نادال.. بطل "رولان غاروس" في المدرجات
تبدأ بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) عهدا جديدا في تاريخها خلال العام الحالي، حيث تنطلق للمرة الأولى بعد اعتزال بطلها التاريخي، الأسطورة الإسباني رافائيل نادال، الذي ودع ملاعب الكرة الصفراء في نوفمبر الماضي بعد مسيرة حافلة.
وكان نادال سجل مشاركته الأولى في فرنسا المفتوحة في عام 2005، حيث توج باللقب في ظهوره الأول بالبطولة، قبل أن يفرض هيمنته عليها على مدار عقدين من الزمان، حصد خلالهما 14 لقبا في ملاعب رولان غاروس، توجته ملكا على عرشها على مر العصور، بفارق كبير عن منافسيه.
أكد رافائيل نادال، في تصريحات لصحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية اليومية نقلتها وكالة رويترز، أنه قانع تماما بالابتعاد عن الأضواء، وأنه لم يعد يفتقد المنافسة، وبات يستمتع بحياة طبيعية خالية من الألم بعد سنوات من صراعه مع الإصابات المزمنة.
وقال الأسطورة الإسباني: "أشعر بأنني في حالة جيدة حاليا، ليس لأنني عدت إلى ملعب التنس، ولكن لأنني أعيش حياة طبيعية دون ألم.. لا أفتقد اللعب.. كنت أعلم أنني وصلت إلى أقصى حد لي".
واعترف نادال بأن "الأيام الـ40 الأولى بعد توقفي كانت صعبة للغاية، لأنني شعرت بأنني لا يزال بوسعي اللعب جيدا.. لكن قدمي جعلت الأمر مستحيلا"، مشيرا إلى أنه بات يقسم وقته بين الحياة العائلية وأكاديميته ومشاريعه الجديدة خلال الوقت الحالي.
وأكد نادال أنه أصبح يستمتع بحرية الحياة دون المتطلبات القاسية للمنافسة على مستوى المحترفين، وأنه لا يشعر بأي ندم على الطريقة التي انتهت بها مسيرته، مضيفا: "عشت حياة رائعة خارج الملاعب وشغل التنس جزءا كبيرا منها، لكنها لم تكن قط كل شيء".
عن اللاعبين الذين لفتوا نظره وقد يتمكنون من خلافته على عرش البطولة، خص نادال بالذكر المصنف الأول عالميا الإيطالي يانيك سينر، ومواطنه الإسباني كارلوس ألكاراز باعتبارهما من أبرز اللاعبين الحاليين في منافسات الرجال، بينما سلط الضوء أيضا على الدنماركي هولغر رونه والبريطاني جاك دريبر والتشيكي ياكوب منشيك باعتبارهم من المواهب الصاعدة.
وبالنظر إلى الوراء، قال نادال إن أكثر ما يفخر به ليس حصيلته القياسية من الألقاب ولكن قدرته على الحفاظ على حماسه وقيمه خلال سنوات من المنافسات الشاقة وانتكاسات الإصابات، مضيفا: "قدرتي على التحسن المستمر وإحاطة نفسي بالأشخاص المناسبين أكثر ما أقدره".
واختتم بالتأكيد على أن "الشهرة لم تسلبني الأشياء التي أحبها مثل عائلتي وأصدقائي والبحر والرياضات الأخرى"، مؤكدا أنه يستمتع بحياته بعد الاعتزال.