رياضة

ميسي يكمل مهمة بيكهام الصعبة وعقبات رونالدو تلاحقه

نشر

.

Mussab Gasmalla

في يناير 2007، حيث سوق الانتقالات الشتوية الرتيبة والباهتة في القارة العجوز، خرج النجم الدولي الإنكليزي ولاعب وسط ريال مدريد الإسباني ديفيد بيكهام بتصريح بدا صادما للكثيرين، وذلك بإعلانه الانتقال إلى لوس أنجلوس غالاكس الأميركي بنهاية الموسم، ليرفع سقف التوقعات إلى الحد الأعلى في بلاد العم سام.

ولم تمر أيام على الإعلان المدوي لبيكهام، حتى وجد الدوري الأميركي الذي أكمل بشكله المحدث وقتها، عقد من الزمان، وجد نفسه في صدارة اهتمامات الصحف العالمية، قبل أن يبدأ لوس أنجلوس غالاكسي في حصد ثمرات إعلان النجم الإنكليزي، وكانت البداية مع عقد رعاية مع شركة هيربالايف بـ20 مليون دولار، فيما بيعت 11 ألف من تذاكره الموسمية، وهو رقم ضخم مقارنة مع وضع الدوري الأميركي وقتها.

النجم الدولي الإنكليزي ديفيد بيكهام

إستراتيجية طموحة

بالنسبة للقائمين على أمر الدوري الأميركي لكرة القدم (السوكر)، شكل انضمام بيكهام ذروة النجاحات للعقد الأول، قبل ان يبدأوا في رسم خططهم المستقبلية.

في 2010 خرج مفوض دوري السوكر دون غاربر بتصريح، بدا للبعض أقرب للحلم من الواقع الذي يمكن تحقيقه، وذلك عندما أكد لموقع رابطة دوريه بأنه سيسعون لكي يصبح الدوري الأميركي من أفضل دوريات العالم وذلك في 2022، لكنه ربط تحقيق ذلك بفوز ملف بلاده بتنظيم مونديال 2022، الذي فازت به قطر.

وبنى غاربر خطته تلك على توظيف بريق بيكهام، الذي عدل له قانون سقف الرواتب، ليستثني لكل فريق من فرق البطولة منح 3 لاعبين رواتبا تتجاوز سقف الرواتب.

ولا يتخطى سقف الرواتب في البطولة حاليا 5 ملايين دولار سنويا.

وفي العام الماضي، مرت العشرية الأولى على تصريح غاربر، لكن دوريه لا يزال بعيدا عن الهدف المعلن، بيد أن ما شفع له هو خسارة بلاده لتنظيم الحدث الكبير، لكن الآن يبدو أن الدوري الأميركي جادا في الذهاب بعيدا بخطته.

والشاهد على هذه الجدية، هو تكراره نفس سيناريو بيكهام سابقا مع نجم أسطوري جديد، وهو الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي انضم رسميا لإنتر ميامي الذي يملكه بيكهام أمس الأحد.

وعلى الصعيد العالمي، لا يختلف اثنان على الزخم غير المسبوق الذي بدأ يحيط بالدوري منذ إعلان ميسي، وبصورة مشابهة لبيكهام، بانتقاله إلى إنتر ميامي، وذلك في الثامن من يونيو الماضي.

وطوال الساعات الماضية، كان نادي إنتر ميلان ودوري السوكر الأميركي في الواجهة بامتياز، حيث قدم رسميا لاعبه الأرجنتيني أمام الآلاف من جماهير النادي، والملايين من محبيه خلف الشاشات.

وحضرت الجماهير حفل تقديم ميسي الضخم، رغم الأمطار العاصفة التي ضربت ميامي، كما قدم النادي إلى جانب ميسي أيضا زميله السابق في برشلونة الإسباني سيرجيو بوسكيتس.

والآن بعد أن تم اعتماد ميسي رسميا كلاعب لإنتر ميامي والدوري الأميركي، ماذا تنتظر المنافسة من هذه الصفقة التاريخية وغير المسبوقة؟

إكمال المهمة

لم ينحصر دور بيكهام وتأثيره في الدوري الأميركي في جلب الهالة الإعلامية الكبيرة للبطولة المتوثبة للتوسع عالميا، وإنما كان بمنزلة بوصلة اتبعها عددا من النجوم بعده لعبور ضفتي الأطلسي واللعب هناك.

ومنهم على سبيل المثال الإنكليزي الآخر واين روني، والفرنسي تيري هنري، والإنكليزي فرانك لامبارد، والإيطالي أندريا بيرلو والإسباني دافيد فيا والأرجنتني غونزالو هيغواين، ومؤخرا الويلزي غاريث بيل والإيطالي روبرتو إنسيني.

ويتوقع الدوري الأميركي أن يلعب ميسي دورا أكبر من الذي لعبه بيكهام، لجهة عظم مسيرة النجم الأرجنتيني المتوج في ديسمبر الماضي بلقب كأس العالم مع الأرجنتيني، وحامل الرقم القياسي في عدد الفوز بالكرات الذهبية (7 كرات ذهبية).

وبالفعل سيبدو ميسي مؤهلا لعب هذا الدور، إذ دشن مهمته فعليا بوصول صديقه سيرجيو بوسكتيس، وينتظر أن يلتحق بهم صديقهما الآخر جوردي ألبا في نفس الفريق.

ميسي خلال تقديمه لجماهير إنتر ميامي أمس الأحد. (أ ب)

الهدف الأسمى

أما الهدف الاسمي الذي ينتظره الدوري الأميركي من ميسي هو إكمال مشروع الاستراتيجية الموضوعة من قبل دون غاربر، والتحول إلى أحد أفضل وأقوى الدوريات في العالم.

وموازاة مع وصوله، أنجز الدوري الأميركي عدة خطوات في سبيل التطور خلال العقد الماضي، منها على سبيل المثال، رفع عدد الأندية باستمرار.

وفي 2013 كانت عدد الفرق في دوري السوكر الأميركي 19 فريقا، لكنها الآن وصلت إلى 29 فريقا، 26 منها أميركي، و3 فرق من كندا.

وتقسم الفرق على مجموعتين (فرق المؤتمر الشرقي) وتتكون من 15 فريقا بما فيها إنتر ميامي، و(فرق المؤتمر الغربي) المكونة من 14 فريقا.

ويستعد الدوري لاستقبال النادي رقم 30 في الموسم المقبل، وهو فريق سان دييغو الذي تم بيعه لمستثمرين مقابل 500 مليون دولار.

وفي المدة الزمنية ذاتها، أي منذ 2013، قفز معدل رواتب البطولة السنوي من 140 مليون دولار إلى 530 مليون دولار، بنسبة ارتفاع بلغت 300%، بحسب (إي إس بي إن).

والآن وللمرة الأولى، باتت جميع الفرق من الفرق تمتلك لاعب أو اثنين مؤثرين أو من النخبة، هذا قبل وصول ميسي الذي سيحلو الأمر إلى مستوى آخر.

وستكون المرة المقبلة مع ميسي هو تعزيز التنافسية بشكل غير مسبوق، وشحذ الاهتمام الداخلي في أميركا بكرة القدم (السوكر)، والتي تحاول منذ مدة سرق بعض المشجعين والمهتمين من كرة القدم الأميركية والسلة والبيسبول.

تصريحات مثيرة من رونالدو

الآن، وبعد أن حظي الدوري الأميركي رسميا بميسي، بدأ ينتظر تحقيق الإنجازات المرسومة، وهو أمر كان سيصبح سهلا في الظروف العادية، حيث يجذب ميسي الأضواء والجماهيرية العبرة للحدود بسبب شهرته الواسعة.

لكن لسوء حظ الدوري الأميركي هنالك دوي آخر يسير على نفس الخطى، وهو الدوري السعودي، الطامح لأن يصبح ضمن أفضل الدوريات في العالم.

ودشن الدوري السعودي مهمته منذ يناير الماضي بضم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر، فيما جذب عددا من الأسماء اللامعة الأخرى عالميا في هذا الصيف، يتقدمهم الفرنسي كريم بنزيمة ومواطنه نغولو كانتي، والمدرب الإنكليزي ستيفن جيرارد وقريبا جوردان هندرسون، إلى جانب البرازيلي فيرمينيو، والبرتغالي روبن نيفيز وغيرهم.

وفي هذا السياق، أحبط كريتستيانو رونالدو مشجعي الدوري الأميركي المنتشين بوصول ميسي، إذ اكد في تصريحات صحافية، الاثنين، أن الدوري السعودي أفضل من الدوري الأميركي، وأكد بأنه حضر خصيصا للمساهمة في ضمان نهضته.

وتوقع رونالدو بأن يتجاوز الدوري السعودي الدوري التركي والدوري الهولندي في الموسم المقبل، قبل أن يواصل الزحف نحو الدوريات الكبيرة.

وقال رونالدو خلال مؤتمر صحافي، نقلته وقائعه (إي إس بي إن) بأن الدوريات الأوروبية تراجعت كثيرا في الفترة الأخيرة، فيما يعد الدوري الإنكليزي هو الأقوى حاليا، وشدد بأنه لن يعود مجددا إلى أوروبا، كما أنه لن يلعب في الدوري الأميركي.

اعرف أكثر

السوكر الأميركي.. تفرد واختلاف

تم تأسيس الدوري الأميركي (السوكر) في عام 1993، لكن أول نسخة منه انطلقت في عام 1996، وينطلق الدوري في فبراير من كل سنة وحتى أواخر أكتوبر.

ويلعب بنظام مجموعتين (منطقة شرقية وغربية)، تتنافس حتى بداية شهر أكتوبر، ويمنح الفريق الأكثر جمعا للنقاط درعا يعرف بدرع الجماهير، ويلعب كل فريق 34 مباراة في البطولة.

ويتأهل 18 فريقا لمرحلة التصفيات (البلاي أوف، طوال شهر أكتوبر)، قبل أن يتسلم الفائز لقب الدوري الأميركي.

ويعتبر لوس أنجلوس غالاكسي أكثر الفرق تتويجا بلقب الدوري الأميركي، برصيد 5 ألقاب، فيما يعد دي سي يونايتد الأكثر تتويجا بدرع الجماهير (4 مرات).

ولا يوجد نظام هبوط في الدوري الأميركي، وذلك لأسباب تبدو اقتصادية، فيما يتم مكافأة الأندية التي ترتقى بأدائها وتحسين وضعها المالي بالتصعيد مباشرة إلى البطولة.

وتشرف رابطة الدوري الأميركي على التسجيلات بالتنسيق مع الأندية، وذلك من أجل ضمان جلب صفقات تحقق أهداف البطولة ككل، ومن ثم أهداف النادي.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة