2700 متر من الجنون.. مغامِر يتزلج فوق "أخطر منحدر على الأرض"
في مغامرة وصفت بأنها "ما يوازي التسلق دون حبال ولكن بالتزلج"، حقق المغامر الأميركي جيم موريسون إنجازًا تاريخيًا بنزوله متزلجًا على الوجه الشمالي لقمة إيفرست عبر ممر هورنباين، في أخطر منحدر تزلج على كوكب الأرض، والذي يبلغ ارتفاعه نحو 2743 مترا من الثلوج والجليد والصخور.
النزول الذي استغرق 4 ساعات جرى في 15 أكتوبر، وكان أول محاولة ناجحة لتزلّج هذا المنحدر الذي لم يسبق لأحد أن تحدّاه من قبل. موريسون وصف تجربته لوكالة أسوشيتدبرس قائلًا "كانت أربع ساعات مذهلة من التزلج على طبقة ثلج مروّعة".
رافق موريسون في الصعود 10 متسلقين وصانع الأفلام الوثائقية جيمي تشين، الذي يشارك في إخراج فيلم عن هذه المغامرة. تشين، الذي وثّق سابقًا صعود أليكس هونولد لجبل إل كابيتان دون حبال في فيلم "فري سولو"، قال إن هذه المغامرة كانت “معادلة التزلج لصعود فري سولو”، مضيفًا "إذا انزلقت أو انكسرت الحافة في أي نقطة.. ستسقط من ارتفاع 2.7 كيلومتر".
بدأت المغامرة من أعلى قمة إيفرست، على ارتفاع 8839 مترا، داخل ما يعرف بـ"منطقة الموت"، حيث لا يستطيع الإنسان البقاء طويلًا بسبب نقص الأكسجين.
حلم مؤجَّل يتحقق بذكرى زوجته
فكرة النزول ولدت كحلم مشترك بين موريسون وشريكة حياته ومتزلجة الجبال الشهيرة هيلاري نيلسون، التي توفيت عام 2022 أثناء التزلج على ثامن أعلى جبل في العالم. ومنذ رحيلها، سعى موريسون لتنفيذ الرحلة "من أجلهما معًا".
وعلى القمة، احتفل الفريق، التقطوا الصور، ونثر موريسون جزءًا من رماد نيلسون، قبل أن يرتدي زلاجتيه قائلًا "في تلك اللحظة أدركت أنني في عالم مختلف تمامًا.. أنا وحدي".
صعود مرعب ونوم أثناء التعلق بالحبال
لم يتسلق هذا الوجه الشمالي سوى 5 أشخاص من قبل، ولم يجرؤ أحد على إعادة المحاولة منذ 1991. وعلى عكس الطرق الشائعة التي تتبع الحافة الجبلية، اختار الفريق طريق "الطريق المباشر الفائق" الذي يصعد مباشرة للأعلى ثم ينزل مباشرة للأسفل.
خلال أربعة أيام من الصعود، شق المتسلقون طريقهم عبر الثلوج والصخور والجليد، وسط مخاطر الانهيارات الثلجية وسقوط الصخور. كانوا يقضون ساعات ليلاً في نحت حواف بالجليد ليتمكنوا من النوم وهم مربوطون بالحبال. وفي إحدى الليالي، هددت الرياح العاتية بانتزاع خيمتهم من الجبل.
رغم الظروف السيئة للثلج، والتي وصفها موريسون بأنها “مرعبة للغاية”، تابع الصعود، قائلًا إنه كلما اقترب أكثر من “منطقة الموت” شعر بوجود نيلسون أقرب إليه.
خلال النزول، نفذ قفزات متحكمًا بها، مركزًا فقط على كل التفافة، فيما كان التنفس بحد ذاته تحديًا. لاحقًا، كتب لأصدقائه "كانت الظروف مروعة، وتمكنت من تمزيق الكثير منها بالتزلج".
وفي لحظة الوصول إلى برّ الأمان أسفل المنحدر، انفجر موريسون بالبكاء والصراخ، متحدثًا مع نيلسون.
وفي صباح اليوم التالي، نظر إلى الوجه الشمالي الشاهق، قائلًا "تمكنت من الشعور بوجود هيلاري في الأعلى.. في قمة العالم".