رياضة

"حجاب نُهيلة" و"إنجاز تاريخي".. لبؤات الأطلس نجمات فوق العادة

نشر

.

Mussab Gasmalla

في عام 2016 وفي خضم الجدل الكثيف عن الإسلام في أميركا والذي تزامن مع صعود دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، وجدت الأميركية من أصول أفريقية ابتهاج محمد نفسها وسط هالة من الاهتمام، وذلك بعد أن أصبحت أول رياضية أميركية محجبة تشارك في الأولمبياد الصيفي.

وبمجرد انطلاق أولمبياد ريو دي جانيرو الصيفي 2016، دخلت ابتهاج محمد التاريخ بحجابها، والذي منحها دافعا إضافيا خلال المنافسات، لتهدي أميركا ميدالية برونزية في منافسة المبارزة بالسيف التي احترفتها منذ صغرها.

بعد نهاية الأولمبياد الصيفي، ومع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحملته ضد المهاجرين والمسلمين باتت ابتهاج محمد أيقونة ورمزا للتسامح والاختلاف في أميركا، كما ظهرت أكثر من مرة مع الرئيس السابق باراك أوباما.

لم يمر على ظهور ابتهاج محمد بالحجاب في الأولمبياد الصيفي وقتا طويلا، حتى خطفت الإماراتية زهرة لاري الأنظار في الأولمبياد الشتوي 2019 في روسيا، إذ باتت وقتها أو رياضية محجبة تظهر في الأولمبياد الشتوي على الإطلاق.

وقدمت زهرة مستوى مميزا في الأولمبياد الشتوي الذي جذبت فيه الأنظار من 3 آلاف مشارك في المنافسات التي استضافتها مدينة كراسنو يارك بجنوب شرق روسيا، إذ قدمت حركات رشيقة في سباق التزحلق الفني على الجليد، والذي بدأت في عشقه منذ الصغر مثلما أكدت في إفادات مع وكالة أنباء الإمارات للأنباء (وام).

زمن بنزينة

الآن، وفي وقت يترقب فيه العالم انطلاق مونديال السيدات بنسخته الجديدة في نيوزلندا وأستراليا الخميس المقبل، وجدت مدافعة المنتخب المغربي نهيلة بنزينة نفسها نجمة فوق العادة، حتى قبل ضربة البداية للعرس الكروي الكبير.

وقبل أيام احتفى الحساب الرسمي لفيفا على تويتر بنهيلة بنزينة على طريقته، وذلك بكونها ستكون أول لاعبة محجبة تشارك في تاريخ المونديال، فمن هي نهيلة بنزينة؟.

ولدت نهيلة بنزينة في مدينة القنيطرة القريبة من العاصمة المغربية الرباط، وبدأت منذ صغرها ممارسة كرة القدم، مدفوعة بتشجيعات من أسرتها ذات الميول الرياضي أيضا.

وشهد الكوكب القنيطري فريق المدينة وممثلها الأكب، انطلاقة بنزينة التي انضمت إلى أكاديميته للفتيات في سن الـ11 عاما، قبل أن تلفت بمستوياتها المتميزة في الدفاع كشافي نادي الجيش الملكي في الرباط، وتنتقل إليه، إذ لا تزال لاعبة في صفوفه.

وقادت نهيلة بأدائها القوي سيدات الجيش المغربي إلى التتويج في أبريل الماضي بلقبي البطولة المغربية للسيدات، كأس العرش للمرة التاسعة في تاريخ الفريق.

وبفعل مستوياتها المميزة، اختارها مدرب منتخب المغرب للسيدات الفرنسي رينالد بيدروس للدفاع عن قميص المنتخب المغربي في أستراليا ونيوزلندا.

وسبق لنهيلة البالغة من العمر 25 عاما حاليا المشاركة مع منتخب المغرب للسيدات، وذلك في 2018، عندما انضمت إلى منتخب لبوات الأطلسي تحت سن 20 عاما، وذلك بحسب موقع (بلادي) المغربي باللغة الفرنسية.

ومن جهتها احتفت نهيلة بتنويه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بكونها ستكون أول محجبة في المونديال، وشاركت على حسابها على انستغرام، منشورا خبريا عن كونها ستكون الوحيدة من بين 736 لاعبة في مونديال السيدات سوف ترتدي الحجاب.

دوافع الحجاب و"الأسود"

نهيلة بنزينة ستكون نجمة البطولة إلى حد كبير، بفعل حجابها، وستجذب الأضواء كما حدث مع كل من ابنهاج محمد وزهرة لاري من قبل، لكن في غضون ذلك تنتظر الجماهير العربية والمغربية على وجه الخصوص، أن يتحول هذا الاهتمام على نتائج وانتصارات.

وبشكل عام، وعلى غير سياقات ابتهاج محمد وزهرة لاري، يمكن أن تكون الأضواء المسلطة على نهيلة بنزينة، إيجابية للفريق بأكمله، ما يمنح بقية العقد الفريد في تشكيلة المدرب الفرنسي دوافع أكبر للتألق.

وإلى جانب أضواء بنزينة، يتسلح منتخب لبوات الأطلسي بما حققه أسود الأطلسي في مونديال قطر 2022، وذلك بعد أن وصلت كتيبة المدرب وليد الركراكي إلى نصف النهائي، وكانت غاب قوسين أو أدنى من العبور إلى النهائي، وهو إنجاز فريد لأفريقيا بالوصول إلى هذا المكان.

إنجاز تاريخي

حتى قبل سفر لبوات الأطلسي إلى أستراليا ونيوزلندا، فإنهن نجحن في كتابة الجزء الأكبر من التاريخ، إذ بتت أول منتخب عربي يصل إلى نهائي مونديال السيدات.

وجاء تأهل لبوات الأطلسي إلى المونديال عقب فوزهن على بوتسوانا بنتيجة 2ـ 1 في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية للسيدات في يوليو 2022، ليبلغن نصف النهائي من البطولة.

وفي نصف النهائي أزحن نيجيريا، ليعبرن إلى النهائي الذي خسرنه أمام جنوب أفريقيا، ليحجزن مقعدهن في المونديال.

وفي المونديال، ستشارك لبوات الأطلسي في المجموعة الثامنة والأخيرة، وهي مجموعة صعبة وضعتهن مع كل من ألمانيا المتوجة بلقبين في البطولة، وكوريا الجنوبية التي تشارك في المونديال للمرة الرابعة، وكولومبيا التي تشارك للمرة الثالثة.

أعرف أكثر.. مونديال السيدات 3 عقود من التطور

أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) النسخة الأولى من كأس العالم للسيدات في 1991، واستضافتها الصين، وتوج بلقبها سيدات الولايات المتحدة الامريكية.

وبدأت البطولة بـ16 منتخبا، توزع مقاعدها على قارات العالم الست، وفقا لمستويات كل قارة كرويا، وتصنيفا، وأيضا نتائجها في كل نسخة.

وبداية من 2015 زاد فيفا عدد المنتخبات المشاركة من 16 منتخبا إلى 24 منتخبا.

وفي يوليو 2019، أقر فيفا تعديلا جديدا، برفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 32 منتخبا، وهو ما زاد عدد المقاعد الأفريقية من 3 مقاعد إلى أربع، وإن كان المنتخب المغربي سيتأهل في كل الأحوال، بعد حوله وصيفا لأمم أفريقيا للسيدات.

ويجري المونديال كل أربع سنوات بعد عام من مونديال الرجال، وجرت فيه حتى الآن 8 نسخ.

ويعتبر منتخب سيدات أميركا صاحب الكعب الأعلى في المونديال، والأكثر تتويجا بـ4 ألقاب، منها لقبي أخر نسختين في البطولة (2015 ـ 2019).

وتلي سيدات أميركا، منتخب ألمانيا بلقبين، ولقب للنرويج ومثل لسيدات اليابان.

وتماشيا مع جهود تطويره للبطولة، رفع فيفا الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الجوائز المالية للبطولة الحالية بنحو 4 أضعاف عن آخر بطولة جرت في فرنسا.

وخصص فيفا مبلغ 152 مليون دولار لكأس العالم للسيدات. وسيُقسّم هذا المبلغ بين 110 ملايين دولار للجوائز، بالإضافة إلى مبلغ مخصص للفرق تحضيراً لمبارياتها.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة