رياضات أخرى

ماذا يفعل أبطال اللعبة الشعبية الأولى في لبنان وقت الحرب؟

نشر

.

AFP

تسببت الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، بتأجيل موسم الدوري اللبناني 2024-2025، بعد توقعات كبيرة بنسخة استثنائية، لدرجة دفعت بعض اللاعبين والمدربين إلى السفر للعمل خارج البلاد، أو الابتعاد عن اللعبة والانخراط في العمل الإنساني.

ويعتبر دوري كرة السلة اللبناني من أقوى الدوريات العربية للعبة التي تعتبر بمثابة الرياضة الشعبية الأولى للبنانيين.

يقول المدرب جو غطّاس، الذي ترك فريق بيروت فيرست اللبناني مؤخرا وتولى القيادة الفنية للأهلي بنغازي الليبي عقب تأجيل الدوري المحلي لكرة السلة "كنا بانتظار موسم هو الأقوى في تاريخ اللعبة".

ويشرح غطاس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "كنا جميعا بصدد منافسة واعدة بين الفرق، ما جرى خارج عن إرادة الجميع، والبلاد أمام حرب شرسة".

ومنذ سنة تقريبا، يتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار والقصف عبر الحدود اللبنانية على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتحوّلت المواجهة إلى حرب مفتوحة في 23 سبتمبر الماضي.

وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق محسوبة على حزب الله، لا سيما في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها.

وفيما كانت التوقعات تشير إلى موسم استثنائي، أرجأ الاتحاد اللبناني لكرة السلة انطلاق البطولة التي تحظى بشعبية واسعة إلى مطلع ديسمبر من العام الحالي.

غطاس الذي قاد بيروت لحصد لقب البطولة العربية وبطولة الدوحة الدولية والكأس المحلية الموسم الماضي، شرح حيثيات قراره بالرحيل، قائلا: "كنت أمام خيارين، إما انتظار نهاية الحرب التي تبدو طويلة، أو قبول العرض الليبي الذي كان مهما لمسيرتي، بالرغم من أن فريقي في لبنان كان أفضل من الموسم الماضي، ولكن بعد التفكير الجدي ارتأيت الانتقال بموافقة إدارة النادي".

وائل عرقجي ينخرط في الأعمال الإنسانية

وفيما تعثرت انطلاقة البطولة، حمل نجم النادي الرياضي اللبناني وائل عرقجي ألوان الفريق في كأس قطر لفترة وجيزة، مفضلا التركيز على مساعدة النازحين، لينخرط بدوره في الأعمال الإنسانية.

في مبادرة من أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا 2024، تبرع عرقجي بـ500 كرة لأطفال لبنان من أجل "نسيان الألم"، موجها رسالة دعم بقوله "أعزائي الأطفال هذه الكرة ليست مجرد لعبة، إنها وسيلة للهروب كما كانت لي، عندما تشتد الأمور، اجعلوا اللعب بها طريقكم نحو الأمل والحرية. العبوا، احلموا، ولا تفقدوا الأمل أبداً، فلكل لحظة لعب معنى ولكل رمية فرصة جديدة للحياة".

اللاعب المخضرم البالغ من العمر 30 عاما، الذي وزع سابقا الطعام والمشروبات على بعض مدارس النازحين، يقول لفرانس برس "مثل أي لبناني، قمت بما يمليه عليه واجبي تجاه أبناء بلدي حيث جمعنا تبرعات لمساعدة النازحين وتخفيف أوجاعهم".

وعن حركة انتقال اللاعبين بسبب الحرب، التي أدت أيضا إلى رحيل النجوم الأجانب، يقول وكيل اللاعبين باسكال بيروتي "حصل عرقجي على عروض كثيرة ورفضها، وأيضا سيرجيو درويش (لاعب فريق بيروت) من عدة دول، لكن كل اللاعبين يأملون في أن يعود الدوري اللبناني مرة أخرى".

توقيت "منبوذ" يعطل موسما تاريخيا

شهد الموسم الماضي إثارة كبيرة، لا سيما مع وصول مع قطبي العاصمة الرياضي والحكمة إلى نهائي الدوري المحلي الذي حسمه وائل عرقجي ورفاقه، فضلا عن صراعهما في بطولة وصل لغرب آسيا الذي شهد حضورا جماهيريا غفيرا في الدوحة.

وساهم ذلك في انتعاش اللعبة جماهيريا وتسويقيا، ليبرم اتحاد السلة المحلي عقدا غير مسبوق لحقوق النقل التلفزيوني تخطى 10 ملايين دولار أميركي.

وافتُتح سوق الانتقالات مبكرا وتعاقدت الأندية مع أجانب مميزين وعاد المدربون الأجانب على غرار اليوناني إلياس زوروس مع الحكمة، فيما خضعت الفرق الـ12 في الدرجة الأولى لتحضيرات مكثفة عبر المشاركة في دورات إقليمية.

ويرى المعلق التلفزيوني غياث ديبرا أن "توقيت توقف البطولة كان مؤذيا جدا، أعايش اللعبة منذ 1993 ولو انطلقت بوقتها المحدد، في 23 أكتوبر، كانت ستكون الأقوى بالنسبة للاعبين والمدربين وتسويقيا وجماهيريا أيضا، ولا سيما أن القطبين الحكمة والرياضي كانا في أتم الجاهزية".

وفيما يرفض المسؤولون عن الأندية استباق الأمور، ومن بينهم الرياضي والحكمة المدعوّان لتمثيل لبنان في "بطولة وصل"، علمت وكالة فرانس برس أن بعض الأندية تدرس خيارات الانتقال إلى الرياض أو دبي أو الدوحة، لكي تتمكن من خوض المنافسات الإقليمية.

أما المنتخب اللبناني، وصيف بطولة آسيا 4 مرات آخرها في 2022، فيستعد من جانبه لخوض مباراتين ضمن تصفيات كأس آسيا التي ستستضيف نهائياتها السعودية العام المقبل، بوديتين مع الإمارات في 22 نوفمبر ثم سوريا في 25 من نفس الشهر في دبي.

ويجزم غطاس أن ما جرى سيؤثر على جميع مفاصل اللعبة بقوله "لا يمكن إقامة أي نشاط في ظل الحرب. نخشى أن يتأثر التمويل والاستثمار في اللعبة إذ أن الرعاة قد يحجمون في الفترة المقبلة بداعي الأولويات".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة