رياضة

الأهلي والترجي.. تكريس عقدة ومطاردة أخرى في أبطال أفريقيا

نشر

.

Mussab Gasmalla

يدرك الترجي التونسي أن عليه الليلة تحقيق 3 انتصارات على الأهلي المصري في مباراة واحدة، إذ ما أراد العبور إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، أولها على سجله السيئ أمام الأهلي تاريخياً على استاد القاهرة، وهو انتصار قد يتطلب التخلص من العقدة النفسية التي بدأت تتكرس أمام العملاق المصري، قبل أن يؤدي كليهما إلى الانتصار الأهم، وهو قلب الطاولة على الخسارة القاسية في الذهاب.

يلتقي الفريقان، مساء اليوم، على ملعب استاد القاهرة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ويدخل الأهلي للّقاء بأفضلية فوزه ذهاباً بثلاثية نظيفة، ما يجعل مهمة عبوره إلى النهائي شبه مضمونة، ليحتفل بذلك أمام 10 آلاف متفرج يساندونه في لقاء اليوم.

من إزعاج إلى عقدة

منذ بداية المواجهات بين الأهلي والترجي في دوري أبطال أفريقيا 2001، ظلت الإثارة حاضرة دائماً في مقابلاتهما.

يعتبر نهائي 2012، ذروة لقاءات الفريقين، إذ نجح عبره الأهلي في وضع حد لتفوق الترجي عليه، إذ التقيا قبله 8 مرات، فاز الترجي في 3 مباريات، والأهلي في مباراتين، وحضر التعادل في 3 منها.

توج الأهلي باللقب في ملعب رادس بعد فوزه بهدفين مقابل هدف، بعد تعادلها في ذهاب النهائي بهدف لكل فريق.

بعد ذلك النهائي، بدأ الأهلي في بسط هيمنته على مبارياته ضد الفريق التونسي، لكن في 2018، وجه له الترجي ضربة مباغتة وموجعة، بالفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا، مستفيداً من أفضلية هدف في ذهاب النهائي على ملعب القاهرة (3 ـ 1)، ليفوز إياباً بثلاثية نظيفة.

يشكل جمهور الأهلي في استاد القاهرة رعبا دائما للخصوم

ومنذ ذلك النهائي، عاد الأهلي لتكريس عقدته للفريق التونسي، إذ هزمه ثلاث مرات متتالية، بما فيها ثلاثية الذهاب الأخيرة.

إجمالاً، التقى الفريقان في 19 مباراة، فاز الأهلي في 9، والترجي في 4، وانتهت 6 مباريات بالتعادل، وسجل الأهلي 25 هدفاً في مرمى الترجي، مقابل 15 هدفاً للفريق التونسي في مرمى الأهلي.

حصانة استاد القاهرة

سيكون أكثر أمر مخيف للترجي في نهائي الليلة، إلى جانب عقدته تجاه الأهلي، هو سجله على ملعب استاد القاهرة الدولي.

طوال 9 مباريات جرت بينهما على استاد القاهرة لم يحقق الترجي أي فوز على الأهلي، إذ حقق 4 تعادلات فقط، فيما خسر في 5 مواجهات.

لم ينتصر الترجي على الأهلي في استاد القاهرة في آخر 9 مباريات

نظير ذلك ستكون مهمة الترجي في غاية الخطورة على ملعب القاهرة، خصوصاً في ظل التفوق الواضح لكتيبة المدرب السويسري كولر.

بالمقابل، يعتبر الأهلي ملعب رادس، حمادي العقربي، ملعباً سهلاً له، إذ هزم الترجي فيه 5 مرات من إجمالي 10 مباريات جرت عليه بينهما، أهمها الفوز 2 ـ 1 والتتويج بلقب 2012، من داخله.

معركة شمال أفريقيا مستمرة

على الرغم من قيادة الأهلي لسطوة الكرة المصرية على أفريقيا، وهو زعيمها المتوج بـ10 ألقاب (رقم قياسي)، يليه نده التقليدي الزمالك بـ5 ألقاب، وأيضاً لتحوله إلى عقدة للترجي التونسي، فإن السجال بينه وبين أندية شمال أفريقيا لا يزال مستمراً.

طوال تاريخه، خسر الأهلي 5 نهائيات في دوري أبطال أفريقيا، كانت 4 منها أمام أندية شمال أفريقيا.

يشكل جمهور الأهلي في استاد القاهرة رعبا دائما للخصوم

يعتبر الوداد عقدة الأهلي في النهائيات، بعدما خسر أمامه نهائيي (2017 و2022). وبشكل عام، ورغم تفوق الأندية المصرية بقيادة الأهلي والزمالك إجمالاً في المواجهات المباشرة مع أندية المغرب والجزائر وتونس، فإن الأخيرة ترفض التوقف عن لعب دور الندية، وهو أمر يبدو وكأنه إلهام من نتائج منتخباتها المتفوق على الفراعنة.

تشير نتائج منتخب مصر أمام شمال أفريقيا إلى تفوق الأخيرة، فمن 27 مباراة جمعت مصر والمغرب، فازت المغرب في 13، ومصر في 4، وانتهت 11 مباراة بالتعادل.

أمام الجزائر وفي 28 مباراة، كان الفوز للجزائر في 10 ولمصر في 8 مباريات، وتعادلا في 10 مباريات.

وتتفوق تونس أيضاً على مصر بـ 16 فوز في 40 مباراة، مقابل 13 فوز للفراعنة، و6 تعادلات.

عقد نفسية لا تفسير لها

في كرة القدم تعتبر العقدة مسألة شائعة، في خليط بين حالتي التفاؤل والتشاؤم، تؤدي إلى ترسيخ قناعة ذهنية تتحول بمرور الوقت إلى ثوابت.

في سياق نصف نهائي الليلة الأفريقي بين الأهلي والترجي، وإلى جانب الكرة المصرية ونظيرتها في شمال أفريقيا، هنالك أرقام ملفتة تشير إلى تأثير مفهوم العقدة في الكرة الأفريقية، أبرزها نتائج الأندية المغربية أمام نظيرتها الجزائرية.

يبدو أن الأندية المغربية، قد تحولت إلى عقدة في الفترة الأخيرة لأندية الجزائر، إذ استمرت الأندية الجزائرية طوال 10 مباريات منذ 2018، دون فوز واحد على الأندية المغربية، قبل أن يحل شبيبة القبائل العقدة في فبراير الماضي، بالفوز على الوداد إياباً بهدف نظيف في دور المجموعات.

يخشى الأهلي أن تتحول قصته مع صنداونز الجنوب أفريقي إلى عقدة، إذ لم يتمكن من الفوز عليه في آخر 5 مباريات، ولا تزال خسارته في دور المجموعات هذا الموسم بخماسية مقابل هدفين، لا تجد تفسيرات كثيرة.

قصة أخرى، بطلها الأهلي المصري أيضاً، والذي رغم تفوقه الكبيرة في القارة، فإنه دائماً ما يواجه صعوبات أمام الهلال السوداني، في وقت تحول ملعب الهلال في أمدرمان إلى عقدة، له إذ لم يفز فيه طوال مواجهاته مع الهلال، كما تجرع فيه واحدة من أصعب هزائمه بثلاثية نظيفة في 2007.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة