برنامجه، بيانا تؤكد إنهاء التعاقد معه لمخالفته القواعد المهنية.

بعد أن أعلن اتحاد الدراجات تأكيد مشاركة شهد بعد الهجوم الذي تعرضت له، عقب اجتماع لمجلس الإدارة، أمس الأربعاء، واستمرار موجة الغضب الجماهيرية، تدخلت وزارة الرياضة.

ونشر مجلس الوزراء المصري عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك" بيانا أكد فيه مخاطبة وزارة الشباب والرياضة اللجنة الأولمبية، لدراسة موقف مشاركة اللاعبة شهد سعيد في أولمبياد باريس وفقا للمواثيق الدولية والقواعد الأخلاقية.

وذكر البيان أن الوزارة وجهت بإعادة دراسة موقف مشاركة اللاعبة والإجراءات التي قام بها اتحاد اللعبة في هذ الشأن، وموافاتها بتقرير مفصل وشامل وفقا للوائح المحلية والدولية، مع الأخذ في الاعتبار القواعد الأخلاقية الحاكمة للمنظومة الرياضية.

وقال وجيه عزام في تصريحات لصحف محلية إن اتحاد الدراجات سيجتمع مع اللجنة الأولمبية السبت المقبل، من أجل دراسة الموقف، وإعلان القرار النهائي، وسط استمرار حالة الترقب من المجتمع المصري.