رياضة

معايير تقييم أندية كرة القدم.. ٤ عناصر أساسية

نشر

.

Mussab Gasmalla

في وقت يعيش فيه ريال مدريد حالة من السيطرة الإعلامية السلبية حاليا، خصوصا بعد رحيل قائده كريم بنزيمة، وقبلها قضية نجمه الشاب فينسيوس جونيور مع العنصرية، والتي بدورها، أعقبت خروج الفريق بصورة مهينة من نصف نهائي الأبطال أمام مانشستر سيتي، وجد الإعلام المقرب من البيت الملكي ضالته في تقرير إحصائي حديث صدر الخميس من مجلة فوربس الأميركية العريقة.

واشتمل التقرير على قائمة بـ30 ناديا صاحبة أعلى قيمة في كرة القدم، وتصدرها ريال مدريد بفارق قليل عن مانشستر يونايتد الإنكليزي.

ووضعت فوربس، الذي ظلت تصدر هذا التقرير السنوي منذ نحو 20 عاما، ريال مدريد في صدارة القائمة بقيمة قدرها 6.07 مليار دولار، فيما جاء مانشستر يونايتد بفارق ضئيل عن هذه القيمة بـ6 مليار دولار.

بنزيمة يترك ريال مدريد

وبدورها، حلت 6 أندية إنكليزية في قائمة أعلى 10 أندية قيمة في 2023 بالعالم، لكن بالمقابل، لا يبدو هذا الأمر مفاجئا في ظل الانفجار الذي حققته إيرادات بث البطولة تلفزيونا في الفترة الأخيرة، والذي يبلغ في الفترة الحالية من 2022 ـ 2025 نحو 10.5 مليار دولار، في وقت لا يقل فيه نصيب عوائد كل نادٍ في البريمييرليغ عن 115 مليون دولار.

ويعتبر نيوكاسل الإنكليزي صاحب أعلى طفرة في القيمة، إذ احتل المركز الـ22 من 30 ناديا، بقيمة 794 مليون دولار، مستفيدا من تحول ملكيته إلى السعودية، التي ضخت بدورها 305 مليون دولار في خزينته، منها 208 في رأس مال النادي.

يعتبر ريال مدريد ومانشستر يونايتد الناديان الوحيدان اللذان لم يغيبا عن هذه القائمة، منذ أن صدرت النسخة الأولى منها في 2004.

جاء مانشستر ستي بفارق ضئيل عن هذه القيمة بـ6 مليار دولار

واحتل ريال مدريد في هذه الفترة الصدارة 7 مرات، بما فيها الحالية، ومانشستر يونايتد 11 مرة، فيما تصدرها برشلونة مرة في 2021.

معايير التقييم

ربما يتساءل البعض، عن سر وجود يونايتد الحالي في القائمة، وهو ظل يعاني من جفاف ألقاب كبيرة منذ عقد من الزمان، لكن هذا الأمر سببه معايير التقييم نفسها.

وتعتبر الإنجازات والنجاحات الكروية في الموسم الذي تم التقييم على إثره، جزئية بسيطة من المعايير التي يتم عبرها التقييم.

يعتبر نيوكاسل الإنكليزي صاحب أعلى طفرة في القيمة

4 معايير رئيسية

هناك عدة جهات مختصة في إصدار مؤشر سنوي لقيمة أندية كرة القدم، لكن الأكثر شهرة بينهما، هما مجلة فوربس الأميركية، و"KPMG" البريطانية.

وتتشابه هاتان المؤسستان في المعايير التي يستخدمونها في تقييم الأندية.

وتستخدم فوربس، على سبيل المثال، 4 معايير في تقييم الأندية، وهي العوائد السنوية، والأرباح التشغيلية، وقيمة النادي، والديون.

وتعتمد في معياري العوائد السنوية والأرباح، على آخر ميزانية منشورة للنادي المنشورة، وفي حالة قائمة اليوم، هي ميزانية تلك الأندية عن موسم 2021 ـ 2022، فقط يتم الاعتماد على ميزانية الموسم الحالي عند تقييم أندية دوري السوكر الأميركي.

العوائد السنوية

تشمل العوائد السنوية للنادي، 3 بنود، وهي الأرباح التي جناها النادي من عوائد البث التلفزيوني، إلى جانب مداخيل التسويق التجاري، مثل الرعاية وغيرها، إضافة إلى مداخيل مباريات اليوم، من شباك التذاكر وخدمات الضيافة وغيرها.

الأرباح التشغيلية

الأرباح التشغيلية، تشمل تحتها عددا من البنود، مثل الأرباح قبل الفوائد والضرائب، واستهلاك الدين.

وتشير هذه الثلاثة مجتمعة أو ما يعرف في المجال المحاسبي بـ " EBITDA" على ربحية الشركة أو المؤسسة.

وتحت هذا المعيار نفسه، تعتمد فوربس، على عوائد من بيع اللاعبين مقابل تسجيل جدد.

قيمة النادي الحقيقة

يعتبر هذا المعيار أحد أهم المعايير، والذي عادة ما يصنع الفارق، كما أنه يعتبر أحد أكثر المعايير التي تجلب المشترين للنادي.

مثلما هو الحال بالنسبة لمانشستر يونايتد، الذي دفع الشيخ القطري جاسم بن حمد آل جاسم 6 مليار دولار، لكن لا يزال ملاكه عائلة غليزرز الأميركية تحاول المساومة على مبلغ أعلى من ذلك، رغم أن النادي لم يكلفها فعليا أكثر من 250 مليون إسترليني.

وتشير قيمة النادي، إلى قيمته ومكانته وصورته، إلى جانب اقتصاده بشكل عام، واقتصاد ملعبه (بدون الوضع في الاعتبار قيمة الملعب كعقار)، ولا أيضا ما يحققه من أرباح المباريات، وإنما من أحداث أخرى ومكانة رمزية بين الملاعب الأخرى.

وإلى جانب هذه البنود، هنالك عناصر مهمة توضع في اعتبار المقيّمين (المحاسبين) الذي يشرفون على عملية تقييم النادي.

ومن أبرز تلك العناصر، أداء الفريق نفسه على أرض الملعب، حيث الاستمرارية في النتائج الجيدة، والفوز بالألقاب، الذي يعتبر ذو أهمية كبرى في العنصر.

وهذا العنصر ربما كان حاسما لريال مدريد، الذي توج بالأبطال عن الموسم الماضي (موسم اصدار الميزانية)، وهو أيضا اللقب الخامس له في آخر 9 نسخ من الشامبيونزليغ.

وهنالك أيضا حجم السوق بالنسبة للنادي، ويقصد به مكانة النادي وانتشاره خارجيا وجماهيريته.

أما العنصر الثالث، فهو مكانة البراند "اسم النادي" ووفاء الجماهير له، واستمرار تزايدها، بفعل تعزيز النادي لذلك.

وفي هذا السياق، هنالك قصة سابقة لرئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي أكد بأن لاعبا يذهب بقميص ريال مدريد إلى المقهى ويتحلق حوله الجماهير لأخذ صوره معهم، بالنسبة أفضل من لاعب مغمور يقود الفريق نفسه إلى الألقاب، وجاءت هذه القصة في إطار تبريره للتعاقد مع الغلاكتيكوس.

وختاما هنالك ثلاثة عناصر مؤثرة أيضا، أولها الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي (عدد المتابعين)، إضافة شكل التجهيزات ومواكبة ملعب النادي، والأمر الثالث هو ملكية النادي نفسها.

الديون

تعتبر الديون المعيار الرابع في عملية تقييم النادي، وتعتمد من خلال آخر ميزانية منشورة للنادي، مثلها مثل الأرباح والعوائد التشغيلية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة