رياضة
.
في مطلع الشهر الجاري، نشرت لاعبة التنس الأميركية تايلور تاوسند صورة لرسالة وصلتها عبر الإيميل، تحمل الكثير من الإساءات والشتائم، والكلمات العنصرية، وذلك بعد خسارتها في الدور الثالث من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس مؤخرا.
وانضمت تايلور إلى كثيرات من أمثالها في عالم التنس، ممن تحولت حساباتهن الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات للإساءة لهن.
ويستغل جمهور السوشيال ميديا، التصاق لاعبات ولاعبو التنس مؤخرا بشكل مستمر بحساباتهم الشخصية عبر الهواتف، من أجل وضع عشاقهم عن قرب على كواليس استعداداتهم، وكل ما يحيط بكرة المضرب، من أجل الإساءة لهم.
مع إعلان ضربة البداية لبطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس)، ثاني بطولات الغراند سلام الأربعة في التنس، الأحد، وقفت حاملة اللقب والمصنفة رقم 1 لدى السيدات البولندية إيجا سواتيك في طابور قصير، قبل أن تمسح بهاتفها الذكي رمز (QR)، معد من قبل منظمي البطولة الفرنسية المرموقة.
ولم يكن هذا رمز (QR) هذا سوى مدخل لبرنامج ذكاء اصطناعي، مهمته لعب دور الحارس الشخصي (بودي غارد) على حسابات النجوم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت رولان غاروس قد أعلنت الأسبوع الماضي عن الدخول في شراكة مع مؤسسة (بودي غارد) لمحاربة التنمر الإلكتروني، أتاحت لها الحصول على برنامج ذكاء اصطناعي، من أجل رقابة حسابات اللاعبين الشخصية على (تيك توك، انستغرام، تويتر، فيسبوك، يوتيوب، وكذلك حسابات اتحاد التنس والبطولة) وتحصينها من التعليقات المسيئة والمزعجة والعنصرية.
يعمل البرنامج الذي طوره فريق من اللغويين بإنشاء أنماط كلمات معينة لها دلالات مباشرة بالإساءة والتنمر والعنصرية، قبل أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها في وقت قصير جدد.
ولا يتجاوز زمن تحليل المحتوى (200 ملي ثانية)، قبل أن يتم ضبطه والتعرف عليه وحذفه مباشرة.
وبحسب المطورين، فإن الهدف هو محاصرة كل المحتوى السلبي، لكن من دون التأثير على خصوصية حسابات اللاعبين في نفس الوقت.
ويشابه هذا البرنامج، برنامجا أخر في منصة انستغرام، تم تطويره لفلسفة المحتوى العنصري والإساءات، بعد الضغوط التي واجهتها شركات التواصل الاجتماعي بخصوص تحولها إلى منصات إساءة ضد الرياضيين.
لم تكن حالة تاوسند هي الوحيدة مؤخراً، إذ سبقتها إلى ذلك وفي مرات عديدة اليابانية ناومي أوساكا، التي ظلت تشتكي باستمرار من التعليقات العنصرية والمتنمرة.
وبدورها، كانت سيرينا وليامز أيضا عرضة لمثل هذا النوع من الإساءات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقريبا من هذا، وعلى المستوى العلمي، نشرت شبكة الرياضة العالمية مؤخرا دراسة إحصائية عن أكثر اللاعبين تلقيا للإساءات المباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك) وذلك عبر التنسيق مع رابطة محترفي التنس ومثيلها لدى السيدات.
وجرى تحليل حسابات نجوم الكرة الصفراء على مدى 16 شهرا، ليتصدر القائمة النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المتوج بـ 22 لقبا في الغراند سلام.
وتلقى ديوكوفيتش 16% من المشاعر السلبية ضده على منصة تويتر، و11% من التعليقات الغاضبة على فيسبوك.
وحل في المرتبة الثانية بعد ديوكوفيتش اليوناني ستيفانوس تستسيباس.
ولدى السيدات تصدرت البيلاروسية أرينا سابالينكا، والتي تلقت 15% من المشاعر السلبية ضدها على تويتر، و5% من التعليقات الغاضبة على فيسبوك.
وبعيدا عن التنس، كانت سوشال ميديا مسرحا لعملية تنمر وعنصرية من العيار الثقيل ضد لاعبي المنتخب الإنكليزي ساكا وسانشو وراشفود بعد خسارة الأسود الثلاثة يورو 2020 أمام إيطاليا في ويمبلي.
على الرغم من كون التنس لا يعتبر من الرياضات ذات الشعبية الكبيرة مثل كرة القدم، فإن هناك زيادة واضحة في عدد الإساءات ضد لاعباته ولاعبيه.
وتعتبر لعبة التنس واحدة من أكثر الرياضات التي يتم المراهنة عليها عالميا، مثلها مثل سباقات الخيول وكرة القدم، لذلك يتحول الخاسرين إلى الإساءة للاعبة أو اللاعبين الذي خسر وتسبب بالتالي في خسارته.
وكانت لاعبة التنس اللاتفية يلينا أوستابنكو شكت من قبل من مسألة الرهان على اللاعبات، وهي التي تتسبب، بحسبها، في موجة الشتائم والإساءات، مشيرة إلى أن المسيئين لهن يجهلون الظروف التي أدت لخسارتهن اللقاء.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة