رياضة
.
يبدو أن ساعة الحسم قد اقتربت، لتسدل الستار على أطول عملية مفاوضات لبيع نادي في تاريخ كرة القدم، حيث تترقب جماهير مانشستر يونايتد الإنكليزي معرفة مالك النادي الجديد، والذي انحصر بين الثنائي القطري الشيخ جامس بن حمد بن جاسم آل ثاني والملياردير البريطاني السير جيم راتكليف، وبين ما اصطلح عليها بعروض "الأقلية" التي تمثل شركات وصناديق راغبة في الاستثمار فقط، فما هي آخر تطورات العملية، ومستقبل الملاك الحاليين عائلة الغليزرز، وما هي ردة فعل الجماهير المرتقبة تجاه الإعلان المنتظر؟
بعد الاقتراب من إكمال 6 أشهر، منذ إعلان الملاك الحاليين لنادي مانشستر يوناتيد عائلة غليزرز برئاسة الأخوين أفرام وجويل عن رغبتهم في البحث عن بدائل استراتيجية للنادي بما فيه بيعه بشكل كامل، يبدو أن العملية قد شارفت على الانتهاء فعلياً، إذ خرجت منذ فجر الخميس الكثير من التسريبات في هذا الاتجاه.
واتفقت غالبية الصحف البريطانية على أن بنك مجموعة راين الأميركي الذي عينته عائلة غليزرز لإدارة عملية بيع مانشستر، قد فضلوا فعلياً عرض الملياردير جيم راتكليف، مالك مجموعة إينوس للبتروكيماويات، على نظيره القطري.
وبحسب "ذا صن" البريطانية جاء تفضيل عائلة الغليزرز لعرض راتكليف، رغم كونه أقل قيمة مالية من عرض القطري الشيخ جاسم، الذي عرض 6 مليارات دولار لشراء النادي بشكل كامل.
وبدروه، منح السير جيم راتكليف تقييماً أعلى للنادي، أي ما يعادل 7 مليارات دولار، لكنه عرض شراء 50% من اسهم النادي، على أن يسمح لعائلة غليزرز بالاستمرار في النادي، باعتبارهم أصحاب أقلية في أسهمه أي 20%.
يبدو أن السير جيم راتكليف لعب على شغف الغليزرز في الاستمرار في النادي، وفي نفس الوقت ضمن لنفسه دفع نصف المبلغ المطلوب من قبلهم لبيع النادي.
وسيدفع السير راتكليف نحو 3.5 مليار ليكون هو صاحب الأغلبية في اسهم النادي، على أن يقوم باستثمار جزء من هذه المبالغ في النادي والتسجيلات وتحسين بنيته التحتية، مقابل أن تذهب البقية لعائلة الغليزرز، التي ستكون لديها 20% من اسهم النادي.
وستضمن هذه الحسبة مكاسب للجانبين، إذ وفر راتكليف نحو 3 مليارات دولار أخرى، فيما تنال عائلة الغليزرز التي لم يكلفها شراء النادي سوى 250 مليون إسترليني فقط، الكثير من الأموال، وأيضاً تتفادي الضغوط الجماهيرية التي لم تتوقف يوماً عن مهاجمتها.
وستكتمل لعبة الـ "WIN WIN" بين راتكليف والغليزرز في 2026، إذ سبق وأشترط راتكليف أيلولة ملكية النادي له بشكل له في 2026، وفقاً لما نقلته سكاي سبورتس.
وتتوقع عائلة الغليزرز، بأن ترتفع قيمة النادي بشكل مهول خلال هذه الأعوام، في ظل ظهور وجوه جديدة في الإدارة واستثمارات من راتكليف في النادي، الذي يعتبر ضمن الأندية ذات الأكثر جماهيرية في العالم، وأيضاً استفادته من أرباح النتائج المتوقعة وأموال البث،ـ ليجنوا المزيد من الأموال عندما يحين موعد بيع الـ 20 % التي بحوزتهم للملياردير البريطاني.
كل الدلائل تشير إلى أن إعلان الفائز بصفقة شراء يونايتد، قد تبقت له أيام أو ساعات فقط، لكن رغم ذلك أطلقت عائلة الغليزرز وبنك مجموعة راين هذه التسريبات، والتي يبدو بأنها بمنزلة (بالونة) اختبار لردةّ فعل جماهير يونايتد.
وكان بإمكان البائع والقائم على البيع الانتظار، أو حتى التواصل بشكل سري مع صاحب العرض المفضل، وفق المخطط له في برتوكول البيع، لكنهم فضلوا التسريبات، التي يبدو أن مصدرها هم، وليست حاشية راتكليف، إذ تتحدث التسريبات عن تفضيل، وليس اقتراب الكلمة التي يطلقها المشتري المحتمل.
في أول ردّ فعل على هذه التسريبات، سجلت اسهم النادي في بورصة نيويورك أمس الخميس هبوطاً بنسبة 10% بحسب موقع "سيكينغ ألفا".
وبلغ سعر السهم في افتتاح جلسات تداول البورصة أمس الخميس 18.20 دولار، بدلاً عن 20.30 دولار في جلسة الأربعاء.
وربطت المواقع المختصة هذا الهبوط، بالتسريبات التي ربطت الملاك الحاليين بالاستمرار في النادي.
في ظل معارضتها الشديدة لعائلة الغليزرز، وأيضاً خروجها في مظاهرات ضدها مطلع الأسبوع الماضي تطالبهم فيها بالرحيل عن النادي، يتوقع أن تقوم جماهير يونايتد باحتجاجات أكبر ضد هذه التسريبات.
وعلى كل حال ستكون مباراة مانشستر يونايتد السبت أمام ضيفه وولفرهامبتون، مسرحاً لاحتجاجات ضخمة، سواء ثبتت هذه التسريبات وتم الإعلان عن الصفقة بشكلها الحالية، أو لم يعلن عنها بعد، إذ ستقوم الجماهير إما بالاعتراض على الصفقة أو رفض حدوثها، إذ سبق وأن أعلنت هذه الجماهير عن رأيها بوضوح، وهو المطالبة ببيع كامل للنادي.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة