رياضة

هل قطع مبابي "شعرة معاوية" مع سان جيرمان؟

نشر

.

Mussab Gasmalla

استغل رئيس باريس سان جيرمان الفرنسي، ناصر الخليفي، مؤتمر تقديم المدرب الإسباني لويس إنريكي، الأربعاء الماضي، ليسجل أهدافا مباغتة في مرمى كل من كيليان مبابي والمتهمين له ولناديه بالضعف والتساهل مع النجوم الكبار، إذ خير النجم الفرنسي بين الرحيل عن حديقة الأمراء هذا الصيف أو الجلوس على الطاولة من أجل توقيع عقد جديد.

وجاءت هذه التصريحات ردّا على خطاب رسمي من مبابي لسان جيرمان خلال يونيو الماضي أخبرهم فيه بعدم رغبته في تفعيل خيار التجديد لموسم آخر مع الفريق، عندما ينتهي تعاقده معهم في يونيو 2024، ليبقى خيار رحيله مجانا قائما بقوة.

ويسمح القانون لمبابي بالتفاوض بداية من يناير المقبل مع أي ناد والانضمام إليه مجانا في نهاية العام، من دون أن يستعيد سان جيرمان فلسا واحدا من الـ180 مليون يورو التي دفعها لضمه من موناكو في 2018.

مبابي والخليفي

وما بين تصفيقات الصحف الباريسية المقربة من النادي لحسم الخليفي، ورغبتها كذلك في الإثارة، بدا الترقب طوال عطلة نهاية الأسبوع لرد من مبابي، وهو المعروف بحبه لمثل هذه المعارك مع ناديه، وبالفعل لم يخيب مبابي التوقعات، وخرج السبت، بتصريحات صادمة لناديه، الذي وصفه بأنه فريق "منقسم"، وفاقد لشغف البطولات الكبيرة التي يعشقها مبابي (اللاعب التنافسي) بحسب وصف نفسه، قبل أن يؤكد صعوبة الفوز بالكرة الذهبية معه.

تصريحات مبابي، 24 عاما، التي جاءت في سياق مقابلة مع مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، بدت وكأنها رسالة واضحة لناديه مفادها عدم جدوى الحديث عن التجديد، وتوصله لقناعة أخيرة بالرحيل.

غضب وتململ في باريس

داخل أرجاء حديقة الأمراء، بدت التصريحات وكأنها ريمونتادا من مبابي على هدف الخليفي المباغت، إذ أعادت النادي كرة أخرى إلى مربع الضعف وعم المقدرة على التحكم في النجوم، وهي مزاعم ظلت تطوق النادي منذ مدة.

وبدأت هذه المزاعم مع (خرجات) البرازيلي نيمار المتكررة وغير المنضبطة، وتفاقمت مع خلافاته (نيمار) مع مبابي وانقسام الغرفة بينهما، وبعدها، سفر ميسي إلى السعودية من دون علم ناديه، وأخيرا بخطاب مبابي، الذي رأى فيه البعض تقليلا من شأن النادي، لجهة أن أمور التمديد والرحيل تدار في الغرفة المغلقة لا بالخطابات الرسمية وعبر الإعلام.

صحيفة ماركا الإسبانية، أكدت وجود حالة من الغضب داخل غرفة تغيير الملابس في سان جيرمان، بعد أن شكا 6 لاعبين من الفريق لرئيس النادي ناصر الخليفي من خطورة هذا الأمر، بل وصفوا حديث مبابي في فرانس فوتبول بأنه "إهانة للنادي الباريسي".

المدير الرياضي السابق لسان جيرمان البرازيلي ليوناردو صب المزيد من الزيت على النار المشتعلة بين مبابي وناديه، إذ طالب في تصريحات صحافية سان جيرمان ببيعه فورا، قبل أن يهاجم دور مبابي مع الفريق في دوري الأبطال، مشيرا إلى أنه ومنذ انضمامه للفريق رسميا في 2018 فازت 5 أندية مختلفة بالأبطال، ما يعنى أنه (الأبطال) ليس مفصلا على فرق بعينها بقدر اعتماده على جهود اللاعبين الكبار، وختم ليوناردو بالتأكيد على مبابي هداف ولاعب جيد، لكنه ليس قائد تبنى حوله الفرق.

ومن جهته، يبدو ناصر الخليفي منخرطا الآن في ترتيب ردّة فعل مناسبة لحجم الضرر الذي لحق ناديه من حديث مبابي، مع البحث في الوقت عن ذاته مصلحة ناديه، المتمثلة في البيع، بعد أن قطع مبابي "شعرة معاوية" مع الفريق بخصوص التجديد.

لماذا يبدو موقف مبابي معقدا؟

في أتون حرب التصريحات بين مبابي وناديه، هنالك حلقة مهمة تتعلق بالوجهة المطموح لها من مبابي من جهة، والقادرة على تعويض سان جيرمان ماليا من الجهة المقابلة، المقصود هنا ريال مدريد الإسباني.

ومنذ سنوات ظل الريال بمنزلة حلم الطفولة لمبابي، فيما سبق وأن أسر إلى حاشيته بأنه لن يلعب خارج سان جيرمان إلا لريال مدريد.

وبدوره، يدرك الريال ورئيس فلورنتينو بيريز كلّ هذه الحقائق، كما أنه هو الآخر يرغب في مبابي لتعويض بنزيمة، لكن تظل الإشكالية في قيمته المادية. وكانتصار لصورته بالمطلق، يهدف سان جيرمان لبيع اللاعب أولا، ثم جني أرباح بقيمة 20 مليون يورو على القيمة التي اشتراها به (180 مليون يورو) لتكون قيمة رسوم الانتقال 200 مليون يورو.

وبحسب ماركا، فإن قيمة الصفقة فعليا ستكلف الريال 400 مليون يورو، 200 منها لسان جيرمان، وإضافة إلى 200 أخرى مكافآت ورسوم وكلاء، وهو مبلغ يبدو صعبا للغاية حاليا، بعد أن دفع الريال نحو 108 ملايين يورو في ضم بيلينغهام وغارسيا.

ويطمح الريال لتعقيد الأمور على سان جيرمان، عبر معركة كسب الوقت، إذ كلما تقدم الزمن نحو إغلاق الميركاتو في مطلع سبتمبر، كلما تراجعت مطامع سان جيرمان المالية، والذي سيعمل، على الأرجح، بقاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله".

وبالمقابل، لا تبدو هناك أندية قادرة حاليا على ضم مبابي مقابل 200 مليون يورو، رغم الحديث عن أرسنال وليفربول حاليا، فيما يعد السيتي هو الوحيد القادر ماليا، لكن لا يحتاج مبابي، بعد ضمه هالاند الموسم الماضي.

مبابي الآخر.. قوة كاريزما اسم عجرفة؟

بمجرد انتشار تصريحات الخليفي كانت هنالك شبه قناعة وسط الإعلام بخروج مبابي للرد على رئيس النادي، وهو أمر نابع من سوابق للاعب تجاه قضايا تمسه في النادي.

وفي مارس الماضي، ردّ مبابي على صفحته بانستاغرام على نشر قناة النادي الرسمية على يوتويب لفيديو للترويج لطرح التذاكر الموسمية للبيع، قبل أن يحتج على المحتوى الذي قال إن تصويره جاء في سياق كروي لا تسويقي، قبل أن يضطر النادي لحذف الفيديو.

والأسبوع الماضي، اتهم مبابي صحيفة لو باريزيان بالكذب علنا عندما نشرت تقريرا عن اقترابه من الريال، قبل أن يعلق على الخبر بتويتر بأنه باق مع سان جيرمان.

وحتى على مستوى فرنسا ظل مبابي أيقونة التعليق على المواقف الكبيرة، إذ يعد أول من رد على رئيس الاتحاد الفرنسي السابق نويل لوغريت بعد هجومه على زيدان، وأيضا أول اللاعبين المنتقدين لمقتل الشاب الفرنسي الجزائري نايل.

وبسبب كل ذلك، بدأت بعض التقارير تتحدث عن إمكانية تجنبه من الفرق، بكونه لاعب مثير للجدل خارج الملعب.

في السياق ذاته، ربما كسب مبابي كثيرا داخل فرنسا من وقوفه مع زيدان، لكن يبدو أنه فقد الكثير بعد تغريداته عن أزمة نايل، وأيضا دخوله في مشادات مع ناديه.

معهد أودوكسا الفرنسي المتخصص في استطلاعات الرأي نشر أمس نتيجة استطلاع أكد فيها تراجع شعبية مبابي بشكل كبير، أي من 80% إلى 70% في غضون الأعوام الأربعة الماضي.

وبحسب المعهد تراجع عدد من يعتبرون مبابي شخصا متواضعا من 66% في 2019 إلى 45% فقط في هذا العام.

أعرف أكثر

مبابي ينضم إلى القائمة "الخطيرة"

بتصريحاته الأخيرة، بدا أن مبابي يدفع فريقه دفعا لبيعه هذا الصيف، لينضم إلى لاعبين أخرين سبقوه إلى هذا النهج. ونظرا للوضع الحالي، فإن مبابي يمكن أن يواجه مصير رابيو المظلم بحال فشل بيعه.

وفي 2019 ضغط رابيو بقوة عل فريقه من اجل الانتقال إلى برشلونة، لكن سان جيرمان رفض عرض البرسا، ليعاقبه بالجلوس الطويل بالدكة لمدة سنة أشهر حتى نهاية عقده، وهذا السيناريو لا يبدو بعيدا عن مبابي رغم نجوميته، إذ يمكن ان يشركه سان جيرمان لنصف موسم ويبقيه حبيس الدكة لنص الموسم عقابا له.

وبشكل عام، هنالك عدة لاعبون ضغطوا على أنديتهم من أجل الرحيل، منه البرازيلي فيليب كوتنينو الذي تغيب عمدا عن التدريبات في يناير 2018، قبل أن يتم بيعه للبرسا، وأيضا عثمان ديمبيلي الذي تمرد على دورتموند أيضا في 2017، ورياض محرز مع ليستر سيتي، وأخيرا تروساد الذي تمرد الصيف الماضي على برايتون قبل الانتقال إلى أرسنال.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة