باريس تحت قبضة الشرطة

بالإضافة إلى قوات الشرطة والدرك، تدفع فرنسا بنحو ألفي عنصر أمن خاص، وألف شرطي من البلديات التابعة لمدينة باريس، وستقوم فرق مكونة من 10 آلا ف جندي بدعم العمليات الأمنية في يوم الافتتاح.

وستنشر الحكومة الفرنسية فرقا خاصة من القناصة، على أسطح بنايات باريس على طول نهر السين، لتحييد أي مسلح يستهدف الحشود أو الرياضيين على متن قرب، أو أي شخصية عامة خلال الافتتاح.

وجاءت حادثة محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لتدفع فرنسا لزيادة استنفارها الأمني، حتى لا يُشجع ذلك أي مسلح آخر على تكرار الأمر في حدث يشاهده العالم أجمع على الهواء مباشرة.

وستعمل وحدات النخبة من الشرطة والدرك لأول مرة معا في باريس، إذ تم الاتفاق على نشر 200 شرطي من وحدة "ريد" الفرنسية الخاصة بالبحث الجنائي والمساعدة السريعة والتدخل والردع، لضمان الأمن على جانبي النهر.

وفي المقابل ينتشر 350 من رجال الدرك التابعين لوحدة مكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات، لتأمين الفضاءات في محيط حفل الافتتاح، بمعاونة 100 شرطي من لواء البحث والتدخل "بي آر إي"، التابعين لمفوضية الشرطة، لحماية الأرصفة.

وتختص فرقة تدخل الدرك النخبوية "سي إي جيه إن" بتأمين تنقلات رؤساء الدول والحكومات، وستضمن أيضا حماية الرياضيين في الحافلات التي ستنقلهم إلى منطقة ركوب القوارب، وسترافقهم حتى النزول في ساحة تروكاديرو.

وأوضحت مفوضية الشرطة أنه اعتباراً من الساعة الواحدة ظهر يوم 26 يوليو، لن يُسمح بحركة مرور السيارات باستثناء قوات الأمن والإسعاف والطوارئ، ضمن الخطة الأمنية لتأمين الحفل.

وقبل أربع ساعات من بدء الحفل، سيتمكن المتفرّجون الذين يحملون تذكرة من الوصول إلى أحد المواقع الخمسة عشر وقوفاً (المقاعد المجانية البالغ عددها 222 ألف مقعد على المنصات العالية)، أو إلى مقاعدهم في المدرّجات (104 آلاف مقعد مدفوع الأجر على المنصات السفلية).

وسيتعيّن عليهم أولاً الخضوع للمراقبة الأولية حيث سيتم التأكد من تذاكرهم من قبل الشرطة أو الدرك، ثم مراقبتهم من خلال التفتيش وتفتيش الحقائب، وعلى المنصّات العالية سيتم إنشاء "مساحة أمان" بين الحواجز في كل موقع لمنع حركة الجماهير أو السماح بإخلاء المتفرّجين، خاصة في حالة الإغماء.

ستكون باريس تحت مُراقبة دقيقة من الجو وليس برا فقط، إذ سيكون الغلاف الجوي حول العاصمة على مسافة 150 كيلومترا منطقة طيران محظورة مؤقتا، بداية من الساعة 6:30 مساء وحتى منتصف الليل.

ونتيجة لذلك، ستتوقف الحركة الجوية في مطاري باريس شارل ديغول وأورلي، وكذلك في مطار بوفيه، وإذا رفضت الطائرة التعريف عن نفسها وإعطاء معلوماتها القانونية، فسيتم إرسال مروحية أو طائرة مقاتلة للتفاوض فورا، وإذا رفضت الطائرة الامتثال فيمكنها إطلاق طلقة تحذيرية أو حتى إسقاط الطائرة، وهو ما لم يحدث أبدًا سابقًا.

وستقوم القوات الجوية بالتنسيق بخصوص المواجهة ضد الطائرات بدون طيار والتي حدّدها وزير الداخلية الفرنسي منذ عام 2022 باعتبارها أحد التهديدات الرئيسية للحفل.

وسيُنشر نحو 15 مما يسمى بالأنظمة الثابتة "الثقيلة" خلال الأولمبياد، إلى جانب بنادق التشويش والليزر أو الطائرات المعترضة بدون طيار والمجهّزة بشباك.

وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال مؤخرا أنه يتم اعتراض ست طائرات بدون طيار في المتوسط يومياً منذ عشرة أيام تقريباً بالقرب من المواقع الأولمبية.

ستقوم الحكومة الفرنسية بتمشيط قاع نهر السين، لإزلة أي ألغام محتمل وضعها، وذلك خلال حفل الافتتاح، وسيكون فريق مكون من 100 غواص، على أتم استعداد للتدخل في حالة اكتشاف عبوات ناسفة خلال العرض النهري.

وستقوم عناصر من مفوضية الشرطة والأمن المدني والجيش، بتفتيش هياكل نحو 300 قارب، من بينها 85 قاربا لنقل الرياضيين، وكذلك الأرصفة للتأكد من خلوها من المتفجرات.

وفُحصت الأجزاء الداخلية للقوارب بعناية بالفعل من خلال فرق الكلاب المتخصصة في الكشف عن المتفجرات، كما ستتم إعادة فحصها يوم حفل الافتتاح.

وأغلقت فرنسا الحركة على النهر بشكل كامل، منذ يوم السبت الماضي، ووضعت ثلاثة حواجز مضادة للاقتحام، منها اثنان عند الدخول والخروج من باريس، والثالث بين محطتي أوسترليتز وليون.