رياضات أخرى

ملاعب وكرات وحرارة.. أسرار السقوط المبكر للكبار في ويمبلدون

نشر
blinx
نسخة مثيرة تشهدها بطولة ويمبلدون للتنس، ثالثة البطولات الكبرى في موسم الكرة الصفراء، كانت حافلة بالكثير من المفاجآت التي وصلت إلى حد الصدمة في بعض الأحيان.
وشهدت الأدوار الأولى من منافسات فردي الرجال والسيدات في البطولة البريطانية المقامة على ملاعب نادي عموم لندن خروجا جماعيا للاعبين المصنفين، مقابل بزوغ نجم بعض المغمورين.
تلك المفاجآت دفعت البعض للتساؤل عن أسباب ذلك الفشل الذي ضرب اللاعبين المصنفين في ويمبلدون مبكرا، وهل الأمر يتعلق بمستواهم أم بأسباب أخرى خارجية قادتهم مرغمين إلى الوداع المبكر للبطولة.

ويمبلدون 2025.. رقم سلبي تاريخي

شهد الدور الأول من بطولة ويمبلدون خروج 23 لاعبا مصنفا على صعيد الرجال والسيدات، بينهم 8 من أصحاب المراكز العشرة الأولى في الفئتين، بواقع 4 رجال و4 سيدات، في رقم سلبي تاريخي.
ولم تشهد أي بطولة كبرى (غراند سلام) خروج هذا العدد من اللاعبين المصنفين من الدور الأول منذ بداية حقبة العصر المفتوح في التنس عام 1968.
العدد ارتفع ليصل إلى 36 مصنفا ودعوا البطولة بعد نهاية الدور الثاني، في أكبر وداع جماعي للمصنفين في تاريخ البطولات الكبرى أيضا، متخطيا بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) 2020 التي شهدت خروج 35 مصنفا حتى هذه المرحلة.
وكان من بين المودعين 10 من المصنفين الأوائل على صعيدي الرجال والسيدات مناصفة، حيث لم ينج من أول 5 مصنفات سوى المصنفة الأولى البيلاروسية أرينا سبالينكا، بينما ودعت اللاعبات الـ4 التاليات، وبينهن الأميركية كوكو جوف المصنفة الثانية وبطل فرنسا المفتوحة، قبل أن يزداد العدد في الأدوار التالية.

كرات سيئة.. وعشب أبطأ من التراب

وجه بعض اللاعبين أصابع الاتهام إلى أرضيات ملاعب ويمبلدون، بأنها أسهمت في سقوط الكبار، من بينهم الكندي دينيس شابوفالوف، المصنف الـ27، والذي خرج من الدور الأول، بالخسارة من الأرجنتيني ماريانو نافون غير المصنف بالبطولة والمصنف 91 عالميا.
وألقى شابوفالوف باللوم على الملاعب والكرات في وداعه المبكر حيث قال: "الكرات سيئة للغاية، والجولة على الملاعب العشبية تحولت إلى مزحة.. لم يعد هذا عشبًا، الملعب أبطأ من الملاعب الترابية".
بينما قالت البريطانية إيما رادوكانو المصنفة 40 عالميا وغير المصنفة بالبطولة عقب فوزها على البطلة السابقة ماركيتا فوندروسوفا قبل أن تودع لاحقا: "تشعر بفرق بسيط مع الكرات الجديدة، لكن بعد بضعة ألعاب أو تبادلات طويلة تبدأ الكرات في الانتفاخ بسرعة وتصبح ثقيلة وبطيئة".
وقالت الأميركية جيسيكا بيغولا، المصنفة الثالثة عالميا والتي خسرت في أقل من ساعة في الدور الأول أمام الإيطالي إليزابيتا كوكشياريتو المصنفة 82 عالميا، إن الملاعب "مختلفة"، بينما اعتبرت البولندية إيغا شفيونتيك المصنفة الثامنة عالميا أن الكرة "ترتد بشكل مختلف".
وقال الأسترالي أليكس دي مينور، المصنف الـ11 عالميا: "أعتقد أن الوضع مشابه للسنوات السابقة.. إنه أبطأ بعض الشيء، لكن هذا أمر نعرفه جميعًا واعتدنا عليه.. الأمر يتعلق بإيجاد طرق للاستفادة منه والتأقلم معه".

النسخة الأكثر حرارة

اعترف نيل ستابلي، كبير مسئولي صيانة الملاعب في ويمبلدون، في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بأن الجفاف الناجم عن الحرارة، أدى إلى بطء الملاعب، نتيجة زيادة احتكاك الكرة بالعشب الجاف.
وكشف ستابلي أن فريقه وضع مواد في التربة تجعل الماء "أكثر رطوبة" حتى تتمكن من امتصاص المزيد من الرطوبة عندما تبدأ درجة الحرارة في الارتفاع، في محاولة للتغلب على أزمة الطقس الحار هذا الصيف.
وانطلقت ويمبلدون في نسختها الحالية وسط موجة حرّ غير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 32 درجة مئوية في اليوم الافتتاحي، مما جعلها النسخة الأكثر حرارة في تاريخ البطولة.

من فرنسا لويمبلدون.. تحول مربك

صحيفة "ديلي ميل" في تقرير لها رجحت أن يكون سبب كل هذه المفاجآت التحول السريع من موسم الملاعب الترابية إلى العشبية، حيث لم تمر سوى 3 أسابيع فقط ما بين نهاية بطولة فرنسا المفتوحة وبداية بطولة ويمبلدون.
وأوضحت أنه لكون السطحين مختلفين تمامًا، ويحتاجان إلى مهارات مختلفة، فاللعب على الملاعب الترابية أبطأ بكثير، مع ارتدادات أعلى ودوران أكبر على العشب، حيث تكون الكرات أكثر انسيابية وانزلاقًا.
وأوضحت أن ذلك الأمر يفسر تتويج 6 لاعبين فقط عبر التاريخ بثنائية ويمبلدون ورولان غاروس على التوالي في منافسات الرجال آخرهم الإسباني كارلوس ألكاراز، فيما لم تحقق أي لاعبة هذا الإنجاز منذ الأمريكية سيرينا ويليامز قبل 10 سنوات.

المراقبة الإلكترونية للخطوط

إيما رادوكانو اشتكت من مشكلة أخرى في ويمبلدون وهي النظام الإلكتروني الجديد لمراقبة الخطوط عبر الذكاء الاصطناعي والذي تم تطبيقه للمرة الأولى عوضا عن نظام حكام الخطوط الذي كان مطبقا من قبل.
واشتكت رادوكانو خلال خسارتها أمام سابالينكا من بعض الكرات المثيرة للجدل والتي تم احتسابها ضدها عن طريق نظام المراقبة الإلكتروني، وقالت: "القرارات الخاطئة في بطولة بحجم ويمبلدون تكون أمرا مخيبا للآمال، لكن التقنية كانت جيدة في معظم الحالات".
وأضافت: "عانيت من قرارات خاطئة جدا في باقي مبارياتي، وأتمنى من المسؤولين إصلاح ذلك"، معيدة التأكيد على ما تحدث فيه مواطنها جاك درابر الذي اشتكى من أخطاء التقنية بعد خسارته من الكرواتي مارين سيليتش في الدور الثاني.
وكان درابر قال حينها: "لا أعتقد أن قرارات تقنية الخطوط كانت دقيقة بنسبة 100%.. لقد ظهرت علامة على الملعب بعد ضربتي إرسال، ومن المستحيل أن تظهر مع الطباشير".

تلميحات ديوكوفيتش تؤكد الأزمة

من جانب آخر، تحدث الأسطورة الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن شعوره بتغييرات كبيرة في ويمبلدون خلال السنوات العشر الأخيرة، عزفت على الوتر ذاته الذي يوحي بوجود مشكلات في الملاعب والكرات، دون أن يشكو صراحة من ذلك.
وقال ديوكوفيتش خلال أحد المؤتمرات الصحافية "إن الكرات المستخدمة في ويمبلدون خلال السنوات العشر الماضية تعمل على إبطاء سرعة اللعبة.. إنها تسمح للاعبين الذين تعتمد لعبتهم على الخط الأساسي، والذين يلعبون بالكثير من الدوران، بالقدرة على تقديم أداء جيد".
وأضاف: "كرات سلازنجر المستخدمة هنا في ويمبلدون عالية الجودة، لكنها تنتفخ أسرع أو أسرع من تلك التي استخدمناها قبل 10 أو 15 عامًا. لا أعرف إن كان ذلك مرتبطًا بإنتاج الكرات في منشأة التصنيع، أو ما إذا كان هناك تغيير في طريقة التصنيع".
وواصل: "لا أعتقد أن السبب هو العشب.. أعتقد أن هناك اتساقًا في طريقة تجهيز ويمبلدون للملاعب العشبية.. لذا أشك في وجود أي تغييرات كبيرة. أعتقد أن الكرات هي التي تُبطئ اللعبة.. ومع ذلك، لا يزال العشب أسرع سطح في رياضتنا".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة