رياضة

هل تنقذ السعودية تشيلسي من "ورطة" اللعب المالي النظيف؟

نشر

.

Mussab Gasmalla

"رؤيتنا كملاك واضحة: نرغب بجعل جماهير تشيلسي فخورة، وذلك عبر تطويرنا للشباب وجلب أبرز المواهب. خططنا العملية هي الاستثمار على المدى الطويل وإعداد تشيلسي لنجاح تاريخي"، هكذا جاء أول تصريح لمالك تشيلسي الإنكليزي تود بويلي للموقع الرسمي للنادي عقب شرائه في مايو 2022 مقابل 3.1 مليارات دولار، ولم تمض على هذه التصريحات فترة حتى فتح بويلي خزائنه لإبرام عقود مع اللاعبين.

في فترتي ميركاتو، صيفي وشتوي، صرف بويلي 600 مليون إسترليني، متعاقدا مع 16 لاعبا، يتصدرهم الأرجنتيني إنزو فرنانديز صاحب الـ106 ملايين إسترليني في يناير الماضي، والقادم من بنفيكا البرتغالي.

بعد مرور عام كامل، لم تحصد جماهير تشيلسي من وعود بويلي تلك، سوى تكدس اللاعبين في فريقها نتيجة تهور الملياردير الأميركي في الميركاتو، وحصاد موسم كارثي على مستوى النتائج والإنجازات، إلى جانب تحليق شبح اللاعب المالي النظيف على أسوار ملعب ستانفورد بريدج الشهير في لندن، لكن الحل قد يأتيه من بعيد، عبر دوري روشن السعودي.

"لم تحصد جماهير تشيلسي من وعود بويلي تلك، سوى تكدس اللاعبين في فريقها". أ ف ب

ضغط اللعب المالي النظيف

رغم لعب تود بويلي بذكاء في شرائه للاعبين، وذلك عبر منحهم عقودا طويلة الأجل، لتقسيم مستحقاتهم عليها، من أجل التلاعب على قوانين اللعب المالي النظيف، إلا أن المشكلة تمثلت في تسجيل النادي خسائر ضخمة خلال أبريل الماضي بلغت 121 مليون إسترليني عن موسم 2021 ـ 2022.

أضيفت هذه الخسائر إلى تلك المُرحَلة من موسم كورونا 2020 ـ 2021، التي بلغت 153 مليون إسترليني، ليصل إجمالي الخسائر إلى 274 مليون إسترليني، لكن هناك أرباحا متوقعة قدرها 32 مليون إسترليني هذا الموسم، لتنحصر الخسائر في 242 مليون إسترليني.

أما الأمر الآخر، الذي لم يتوقعه بويلي، فهو نهاية دورة اللعب المالي النظيف في إنكلترا هذا الصيف، تحول كل 3 أعوام، لتبدأ في مراجعة الحسابات، في وقت لا تسمح فيه قوانين اللعب المالي النظيف بأي خسائر أكثر من 105 مليون إسترليني.

بحسب تلك القوانين، لا يسمح للنادي تغطية هذه الخسائر سوى من عوائد بيع اللاعبين والأرباح، وهو ما وضع تشيلسي ومالكه تحت ضغط التخلص من أكبر قدر من اللاعبين من أجل سد ثغرة الخسائر أولا، ومن ثم توفير مبلغ من المال للمدرب الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لتدبير سوق انتقالاته.

"لا يسمح للنادي بتغطية هذه الخسائر سوى من عوائد بيع اللاعبين والأرباح". أ ف ب

11 لاعبا في المزاد

نتيجة لهذا الوضع المتأزم، وضع تشيلسي حاليا 11 لاعبا من تشكيلته للبيع في السوق الصيفي، وذلك من أجل التخلص من رواتبهم قبل بداية يوليو المقبل. ويتصدر هؤلاء خاليدو كوليبالي، وحكيم زياش، وميسون ماونت، كاي هافيرتز، ومارك كوكوريلا، وماتيو كوفاسيتش، وهودسون أودوي. وإلى جانب هؤلاء يرغب تشيلسي في التخلص من راتب كل من الفرنسي نغولو كانتي، المنتهي عقده، إلى جانب روميلو لوكاكو المعار إلى إنتر ميلان.

وبحال نجح تشيلسي في بيع الـ13 لاعبا المعروضين حاليا، فإنه سيوفر 2.1 مليون إسترليني أسبوعيا، كرواتب لهؤلاء، وهو مبلغ كبير للغاية.

"سيوفر 2.1 مليون إسترليني أسبوعيا". أ ف ب

كل الآمال في السعودية

وفي ظل ضغط الزمن على تشيلسي من أجل ضبط ميزانيته، يبحث النادي عن مشترين أكثر جدية، خصوصا في ظل تلكؤ الأندية الأوروبية، التي ترغب في لاعبين من البلوز، لكنها لا تبدو مستعجلة، وذلك لشرائهم بأقل الأسعار، خصوصا أن الميركاتو الصيفي سيظل مفتوحا حتى مطلع سبتمبر المقبل.

ولهذا، يعلق مالك تشيلسي تود بويلي أمالا على الدوري السعودي، والذي يتسيد الساحة الدولية في عالم الميركاتو الآن. ويرغب بويلي في بيع 6 لاعبين للدوري السعودي، كلفوا النادي اللندني عن التعاقد معهم 230 مليون إسترليني.

يتصدر هؤلاء الفرنسي نغولو كانتي الذي انضم إلى تشيلسي في 2016 قادما من ليستر سيتي مقابل 29 مليون إسترليني. وبحسب تقارير صحافية، فإن كانتي بات قريبا من مرافقة مواطنه كريم بنزيمة في الاتحاد السعودي، مقابل راتب أسبوعي قيمته 1.7 مليون إسترليني، وهو يعادل ستة أضعاف راتبه الحالي 290 ألف إسترليني.

ومن اللاعبين الذين ارتبطوا بالدوري السعودي أيضا الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ، الذي اشتراه تشيلسي من برشلونة مقابل 10 ملايين إسترليني، وهو على رادار فريقي الأهلي والشباب السعوديين.

بدوره، أكد الصحافي الإيطالي الشهير والمختص في الميركاتو فابريزيو رومانو على حسابه بتويتر، اقتراب الثنائي السنغالي خاليدو كوليبالي وإدوارد ميندي من الانتقال أيضا إلى السعودية.

انضم كوليبالي إلى تشيلسي الصيف الماضي، قادما من نابولي الإيطالي مقابل 34 مليون إسترليني، فيما انضم ميندي من رين الفرنسي في 2020، مقابل 22 مليون إسترليني، وهو قريب جدا من الأهلي السعودي الآن.

بدوره، بات المغربي حكيم زياش قريبا من الانضمام إلى النصر السعودي، ومزاملة كريستيانو رونالدو، وذلك بعد نحو 3 أعوام من انضمامه إلى تشيلسي قادما من أياكس مقابل 38 مليون إسترليني.

تطلع بويلي للدوري السعودي، وخصوصا الهلال، يمتد إلى تخليصه من عبء الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو وراتبه الكبير، إذ أكدت تقارير الآن، بأن الهلال يرغب في ضمه مقابل راتب سنوي ضخم يبلغ 21 مليون إسترليني.

اعرف أكثر عن..

هل تمتلك السعودية أسهما في تشيلسي؟

قد يتبادر للذهن سؤالا عن سبب تركيز مالك تشيلسي تود بويلي على الدوري السعودي، وأيضا سبب رغبة السعودية في ستة نجوم من الفريق اللندني. وربما تكون الإجابة، هي قدرة الدوري السعودي المالية حاليا، بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي مؤخرا، إلى جانب الضائقة المالية لنادي تشيلسي المحاصر بقوانين اللعب المالي النظيف.

لكن هنالك بعض المؤشرات المختلفة عن هذه الفرضية، والتي مفادها وجود أسهم سعودية في تشيلسي. والتقى تود بويلي رئيس نادي الهلال السعودي، أثناء زيارته السعودية يناير الماضي، فيما ألمحت ديلي ميل البريطانية إلى امتلاك صندوق الاستثمارات العامة السعودي أسهما في شركة كليرليك كابيتال التي اشترت نادي تشيلسي في مايو 2022.

ويملك بويلي وشركته كليرليك النسبة الأكبر في تشيلسي 60%، فيما تعود 40% إلى مجموعة مستثمرين، وبحسب ديلي ميل، فإن كليرليك تدير أصولا حول العالم بقيمة 60 مليار دولار، تعود إلى 300 مستثمر.

أشارت ديلي ميل امتلاك صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبعض أصول من نسبة الـ40% في تشيلسي، في وقت نفى فيه تشيلسي بشدة وجود أي استثمار سعودي في النادي اللندني.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة