رياضة
.
حالة من التفاؤل سيطرت على جماهير مانشستر يونايتد الإنكليزي مع نهاية الموسم الأخير، بعد خروج الفريق الملقب بالشياطين الحمر بلقب كأس الرابطة، واحتلال المركز الثالث المؤهل إلى الأبطال، إلى جانب الفرحة الكبرى باقتراب اكتمال عملية بيع النادي والتخلص من ملكية عائلة الغليزرز، المغضوب عليها، من تلك الجماهير.
الآن، يبدو أن حالة التفاؤل تبدلت للنقيض، والسبب فشل عملية البيع حتى الآن، وأيضا دخول الفريق إلى سوق الميركاتو الصيفي وفي يده 153 مليون دولار فقط، وهو مبلغ يمكن أن تلتهمه صفقة واحدة فقط بحجم مهاجم توتنهام هاري كين. وحتى هذا المبلغ القليل انقسم، الخميس ٦ يوليو، إلى النصف، عقب تعاقد يونايتد مع لاعب الوسط مايسون ماونت قادما من تشيلسي مقابل 76 مليون دولار.
منذ بداية الميركاتو الحالي، بدا مدرب يونايتد الهولندي إيريك تين هاغ واضحا، وحدد احتياجات فريقه بدقة منذ نهاية الموسم: مهاجم صريح من العيار الثقيل، إلى جانب لاعب وسط وحارس مرمى يخلصه من أخطاء الحارس الإسباني دافيد دي خيا المتكررة.
وأكمل يونايتد التعاقد مع لاعب الوسط ماونت، تبقت خانتين، لكن هل يكفي مبلغ 77 مليون دولار، لتعزيزها، وما سبب الأزمة الحالية؟
تعود الأزمة الحالية إلى زمن بعيد، وتحديدا منذ استحواذ عائلة غليزر الأمريكية عليه في 2005، واستدان الغليزرز وقتها، نحو 620 مليون إسترليني من البنوك لإكمال الصفقة، قبل أن يتركوا الديون كما هي عليه طوال هذه المدة، والتي وصلت الآن إلى أكثر من مليار دولار.
إيريك تين هاغ في موقف حرج بسبب ضعف ميزانية الميركاتو الصيفي الأهم في مسيرته مع اليونايتد. أب
كان النادي يدفع الكثير سنويا لتغطية فوائد الديون فقط، فيما تفنن الغليزرز في سحب الكثير من الأرباح لصالحهم.
أما الشكل الحديث لعدم امتلاك النادي رصيد كاف للميركاتو، فسببه بحسب ما أكد الخبير في اقتصاد كرة القدم البريطاني كيران ماغواير لصحيفة ديلي ميل البريطانية تسجيل النادي أعلى فاتورة أجور في الدوري الإنكليزي الممتاز موسم 2021 ـ 2022.
يدفع اليونايتد فاتورة أجور سنوية تقدر بـ366 مليون استرليني، يتبعه في القائمة جاره اللدود مانشستر سيتي بـ354 مليون، ثم تشيلسي بفاتورة تقدر بـ340 مليون، ويأتي الجانرز رابعا بـ212 مليون، ثم غريم شمال لندن الثاني توتنهام بـ209 مليون جنيه إسترليني.
الوجه الثاني والحديث للأزمة، هو المخاوف من قوانين اللعب المالي النظيف، والتي تبدأ دورتها الثلاثية، هذا الصيف (تُراجَع حسابات الأندية كل 3 سنوات). ولا تسمح تلك القوانين لأي نادي بتسجيل رصيد بالسالب أكثر من 105 مليون إسترليني، 15 مليون إسترليني كخسائر، و90 مليون إسترليني تضخها الإدارة في رأسمال النادي.
تعرف هذه الخطوة في قوانين اللعب المالي النظيف، بحسب ماغواير، بالربحية والاستدامة، وذلك من أجل منح الفرصة للأندية لاستكمال استراتيجيتها في بناء الفريق.
وبدورها، بلغت خسائر مانشستر يونايتد في الموسم الماضي 115 مليون إسترليني، رغم ارتفاع إيراداته إلى 583 مليون إسترليني، بحسب سبورتس برو ميديا.
تأخر صفقة الاستحواذ على اليونايتد أخرّت خطط تين هاغ لاستقدام صفقاته الخاصة. أ ب
بالمقابل يتوقع أن يسجل يونايتد أرباحا هذا الموسم بنحو 25 مليون استرليني فقط، بسبب انخفاض فاتورة أجوره في النصف الثاني من الموسم، بعد رحيل لاعبه كريستيانو رونالدو إلى النصر، ليكون مجمل المبلغ المتاح للميركاتو الحالي 120 مليون إسترليني.
كان الوضع ليصبح أفضل في حال باع مدرب يونايتد إريك تين هاغ بعض الأسماء هذا الصيف، لكن لا يبدو أن أحدا يرغب في لاعبي يونايتد، بسبب ارتفاع أجورهم. ومنذ رحيل السير أليكس فيرغسون في 2013، سجل مانشستر يونايتد أرقاما متواضعة في بند الأرباح من بيع اللاعبين، بلغت 133 مليون إسترليني فقط، وهذا يوضح حجم التخبط في الاستثمار في المواهب.
لا يزال اليونايتد يبحث عن طريقه منذ مغادرة السير أليكس فيرغسون الأولد ترافورد. أ ب
في مواجهة هذا الفشل، تأتي أندية في قائمة الأكثر استفادة من بيع اللاعبين، يتصدرهم تشيلسي الذي حقق عبر تاريخ البرمييرليغ 706 مليون إسترليني، ثم ليفربول بـ387 مليون، يليه توتنهام بـ356 مليون، ورابعا يأتي مانشستر سيتي بـ329 مليون، ثم أرسنال بـ318 مليون، وفي ذيل القائمة يأتي اليونايتد بـ133 مليون إسترليني فقط.
وضع مدرب مانشستر يونايتد قائمة من 11 لاعبا، لبيعه في السوق هذا الصيف، ويعول تين هاغ عبرهم بزيادة ميزانيته لتسجيل المزيد من اللاعبين، بعد تأخر وصول المالك الجديد، والمحصور بين المتنافسين القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم و والملياردير البريطاني السير جيم راتكليف.
ويتصدر القائمة هاري ماغواير، والذي يعيش فترة صعبة مع المدرب تين هاغ، بعد أن جرده الأخير من شارة (الكابتينية). وكان ماغواير كلف خزائن يونايتد 80 مليون إسترليني.
يأتي هؤلاء في قائمة البيع لتين هاغ:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة