رياضات أخرى

البقالي.. القفز على "قمة باريس" يبدأ من جبال إفران المغربية

نشر

.

blinx

توج الأسطورة المغربي سفيان البقالي نفسه نجما بلا منازع في سباق 3 آلاف متر موانع، بعد أن احتفظ بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية، الأربعاء 7 أغسطس، في العاصمة الفرنسية باريس.

وحسم البقالي، البالغ من العمر 28 عاما، سباقا صعبا بعد أن سجل 8:06.05 دقائق وهو الأفضل له هذا الموسم، ليتفوق على الأميركي كينيث روكس (8:06.41 د) والكيني أبراهام كيبيووت (8:06.47 د).

سفيان البقالي.. انطلاقة مدروسة من إفران

ولد سفيان البقالي بمدينة فاس المغربية في 7 يناير 1996 في حي المرجة، ويبلغ من العمر حاليا 26 عاما، ويعد واحدا من أفضل العدائين في العالم حاليا.

شق العداء المغربي طريقه بثبات نحو الالتحاق بسباقات ألعاب القوى، وواظب على التدريبات الشاقة في معسكرات مدينة إفران ذات الطبيعة الخلابة، والتضاريس الشاقة في الوقت ذاته، بجانب معسكرات المعهد الوطني في الرباط الذي لا ينتهي العمل فيه.

عاشق هشام الكروج

وجد البقالي صعوبات في بداية حياته في التوفيق بين الدراسة ورياضة العدو، ليساعده والده في الأمر عبر تسهيل سبل ممارسة الهواية التي يعشقها، لا سيما مع إدراك الأب ولع ابنه بالعدّاء التاريخي المغربي هشام الكروج، ليقوم المدرب كريم التلمساني بتبني موهبته.

لكن على خلاف الكروج، قرر البقالي التخصص في سباق 3 آلاف متر موانع دون غيره، مقررا السير على خطى المدرسة القديمة في ألعاب القوى، ليبدأ في تركيز جهوده على التألق في هذا السباق وفهم خباياه وكيفية الوصول للقمة فيه.

سفيان البقالي. (AP)

ساعد البقالي في هذا الأمر طوله المناسب، وتقنيته المثالية في قفز الحواجز، بالإضافة إلى حدسه الحركي الذي يمنحه الإشارة بالتقدم في الوقت المناسب والتأخر في أوقات أخرى، وهو ما وضح جليا في السباقات التي توج بها.

تعلم تكنيكات المنافسين

واصل البقالي التطور من عام لآخر، لكنه أدرك حقيقة مهمة وهي أنه يجب أن يدرس تكتيكات المنافسين الذين لهم باع طويل في المنافسة التي يخوضها، من أجل التفوق عليهم، وهو ما قاده لمقارعة الكينيين الذين كانوا أباطرة هذا السباق والتفوق عليهم.

وكان من ثمار ذلك تتويج العداء المغربي بذهبيته الأولمبية الأولى في طوكيو عام 2021، ثم ذهبية بطولة العالم 2022، والاحتفاظ بها مرة أخرى في 2023، قبل أن يواصل التألق الأولمبي بحصد ذهبيته الثانية في باريس 2024.

وقد وضحت تلك الاستراتيجية من البقالي في تصريحاته عقب التتويج الأخير، عندما أكد أنه طلب من زميله ومواطنه محمد تيندوفت مساعدته في خلخلة تكتل المنافسين الإثيوبيين في السباق، نظرا لمعرفته بالتكنينك الذي يلجأون إليه، وهو ما أثمر عن فوزه بالنهاية.

وبات البقالي ثاني عداء يدافع عن لقبه في سباق 3 آلاف متر موانع ضمن دورة الألعاب الأولمبية، بعد الفنلندي فولماري إيسو هولو في دورتي عامي 1932 و1936.

كما أصبح ثالث رياضي عربي يتوّج بذهبيتين في الألعاب الأولمبية، بعد مواطنه هشام الكروج (1500 م و5 آلاف م في أثينا 2004) والسبّاح التونسي أسامة الملولي (1500 م حرة في بكين 2008 و10 كلم في المياه الحرّة في لندن 2012).

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة