اعتزال نادال.. الأسطورة يكتب كلمة النهاية

حسم أسطورة التنس الإسباني المخضرم رافائيل نادال مستقبله بشكل رسمي في ملاعب الكرة الصفراء، منهيا الجدل المتداول خلال الأشهر الأخيرة.

وأعلن نادال أن بطولة كأس ديفيز المقررة في شهر نوفمبر المقبل بمدينة مالاغا الإسبانية ستكون الأخيرة له مع التنس، لينهي مشواره الحافل مع اللعبة، والذي كان مليئا بالبطولات والإنجازات واللحظات الصعبة أيضا.

اعتزال نادال

أعلن رافائيل نادال اعتزاله من خلال مقطع فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه: "أنا هنا لأخبركم بأنني سأعتزل التنس الاحترافي بشكل نهائي".

وأضاف: "الحقيقة هي أن السنوات الأخيرة كانت صعبة للغاية عليّ، خاصة العامين الأخيرين، اللذين لا أعتقد أنني تمكنت خلالهما من اللعب دون قيود".. هذا قرار صعب جدا على نفسي بالطبع، لكنه الوقت المناسب لإسدال الستار على مسيرتي".

وواصل: الأسطورة الإسباني: "أنا متحمس للغاية لأن آخر بطولة أشارك فيها ستكون كأس ديفيز التي أمثل فيها بلادي.. سأكمل بها مسيرتي لأن واحدة من لحظات الفرحة الأولى في مشواري كانت في النهائي في إشبيلية عام 2004".

نادال.. نهاية أسطورة

أنهى نادال بذلك التكهنات حول مستقبله، بعدما كان أعلن في وقت سابق من العام أن 2024 قد يكون الأخير له في ملاعب الكرة الصفراء، وتهرب بها عدة مرات من إعطاء إجابة قاطعة بشأن موعد اعتزاله، قبل أن يقرر حسم الأمور رسميا.

ويطوي الأسطورة الإسباني بذلك مسيرة حافلة مع التنس، شهدت تتويجه بـ92 بطولة احترافية مختلفة، بينها 22 لقبا في البطولات الكبرى (غراند سلام) يأتي بها في المركز الثاني على صعيد الأكثر تتويجا في فردي الرجال، بفارق لقبين خلف الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

كما فاز نادال بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية، إحداهما في منافسات الفردي خلال أولمبياد "بكين 2008"، والثانية على مستوى الزوجي في "ريو دي جانيرو 2016".

بطولات رافائيل نادال

رسم الماتادور الإسباني نادال مسيرة حافلة بالبطولات على كل الأصعدة، تضمنت 22 لقبا في الغراند سلام مقسمة بين 14 لقبا في فرنسا المفتوحة، و4 ألقاب في أميركا المفتوحة، ولقبين في أستراليا المفتوحة، ومثلهما في ويمبلدون.

ويمتلك نادال كذلك 36 لقبا في بطولات الماسترز، بينها 11 لقبا في مونت كارلو، و10 ألقاب في بطولة إيطاليا، و5 في مدريد المفتوحة ومثلها في كندا المفتوحة، و3 في إنديان ويلز، ولقب في كل من سينسيناتي وشنغهاي.

ملك التراب

صنع نادال مجده على الملاعب الرملية والترابية، وليس أدل على ذلك من تتويجه بـ14 لقبا في فرنسا المفتوحة (رولان غاروس)، المقامة على تلك الملاعب، في رقم قياسي غير مسبوق ومن الصعب تحطيمه مستقبلا.

وحقق رافائيل سلسلة من 81 انتصارا متتاليا على الملاعب الترابية في كل البطولات - هي الأطول للاعب على الأرضية ذاتها في العصر الحديث - بين عامي 2005 و2007 قبل أن يضع لها السويسري روجيه فيدرر حدا في بطولة هامبورغ.

ويمتلك النجم الإسباني المخضرم 21 رقما قياسيا مسجلا باسمه في موسوعة غينيس، أغلبها بسبب ألقابه الـ14 في رولان غاروس، بينها أنه أول لاعب حقق 5 ألقاب متتالية في إحدى البطولات الكبرى عن ألقابه في فرنسا من 2010 إلى 2014.

الإصابات تكتب النهاية

ألقى تزايد الاصابات بظلاله على مشوار نادال الرائع، فبعد تتويجه وهو مصاب ويتلقى المسكنات بلقبه الكبير الأخير في فرنسا عام 2022، أجبره اجهاد في البطن على الانسحاب من ويمبلدون حيث بلغ الدور نصف النهائي.

وربما شعر بأن الاعتزال قريب في كأس ليفر بلندن في سبتمبر 2022، عندما لعب إلى جانب غريمه فيدرر مباراة تاريخية عندما كان الأخير بعمر الـ41، والذي بعد اصابات متلاحقة بالركبة هو الآخر أعلن اعتزاله.

وأجبره اجهاد في البطن على الانسحاب من ويمبلدون حيث بلغ الدور نصف النهائي، بعدها أصيب في فخذه ببطولة أستراليا المفتوحة 2023، حيث ودّع من الدور الثاني، وابتعد عن الملاعب لمدة عام تقريبا، ومذاك لم يستعد مستواه السابق بسبب وقوعه في فخ الإصابات المتكررة والانسحابات.

اختير نادال لحمل علم بلاده في أولمبياد باريس 2024، وشارك في مباريات الزوجي مع النجم الشاب كارلوس ألكاراس دون تمكنه من حصد الذهبية، كما خرج من الفردي بهزيمة ساحقة غير مسبوقة أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

كل تلك الأمور منحت نادال إشارة واضحة بضرورة الاكتفاء بما قدمه في ملاعب الكرة الصفراء، ليقرر إسدال الستار على مسيرته التاريخية عن عمر 38 عاما، بعد 22 عاما من الإنجازات والأرقام القياسية.