رياضة

الهولندي بروميس يجذب الأضواء بـ"الأهداف والمخدرات وجريمة طعن"

نشر

.

Mussab Gasmalla

تختزن البشرية ذكريات سيئة مع العام 2020، لكونه عام كورونا، أخطر وباء ضرب الإنسان في عصره الحديث، وترك المليارات من الناس رهينة حجر إجباري داخل جدران منازلهم، لكنه بالمقابل، يبدو عاما أكثر قتامة على اللاعب الدولي الهولندي كوينسي بروميس، إذ حمل له، إلى جانب كورونا، حدثين كل واحد فيهما كان كفيلا بإنهاء مسيرته الكروية.

الحدث الأول وقع في شهر يوليو من ذلك العام، عندما أقدم بروميس على طعن ابن عمه خلال حفلة عائلية في إحدى ضواحي أمستردام، حيث كان وقتها لاعبا لأياكس الهولندي.

أما الحدث الثاني هو اتهامه بتهريب المخدرات، عقب ضبط شحنة كوكايين مهربة إلى هولندا عبر ميناء أنتويرب وذلك في مطلع يناير 2020، فكيف تورط بروميس في هذا الأمر، وما هي ملابسات ضلوعه في طعن أحد أقربائه، وما هو مصير مسيرته الكروية حاليا؟

طلبت النيابة الهولندية هاتف كوينسي، لكن المفاجأة أن المستفيد الأكبر من هذا الإجراء كانت شرطة مكافحة المخدرات. أ ف ب

حكم متوقع لكن مخفف

رغم مسيرته الكروية الجيدة، لكن بروميس لم يحدث أن هيمن على الأضواء بقدر سيطرته عليها، أمس الاثنين ١٩ يونيو، وذلك بعد حكم محكمة في أمستردام بسجنه لمدة 18 شهرا، بسبب طعنه ابن عمه في حفلة عائلية في 2020.

بدا بروميس محظوظا، وذلك بعد التأجيلات الكثيرة للقضية، وتحوله عبرها من متهم بالشروع في القتل في 2021، إلى معتدٍ على ابن عمه، بعد تدخلات محاميه والشهود، إذ كان يمكن أن يكلفه الاتهام الأول سجنا لمدة أطول.

تعود أسباب الشجار مع ابن عمه بحسب صحيفة هوت بارول الهولندية إلى اختلافهما أمام العائلة حول حقيقة عقد مجوهرات قبل أن يتهور بروميس ويغرز سكينا في ركبة ابن عمه، تسببت له في تمزق، وإصابة طويلة، استدعت تدخلا جراحيا، وعلاجا طبيعيا استمر لمدة طويلة

تعود أسباب الشجار مع ابن عمه أمام العائلة حول عقد مجوهرات. أ ف ب

جريمة داخل جريمة

مرت قضية بروميس بعدة جلسات منذ حادثة الطعن في 2020، كانت إحداها في 2021، التي حضرها بروميس رفقة محاميه روبرت ماليويتش، والتي أنكر فيها طعنه ابن عمه.

بدورها، طلبت النيابة الهولندية هاتفه في سياق بحثها عن دليل، ليتم استرجاع كل محتوياته، لكن المفاجأة أن المستفيد الأكبر من هذا الإجراء لم تكن القضية، بقدر شرطة مكافحة المخدرات في هولندا.

كان بروميس على قائمة المراقبين من قبل الشرطة منذ 2018، بتهم تتعلق بتهريب المخدرات، لكن بدون دليل كاف، حتى عندما ضبطت الشرطة شحنتي كوكايين في يناير 2020، لم تكن هنالك دلائل كافية لإدانة بروميس، رغم توجيه أصابع الاتهام له. بلغت الشحنة الأولى 650 كيلوغرام، والثانية 700 كيلوغرام، وتصل قيمتها المالية بحسب موقع سبورتمانور 80 مليون دولار.

وعثر في هاتف بروميس على أثر رسائل مشفرة كان أرسلها خلال فترة وصول الشحنتين إلى تجار مخدرات، تقول الأولى إن "أولاده في طريقهم إلى أنتويرب"، وتشير الثنائية إلى أن "الشحنتين وصلتا على دفعتين، وأن أرباحه مهددة بالنزول إلى النصف"، وتم إرسال الرسالتين عبر موقعي إنكروشات وسكاي إي سي سي المشفرين.

عثر في هاتف بروميس على أثر رسائل مشفرة

والآن، تبدو قضية تهريب الكوكايين في بدايتها، لكنها تنذر بشبح عقوبات جنائية كارثية على بروميس.

سر التعلق بموسكو

قبل أسبوعين، نشر كوينسي بروميس صورة على حسابه بإنستاغرام جمعته بالنجم المغربي حكيم زياش صديقه وزميله السابق في أياكس خلال حدث ترويجي في موسكو.

ما لفت الانتباه ليس الصورة في حد ذاتها أو مكانها، ولكن كونها جاءت قبل ساعات من محاكمة مهمة لبروميس في هولندا، نوقشت فيها قضيتي الطعن وتهريب الكوكايين، تمهيدا للجلسة الحاسمة، التي نطق فيها بالحكم، أمس الاثنين.

وبدا بروميس غير مهتما بالقضية، وهو أمر ربما يدل على معرفته بالحكم مسبقا، وخشية السفر إلى هولندا، حتى لا يتم حبسه.

الآن يعتبر بروميس آمن ضد التسليم، إذ لا تربط روسيا أي اتفاقية تعاون لتسليم المطلوبين جنائيا، إلى جانب توتر علاقاتها إجمالا مع دول أوروبا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية. وبدوره، بدا بروميس محبا لموسكو، إذ يسكن رفقة زوجته هناك منذ 2014، حيث أنجبا طفلهما الأول في 2017.

قبل مونديال روسيا ٢٠١٨، ظهر بروميس كواحد من أبرز المدافعين عن صورة روسيا، إذ أكد في تصريحات أنها بلد متسامح مع الأجانب، وأنه طوال فترته مع سبارتاك لم يتعرض لأي موقف عنصري بسبب لون بشرته.

ربما كانت هذه التصريحات، سببا في عودة سبارتاك موسكو لضمه مجددا في 2021، كما يبدو أن روسيا لن تمانع في بقائه لأطول مدة، مهما بلغت عدد الأحكام ضده في بلده الأم.

أما مستقبله الكروي حاليا، سيكون بلا مشاكل، إذ بإمكانه اللعب مع سبارتاك موسكو، لكنه سيواجه أزمات على المدى القريب، حال قيام الفريق الروسي برحلة إلى أوروبا، إذ سيتم تسليمه إلى هولندا بمجرد سفره خارج روسيا.

اعرف أكثر عن..

نجوم كرة خلف القضبان

اعتاد عشاق كرة القدم على أخبار عن مواجهة نجوم كثر لأحكام بالسجن، لكن غالبيتها تأتي على خلفية تهم اغتصاب، أو تحرش. وبالمقابل، لم تخلو سجلات التاريخ من نجوم شرسين مثل الهولندي بروميس.

  • في 2008 حكم على لاعب نيوكاسل والسيتي السابق جوي بارتون بالسجن لستة أشهر، بعدما كاد أن يفتك بأحد المراهقين في مطعم، عقب اندلاع شجار بينهم. وأمضى بارتون شهرين ونصف في السجن، قبل أن يخرج بحسن السلوك، لكنه عاد إليه مرة أخرى بعد اعتدائه على زميله في السيتي عثمان دابو، ويخضع لعقوبة حظر النشاط الكروي.
  • يعتبر الإيرلندي جورج بيست أحد أبرز المواهب التاريخية في مانشستر يونايتد، لكنه بالمقابل كان لاعبا جدليا باستمرار. وكان بيست مدمنا على الكحول، فأمضى في السجن شهرين في العام 1984، بسبب قيادته تحت تأثير الكحول واعتدائه على ضابط شرطة. وكانت زوجته الأولى أنجيلا ماكدونالز تشتكي دائما من قيامه بلكمها، واقترب بيست من السجن بسبب لكمه أيضا نادلة مطعم قبل أن يتم تبرئته.
  • من أبرز النجوم أصحاب السجل الإجرامي، اللاعب الجامايكي مارلون كينغ، الذي قدم أفضل أيام مسيرته مع ويجان الإنكليزي. وأدين كينغ بارتكاب 14 مخالفة قضائية تتراوح بين السرقة والنصب والاحتيال والقيادة تحت تأثير الكحول. وفي 2002 حكم عليه بالسجن 18 شهرا، بتهمة السرقة، وفي 2008، عاد إلى السجن مرة أخرى بسبب الاعتداء الجنسي ومهاجمة طالبة عمرها 20 عاما.
  • من نجوم الكرة خلف القضبان أيضا، يأتي الحارس الكولومبي الشهير والمثير للجدل رينه هيغيتا، الذي دخل السجن لمدة 7 أشهر في اتهامه باختطاف ابنة بارون المخدرات الكولومبي كارلوس مولينا، قبل أن يتوسط لإعادتها بارون المخدرات بابلو إسكوبار.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة