من الشارع إلى الأمجاد.. من هو أسطورة الملاكمة جورج فورمان؟

توفي أسطورة الملاكمة الأميركي، وبطل العالم في الوزن الثقيل مرتين، جورج فورمان عن عمر يناهز 76 عاما، حسبما أعلنت عائلته في منشور على صفحته بإنستغرام.

وجاء في المنشور: "بحزن عميق، نعلن رحيل عزيزنا جورج إدوارد فورمان الذي رحل بسلام في 21 2025 محاطا بأحبائه".

وأضاف: "كان محبا للخير وبطلا أولمبيا وبطل العالم في الوزن الثقيل مرتين. كان يحظى باحترام كبير للغاية، كان قوة للخير، رجل انضباط وإيمان وحاميا لإرثه، وكافح بلا كلل للحفاظ على اسمه من أجل عائلته".

ولد جورج فورمان في الـ10 من يناير 1949 في مدينة مارشال بتكساس، قبل أن تنتقل أسرته في الطفولة إلى هيوستن.

وتربى فورمان مع 6 أشقاء رفقة والدتهم المطلقة، وترعرع في ظروف مادية صعبة.

ودفعته بنيته الجسمانية المرعبة إلى القيام بعمليات سطو في الشارع، وذلك بعدما ترك مقاعد الدراسة.

وعندما بلغ الـ16 من عمره، كان على موعد مع فرصة نادرة، وذلك عندما أطلق الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون برنامجه الإصلاحي الشهير "المجتمع العظيم"، وهو عبارة عن فرص توظيف للجميع.

والتقى البرنامج بفورمان، قبل أن يوجهه لاستخدام قبضته ولكماته وغضبه في الملاكة، بدلا من السطو على المارة، موفرا له الكثير من الإمكانات.

ولاحقا قال فورمان إن البرنامج "انتشله من الحضيض حرفيا".

بعد 3 أعوام من دخوله لعالم الملاكمة، وبعمر 19 عاما تمكن فورمان في الفوز بالميدالية الذهبية في الملاكمة للوزن الثقيل في أولمبياد 1968 في مكسيكو سيتي.

وبعدها بصم فورمان على مسيرة احترافية رائعة، إذ فاز بـ37 مباراة متتالية، وذلك في طريقه للفوز بأول لقب له في الوزن الثقيل، الذي تحقق في 1973، بعدما جرد جو فريزر من لقبه في نزال ناري في كينغستون بجامايكا.

منح ذلك اللقب جورج فورمان شهرة واسعة، وبات يلقب بـ" جورج الكبير"، بسبب انتصاراته المدوية.

وفي 1974 كان على موعد مع أسطورة الملاكمة ومواطنه محمد علي كلاي في نزال القرن في كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي كانت تعرف بزائير وقتها.

وقبل النزال الذي اشتهر بـ" "رامبل إن ذا جانغل"، كان فورمان المرشح الأبرز للفوز، بسبب انتصاراته المتلاحقة، وأيضا لظرف محمد كلاي.

ودخل كلاي للمباراة وهو الحلقة الأضعف، لتأثره بقرار سابق قضى تجريده من لقبه في الوزن الثقيل بسبب رفضه التجنيد في حرب فيتنام، وأيضا لضخامة فورمان.

لكن رغم ذلك، ألحق محمد علي كلاي بفورمان أول خسارة احترافية له، ليتوج بلقب الوزن الثقيل.

وتلقى محمد علي لكمات قوية ومتواصلة من فورمان، قبل أن ينتفض ويسقطه بالضربة القاضية.

وعن تلك الخسارة، قال فورمان لرويترز عام ٢٠٠٧: "كنتُ ملاكما قويا في الوزن الثقيل.. كنتُ آلة لكم، وكانت تلك المرة الأولى التي أبذل فيها كل ما في وسعي دون جدوى".

وأثرت تلك الخسارة سلبا على فورمان، ليتوقف لمدة عام قبل أن يعود إلى الحلبة، ثم، بعد خسارة احترافية ثانية، اعتزل عام ١٩٧٧ ليصبح قسيسا.

لكن، بعد مرور سنوات، وبوزنٍ بلغ (١٤٣ كغم) عاد فورمان إلى الحلبة في خطوة غير متوقعة لجمع التبرعات لمركز شباب أسسه في تكساس.

ورغم ذلك واصل في الانتصارات، قبل أن يتوج بلقبه الثاني في الوزن الثقيل، بعدما تغلب على الملاكمة مايكل مور (26 عاما) في نزال جمعها في 1994.

وبات فورمان بذلك أكبر ملاكم سنا في العالم يحصل على لقب بطل الوزن، وذلك بسن 45 عاما.

علق فورمان قفازاته رسميا في 1997، واتجه لعالم الاستثمار، وجنى ثروة كبيرة من التخصص في بيع شوايات الطهي الكهربائية الماصة للدهون.