رياضة

من فيرونيك رابيو إلى فايزة العماري.. سان جيرمان في قبضة "النساء الحديديات"

نشر

.

Mussab Gasmalla

طوال المسيرة الكروية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الممتدة لـ21 عاما، لم تغب يوما صورة والدته ماريا دولوريس عن واجهة الأحداث، تارة مقبلة درع بطولة حصدها تأثير ابنها المتألق، وتارة أخرى مرافقة له في حفل تتويج بجائزة شخصية، ومرة جديدة وهي تتوسط ابنها وأحفادها في لقاء أسرى في إحدى عطلات النجم الصيفية.

لكن علاقة والدة الأيقونة البرتغالية بابنها، لا تتجاوز الدعم المعنوي والنفسي، بخلاف اثنين من أمهات نجوم باريس سان جيرمان، فائزة العماري، والدة النجم كيليان مبابي، وفيرونيك رابيو، والدة مدافع النادي الباريسي السابق أدريان رابيو.

العنيدة التي تريد المزيد لابنها

تهيمن على الساحة هذه الأيام الجزائرية فائزة العماري، التي تعرّفها الصحافة الفرنسية والإسبانية بـ"المرأة الحديدية" القادرة على تحدى أعتى الأندية من أجل أن ينعم ابنها بمسيرة تليق بمستواه الفني.

الظهور الأول البارز لاسم السيدة فائزة، المنحدرة من أصول جزائرية، كان في صيف 2022، بعد رحلات مكوكية بين باريس ومدريد، من أجل التفاوض مع رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بخصوص انتقال ابنها كيليان مبابي في صفقة مجانية.

أرسل اهتمام بيريز الكبير بالسيدة فائزة عدة رسائل وقتها، أوضحت نفوذها الكبير وامتلاكها الكلمة الفصل في مسيرة ابنها، على خلاف والد كيليان وطليقها ويلفرد مبابي، الذي يظهر باستمرار في المقصورة الشرفية بملعب حديقة الأمراء بباريس إبان المفاوضات.

بحسب "ذي أثلتيك" نالت العماري، اعتراف ريال مدريد ورئيسه بيريز الذي يعتبر ثعلب المفاوضات، بشراستها، وذلك بعد إجبارها الريال على تقديم تنازلات غير مسبوقة تتعلق بحقوق استخدام صورة ابنها بشكل تجاري، تتخطى تلك المميزات التي منحها بيريز لكريستيانو رونالدو، نفسه.

يعمل الريال في هذا "البند" وفق قاعدة تمنح اللاعب 50% من حقوق استخدام صوره تجاريا، ولم يكسر هذه القاعدة سوى كريستيانو رونالدو الذي حصل على نسبة 60%، فيما أجبرت العماري بيريز بمنح مبابي 75% من حقوق الصور الخاصة.

كادت الصفقة التاريخية تتم، لولا التدخل الحاسم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليبقى مبابي في سان جيرمان.

أحد مصادر ذي أثلتيك، يصف العماري بالقول "عنيدة للغاية، قادرة على قول لا بسهولة، ولا تترك لك أية مساحة لتتحرك فيها. إنها تريد المزيد باستمرار".

عودة إلى الأضواء

الآن، مع تفجر الأوضاع بين مبابي وسان جيرمان، بعد إرسال اللاعب خطابا رسميا للنادي الباريسي يخبره فيه بعدم رغبته في تفعيل خيار التمديد لموسم آخر، ستعود العماري إلى الواجهة مجددا، خصوصا في ظل تزايد الأنباء، بخصوص رغبة سان جيرمان في بيعه هذا الصيف، خوفا من رحيله مجانا العام المقبل.

ويعرف سان جيرمان جيدا مدى صلابة العماري، التي لا تتورع في خوض معارك ضد الصحافة الفرنسية، من أجل ابنها، وهو ما حدث من قبل، عندما تصدت للانتقادات التي طالته عقب إهداره ركلة ترجيح مع منتخب فرنسا أمام سويسرا في ثمن نهائي يورو 2020.

وطالبت العماري، بحسب "ذا أثلتيك"، جميع الصحف الفرنسية بالتوقف عن "رمي ابنها بالرصاص في ميدان عام"، حتى ابنها النجم الفرنسي الأيقوني، بات معروفا مؤخرا بهجماته المستمرة على الصحافة الفرنسية التي يطالبها تارة بالتوقف عن استخدام اسمه، وتارة أخرى بالتوقف عن الكذب، مثل هذه التغريدة:

وفي العام الماضي، هندست العماري العقد الخرافي لمبابي مع سان جيرمان، وحصلت له على حقوق صور بنسبة 100%، وراتب سنوي ضخم يصل إلى 43 مليون دولار، وشروط تاريخية تتعلق بمنحه الكلمة في إدارة مشروع النادي المستقبلي من التعاقدات وغيرها من أمور إدارية وفنية.

من الضواحي إلى حياة النجوم

لا تخفي العماري، 48 عاما، والمولودة في ضاحية بوندي على تخوم باريس، والمحترفة السابقة لكرة اليد في فريق الضاحية، لا تخفي تشربها لتلك الصلابة والقوة من الجذور، حيث تنحدر من منطقة القبائل الواقعة في أقصى شمال الجزائر.

لم تكن العماري ملمة بالأمور القانونية، لكنها ما أن رأت ابنها كيليان يتسلق أول عتبة في سلم المجد مع موناكو في 2016، حتى راحت تستكشف عالم الوكلاء والقانونيين، فذهبت متخفية إلى مجموعة محامين مختصين في أمور الانتقالات، وعرضت عليهم موهبة كروية دون أن تسميها، وتحججت بعدم قدرتها على دفع أية عمولة لهم، قبل أن يخبروها أنهم يضمنون عمولاتهم في بند داخل العقد، وهذا الأمر شكل تحولا لديها، بحسب المصدر الذي تحدث لـ ذي أثليتك.

بعد خروجها من اللقاء، ذهبت العماري فورا للتعاقد مع محامية باريسية بعيدة كل البعد عن الوسط الكروي، وهي ديلفين فيرهايدن، لتعقد معها "شراكة القرن"، لتصبح العماري مسؤولة عن الجانب التجاري في عقود ابنها، وفيرهايدن عن الجانب القانوني.

وبحكم عمله كمدرب ولاعب سابق، وأيضا كونه منفصلا عنها، اكتفى ويلفرد مبابي والد كيليان والمنحدر من أصول كاميرونية، باستشارات كروية وفنية فقط لا أكثر.

النساء الحديديات.. كلاكيت ثاني مرة

للمفارقة، ليست هذه المرة الأولى الذي تصطدم فيها إدارة باريس سان جيرمان بوالدة نجم في الفريق، قادرة على الوقوف في وجه الإدارة إلى أقصى درجة ممكنة. فاختبر سان جيرمان هذا السيناريو مطلع العام 2019، مع فيرونيك رابيو والدة نجمه السابق أدريان رابيو.

تعتبر فيرونيك وكيلة و"حارسة" لابنها، إذ سبق وأن قادت سيارتها في عام 2014 إلى مرآب سيارات فريق سان جيرمان، لتنتظر لساعتين حتى وصل لوران بلان مدرب سان جيرمان وقتها إلى الموقف، قبل أن توجه له كلمات غاضبة "أعرف أنك وراء إيقاف ابني، ولن أسكت، وسوف ترون"، قبل أن تغادر إلى بيتها، بحسب ما نقلته وقتها عنها ليكيب الفرنسية في 2015.

وكان سبب إيقاف أدريان وقتها، هو مفاوضات الأم فيرونيك نقله إلى روما الإيطالي دون علم سان جيرمان.

في العام 2012، منعت فيرونيك ابنها من السفر مع سان جيرمان، بسبب شائعات في فرنسا، مفادها رغبة النادي في منعها من مرافقته. وفي 2019، دخلت في صدامات كبيرة مع الإدارة التي عاقبت ابنها بوضعه على دكة البدلاء، بعد مفاوضاتها مع برشلونة، قبل أن يرفض النادي طلب انتقاله، ويعاقبه بالجلوس احتياطيا، حتى نهاية عقده في يونيو 2019، وانتقاله فيما بعد إلى يوفنتوس.

اعرف أكثر عن..

والدة جورجينيو وصناعته كرويا

كانت لحظة فارقة للنجم الإيطالي جورجينيو، عندما اصطحب معه والدته ماريا تريزا فريتاس إلى متجر قمصان تشيلسي الإنكليزي في صيف 2018، عقب توقيعه للبلوز مقابل 60 مليون دولار، قبل أن تدخل والدته في موجة دموع فرحا بتعليق قميص يحمل الرقم 5 مع اسم ابنها.

قصة دموع فريتاس كشف عنها جورجينيو لاحقا، إذ أكد بأن والدته صنعت موهبته، حرفيا، عندما كانت تأخذه في صغره إلى الشواطئ البرازيلية، حيث تنحدر من هناك، لتلعب معه كرة القدم.

بحسب تصريحات قال: "والدتي لعبت كرة القدم، ولا تزال تلعبها، لقد علمتني في صغري الكثير من الأمور التكتيكية، وجهزتني لمواجهة صعوبات كرة القدم"، يقول جورجينيو لصحيفة ذا صن.

يحكي لاعب تشيلسي السابق، وأرسنال الحالي، عن تضحيات والدته التي بدأت عند انفصالها عن والده عندما كان جورجينيو بعمر 6 أعوام، "كانت تشتغل كعاملة نظافة، من أجل توفير لقمة العيش، وتتفرغ بعد ذلك لتعليمي كرة القدم".

عن طريقته الفريدة في تنفيذ ركلات الجزاء، أرجع جورجينيو هذه الفكرة أيضا إلى والدته، وقال بأنها أخبرته أن هذه الحركة تشتت ذهن حراس المرمى.

أكثر وأكثر عن..

هازارد "عائلة كرة قدم" بـ"DNA" كارين

في 2019 انضم البلجيكي إيدين هازارد إلى نادي ريال مدريد بصفقة انتقال خيالية بلغت نحو 120 مليون دولار، قادما من تشيلسي الإنكليزي، وكان في قمة مجده الكروي. وفي نفس الوقت، كان شقيقه ثورغان هازارد يتألق مع بروسيا دورتموند، فيما كانا يشكلان ثنائيا مميزا في المنتخب البلجيكي.

في المقابل، لم يكونا، إيدين وثورغان، الوحيدين في العائلة في لعبة كرة القدم، إذ أن العائلة بالكامل كانت ممارِسة للساحرة المستديرة، لكن من ناحية DNA الأم.

الوالدة كارين بدأت حياتها لاعبة كرة قدم محترفة، ووصلت إلى اللعب في دوري الدرجة الأولى البلجيكي للسيدات، قبل أن يوقفها الحمل بطفلها إيدين، بحسب موقع بي سكور.

وجاء إدين إلى الدنيا يحمل جينات كرة القدم، كما كان والده تيري أيضا لاعب كرة قدم، ولكن بمستوى متوسط وأقل من المستوى الاحترافي للأم، التي أورثت شغف الكرة بعد إيدين، لكل من ثورغان، وشقيقهما الأصغر كيليان، الذي بدأ مسيرته في أكاديمية تشيلسي، قبل أن ينتقل إلى نادي سيركل بروج البلجيكي.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة