رياضة
.
على الرغم من تحليقه بـ7 انتصارات متتالية في الدوري الإنكليزي الممتاز، آخرها أمام ليستر سيتي، الاثنين، لا تزال جماهير ليفربول تعيش حالة من الترقب والخوف بشأن مصير فريقها، والذي يتهدده شبح الغياب عن دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ موسم 2016 ـ 2017.
وبدورها، تعيش جماهير ليفربول في مصر معاناة مزدوجة، إذ يخشى نحو 100 مليون مواطن مصري غياب محمد صلاح عن دوري أبطال أوروبا (الشامبيونزليغ) للمرة الأولى منذ أن وطأت قدما النجيل الأخضر في القارة العجوز، عند انضمامه إلى بازل السويسري في 2012.
يحتل ليفربول حالياً المركز الخامس في الدوري الإنكليزي الممتاز، برصيد 65 نقطة، وهو مركز يؤهل إلى الدوري الأوروبي.
وينافس ليفربول كل من مانشستر يونايتد الرابع برصيد 66 نقطة، ونيوكاسل الثالث بذات العدد من النقاط وبفارق الأهداف.
لكن الخطورة، تكمن في امتلاك يونايتد ونيوكاسل لثلاث مباريات، في حين تبقت لليفربول مباراتين فقط، أمام كل من أستون فيلا وساوثهامبتون الهابط، ما يعني أن مصيره بيد الآخرين.
منذ انتقاله إلى بازل السويسري في يونيو 2013، مقابل مليوني يورو، لم يحدث أن وجد صلاح نفسه رفقة أي فريق خارج دوري الأبطال، رغم أن هنالك مواسم لم تشهد استمرار فرقه في البطولة.
ويعد موسم 2016 ـ 2017 هو الأسوأ لصلاح في دوري أبطال أوروبا، إذ غادر فريقه روما البطولة من الدور التمهيدي، ليتحول إلى الدوري الأوروبي.
وغير ذلك، خاض صلاح 9 مواسم في دوري الأبطال سجل فيها جميعها، باستثناء موسم (2014 ـ 2015) مع تشيلسي الذي خاض فيه مباراتين فقط.
ويمتلك صلاح في رصيده في البطولة 79 مباراة بإجمالي 6.286 دقيقة لعب، وسجل فيها 44 هدفاً، وصنع 15، وتوج باللقب مرة مع ليفربول، ونال الوصافة في مرة أخرى.
وأحرز صلاح، لبازل هدفين من ستة مباريات خاضها معه، هدف لروما من سبعة مباريات، في حين سجل لفريقه الحالي ليفربول 41 هدفاً من 64 مباراة خاضها معه.
لجهة المكانة الكبيرة لدوري أبطال أوروبا في العالم والوطن العربي، يساور جماهير النجم المصري العالمي داخل بلده قلق من إمكانية غيابه المحتمل عن ليالي الأبطال بصخبها وإثارتها، ونشيدها التاريخي، الذي يثير الحماس في الجميع لاعبين وجماهير ومتفرجين.
ويساند ليفربول جمهور مصري غفير، إذ تطغى شهرة صلاح وسط 109 مليون مصري هم قوام سكانها.
وفي 2018، أكدت دراسة أن نادي ليفربول بات الأكثر بحثاً في مصر منذ انضمام محمد صلاح له في صيف 2017، قادماً من روما مقابل 36.5 مليون إسترليني، ليتوفق النادي الإنكليزي في الشارع المصري على أندية عالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة.
وتكتظ المقاهي في جميع محافظات مصر بعشاق ليفربول ومحمد صلاح، خصوصاً في مباريات الأبطال، وذلك من أجل تشجيع النجم المصري المتألق.
بفضل نجاحاته الكروية ذائعة الصيت، وأيضاً كاريزميته وتواضعه، اقتحم محمد صلاح قلوب المصريين، وصار بطلا قوميا.
وعقب تسجيله هدفين في مرمى الكونغو، وقيادته مصر إلى مونديال 2018 في روسيا، بعد غياب استمر لـ28 عاماً، أكدت تقارير صحافية تسمية مدرسة في مصر باسم محمد صلاح، وذلك تكريماً ومكافأة له على هذا الإنجاز.
وتزدان وسط البلد في العاصمة المصرية بغرافيتي ضخم، قام برسمه الفنان المصري أحمد فتحي في 2018، في مقهى زهرة البستان، وبالقرب من عدد من الرسومات لمشاهير وعمالقة مصريين مثل أم كلثوم ونجيب محفوظ.
وإلى جانب ذلك، يقوم محمد صلاح بالكثير من ألاعمال الخيرية في مصر وبلدته نجريك، إذ ظل يساعد الكثير من الأسر المتعففة والفقيرة، وهو أمر آخر رفع من شعبيته في مصر.
لم تتوقف شعبية محمد صلاح في مصر فقط، إذ اسهم بعد انتقاله إلى ليفربول في تقليل جرائم الكراهية ضد الأقليات والمسلمين بنسبة 16% منذ انتقاله إلى ليفربول بحسب دراسة المجلة الأميركية للدراسات السياسية في 2021، حيث تلقبه جماهير ليفربول بالملك المصري أو الفرعون.
وعالمياً، اقتحم محمد صلاح قائمة مجلة التايم الأميركية لأكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم في عام 2019، كما سبقتها مجلة (GQ) الامريكية في 2018، والتي تهتم بالمشاهير بكتابة تقرير عن صلاح بعنوان: "كيف أصبح محمد صلاح ملك كرة القدم الجديد".
وعلى صعيد العالم العربي وأفريقيا يحظى صلاح بشعبية جارفة، نظير موهبته وإنجازاته مع الريدز.
إلى جانب الجمهور المصري المؤازر للفرعون، هناك جهات أخرى تخشى من غياب صلاح عن أكبر حدث كروي في عالم أندية كرة القدم وهم الرعاة.
وتربط صلاح عقود رعاية شخصية مع شركة أديداس الألمانية للملبوسات الرياضية، وشركة فودافون المصرية للهاتف، وشركة بيبسي.
ويجني محمد صلاح 18 مليون دولار سنوياً منذ هذه العقود، بحسب (ستاتيستا).
ولن تكون هذه الشركات سعيدة بغيابه عن الأبطال الموسم المقبل، الدوري الأعلى قيمة ومشاهدة في العالم.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة