رياضة
.
لم يتوقف الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي المصرية منذ منتصف يوم الأربعاء، والسبب بيان من الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، فيفبرو، وجّه فيه تحذيرات لمحترفي كرة القدم من التعاقد مع الأندية المصرية، بسبب ما أسماه "انتهاكات تعاقدية واسعة النطاق"، و"السلوك التعسفي مثل مصادرة جوازات السفر والتزوير".
فيفبرو حذر في بيانه من أن "احتمالية اللجوء إلى إجراءات قانونية يتزايد عن انتقال اللاعبين إلى مصر". ووضع الاتحاد، ومقره في هولندا، قائمة تتضمن مجموعة من النصائح التحذيرية للاعبين، أبرزها:
توالت ردود الأفعال الرسمية بعد البيان المحبط من فيفبرو، وبادرت رابطة الأندية المصرية المحترفة بالرد عبر حسابها بتويتر، أبدت فيها تقدريها لدور الاتحاد في حماية اللاعبين، قبل أن تفند جميع البنود التي حذر منها.
بدوره، دخل اتحاد الكرة المصري صباح اليوم الخميس على خط الأزمة، وأصدر بدوره بيانا، أعرب فيه عن "انزعاجه الشديد" من تحذيرات فيفبرو، مؤكدا احتوائه على الكثير من المعلومات غير الصحيحة، والتي إن ثبت وقوعها فهي حالات فردية لا تنسحب بالتالي على جميع أندية مصر.
مثل الرابطة أيضا، فنّد الاتحاد في البيان الذي نشره على تويتر ادعاءات فيفبرو، خصوصا عدم امتلاك كافة الأندية المصرية حسابات خاصة بالانتقالات لدى فيفا والتي تعرف بـ(ITMS)، وقال الاتحاد إن 113 ناديا مصريا موزعة بين الدرجة الأولى والثانية، تمتلك هذه الحسابات.
بخصوص السلوك التعسفي بخصوص "حجب" جوازات السفر، قال الاتحاد إن 268 لاعبا أجنبيا مسجلين لديه، في وقت لم ترده سوى شكويين طوال الأعوام الأربع الماضية عن حالات حجب جوازات سفر، واتضح أن السبب كان لإنهاء إجراءات إقامة، فيما تمت إعادتها للاعبين بعد ذلك.
على الصعيد الشعبي، أثارت تحذيرات فيفبرو الكثير من ردود الأفعال الجدلية، وانقسمت الجماهير المصرية على وسائل التواصل الاجتماعي بين ثلاث فئات، فئة تشجع الزمالك، وترى بأن أزمة عبدالله السعيد والأهلي هي السبب، فيما تطوعت جماهير الأهلي بذكر حالات سابقة تخص غريمه نادي الزمالك، حيث لجأ نجوم أجانب للاتحاد، محمّلين الأزمة برمتها إلى النادي الأبيض.
أما الفئة الثالثة فراحت تضغط على اتحاد الكرة وتطالب بالمزيد من الإصلاحات في منظومة كرة القدم المصرية عموما.
بالعودة إلى تاريخ اللاعبين والمدربين الأجانب وشكاويهم ضد الأندية المصرية، يأتي قطبا الكرة المصرية في الواجهة، وإن كانت أزمات الأهلي أقل وتتلخص في أزمته مع لاعبه عبد الله السعيد. بينما تسببت إحدى أزمات الزمالك في منعه من قيد اللاعبين لمدة 3 فترات انتقال، وحصر موقع محلي مصري حالات الزمالك التي تنوعت بين الغرامات والإيقاف بـ ١٢ حادثة على الأقل، كلّفته أكثر من ١٧ مليون دولار
لا يمكن التقليل من مكانة ودور فيفبرو، ودوره تجاه اللاعبين، إذ رغم تصنيفه كـ"نقابة لاعبين"، مثل أي نقابة عمالية تتضامن وتندد وتضغط، إلا أن تأثيرها في كرة القدم العالمية يبدو كبيرا. وكثيرا ما تسببت انتقادات فيفبرو لوضع ما بإصلاحه، إذ سبق أن لعب دورا في أزمة العنصرية في الدوري الإنكليزي الممتاز، الذي غير وشدد الكثير من قوانينه تجاه لجم الظاهرة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة