رياضة
.
مع كل نافذة انتقالات صيفية يتصدر الواجهة أخبار عدد من النجوم الذين تدفعهم أنديتهم دفعا لمغادرة النادي، قبل أن يرفضوا ذلك، ويستمروا في الفريق، رغم تأكيد مدربيهم القاطع عدم رغبتهم في الاستعانة بهم.
وعلى مر الأعوام الستة الماضية، كان ريال مدريد الإسباني بطل هذه الظاهرة بامتياز، إذ ظل نجمه الويلزي السابق غاريث بيل أحد أكثر اللاعبين عنادا، بل كان لا يتورع في تحدي النادي، وذلك عبر تصريحات أنه يفضل لعب الغولف، واستلام راتبه السنوي البالغ 15 مليون يورو، دون لعب.
وكان بيل ظهر في 2019 عقب مباراة مع منتخب بلاده، ليحدد أولياته في الحياة، وكانت على النحو التالي: ويلز، ثم الغولف ومن ثم ريال مدريد.
وبعد ضغوط جماهيرية، وافق بيل بالعودة إلى توتنهام على سبيل الإعارة في 2020، لكنه سلّم راية العناد للنجم البلجيكي إدين هازارد، والذي لم يقنع الجماهير والريال بمستواه منذ انضمامه إلى النادي في 2019 مقابل 120 مليون يورو، قبل أن ينهي عقده هذا الصيف بالتراضي مع النادي، بعد 3 مواسم من الإخفاق والإصابات.
البلجيكي إدين هازارد غادر الريال بدون نجاحات. أ ب)
هذا الصيف، تصدر الواجهة أيضا نجوم رفعوا راية العناد على مطالب أنديتهم لهم بالرحيل، ومن أبرز هؤلاء النجم الدولي الإنكليزي هاري ماغواير مدافع مانشستر يونايتد.
وانضم ماغواير إلى يونايتد في 2019 قادما من ليستر سيتي في صفقة ضخمة بلغت 80 مليون إسترليني (100 مليون إسترليني)، لكنه ظل يعاني في الفريق، قبل أن تتفاقم معاناته مع المدرب الهولندي الحالي للفريق إريك تين هاغ.
ومنذ وصوله إلى أولد ترافورد في الصيف الماضي، أبقى تين هاغ هاري ماغواير (30 عاما) احتياطيا، قبل أن يجرده من شارة الكابتن، ويمنحها للبرتغالي برونو فرنانديز.
ومنذ انطلاق الميركاتو الحالي في منتصف يونيو الماضي، ظل مانشستر يونايتد يضغط على ماغواير، عبر سلاحي الإعلام وجماهيره على السوشيال ميديا، وذلك من أجل قبول الانتقال إلى وستهام مقابل 30 مليون إسترليني، لكن ماغواير ظل يرفض ذلك باستمرار، مفضلا بقائه حتى نهاية عقده 2024 ـ 2025.
ورغم رفضه الذي استمر طوال شهرين، عادت تقارير، الاثنين ٢٨ أغسطس، لتؤكد أن وستهام عاد للتحرك مرة أخرى من أجل هاري ماغواير، قبل أن يخبره النادي بأن اللاعب حتى مستمر مع النادي، في إشارة إلى رفضه الانتقال إلى النادي اللندني.
وعلى غرار، ماغواير، رفع توتنهام الراية البيضاء في معركته مع لاعب وسطه إريك داير، والمتمثلة في دفعه دفعا للرحيل إلى فولهام هذا الصيف.
وظل داير (29 عاما) خارج حسابات مدرب توتنهام الجديد أنجي بوستيكوغلو منذ استلامه تدريب السبيرز هذا الصيف.
ويرتبط داير بعقد مع توتنهام حتى يونيو المقبل.
هناك نموذج آخر للرافضين رغبة ناديهم بالخروج، وهو البلجيكي روميلو لوكاكو، والذي عاد إلى تشيلسي هذا الصيف، رغم عدم دخوله في حسابات المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
وظل لوكاكو يرفض عروض عدة من تشيلسي لإعارته إلى أحد الأندية، لكنه بحسب تقارير فإن روما الإيطالي بات قريبا من الحصول على خدمات البلجيكي على سبيل الإعارة.
في وجهها الآخر، تعتبر كرة القدم لعبة اقتصادية تتوخى الربح والخسائر، كما يعد الميركاتو هو ميقات ممارستها للشق التجاري منها، إذ تقوم فيه الأندية بالتخلص من الفائض واللاعبين غير المرغوب بهم، وبالمقابل، تلبية طلبات المدربين قبل بداية الموسم.
وعلى سبيل المثال، فإن ماغواير بات رسميا خارج حسابات المدرب تين هاغ، وبدورها ترى إدارة مانشستر يونايتد بأن المدرب لن يتم الاستغناء عنه في الأمد القريب، لذا توظف كل أسلحتها للضغط على المدافع من أجل توفير رابته أو جزء منه للتعاقد مع بعض الخانات التي يحتاجاها الفريق.
والآن، وبحسب موقع TNT SPORTS يجد يونايتد نفسه في سباق مع الزمن لتسجيل ظهير أيسر يعوض لاعبه لوك شو المصاب، إذ يرصد فعليا كل من مارك كوكوريلا وسيرجي ريغلون، وماركو ألونسو لتعويضه.
بحسب موقع ذي أثلتيك هناك عدة أسباب، تقف وراء عناد اللاعبين ورفضهم للخروج بناء على رغبة أنديتهم.
ومن أبرز تلك الأسباب، هو المقابل المادي، وفي حالة هاري ماغواير، فإن رحيله إلى وستهام سيتطلب منه تخفيض راتبه الأسبوعي بنحو 70 ألف إسترليني، ليتقاضى 120 ألف إسترليني بحسب ذا صن.
وفي حالة لوكاكو أيضا سيتوجب عليه التنازل عن 7 ملايين إسترليني من راتبه السنوي البالغ 17 مليون إسترليني، على أن يدفع روما له سنويا 7 ملايين إسترليني، ويقوم تشيلسي بدفع 3 ملايين إسترليني، وذلك بحسب موقع (تريبال فوتبول).
يخشى الكثير من اللاعبين الدخول في تجربة انتقال من مكان إلى آخر، إذ تحتم عليهم الإعارة نقل أسرتهم وأطفالهم إلى مدينة أو دولة أخرى، وفي بعض الأحيان تكون بعض الإعارات غير ملزمة بالشراء.
وكان فيفا قد عدل قوانين الإعارة الطويلة أخيرا، إذ وضع مدة عام كحد أقصى لمحاربة تخزين اللاعبين.
وفي حالة الحارس كيبا أريزا بالاغا الذي انتقل إلى ريال مدريد لمدة موسم واحد هذا الصيف، في إعارة غير ملزمة بالشراء، سيكون عليها نقل اسرته من لندن إلى مدريد لمدة أقل من عام.
وعندما انتقل الحارس البلجيكي كورتوا من أتلتيكو مدريد إلى تشيلسي في 2014، ظلت أسرته لمدة طويلة في مدريد، كما أكدت تقارير أنها كانت السبب في تمرده على تشيلسي من اجل الانضمام على ريال مدريد في 2018.
وربما كان هذا الأمر وراء المقاومة الكبيرة للنجم الهولندي فرينكي دي يونغ بذهابه من برشلونة في صفقة تبادلية إلى مانشستر يونايتد العام الماضي.
كيبا أريزابالاغا انضم غلى الريال على سبيل الإعارة هذا الصيف. (أ ف ب)
بعد أن تكون الجماهير قد رفعت من سقف طموحاتها سلفا مع انضمام نجم ما، ويفشل هذا النجم في الاندماج وتقديم مردود فني جيد، عادة ما يدخل هذا النجم في تحد عاطفي خاص، قوامه بذل المزيد من الجهد في الموسم الجديد من أجل القتال على مراكزهم، وتصحيح الصورة المحبطة التي ظهر بها امام الجماهير.
وأبرز مثال على هؤلاء إريك داير، الذي صرح بمقدرته على القتال ونيل ثقة مدربه الأسترالي خلال الموسم الجاري.
إريك داير خلال مباراة توتنهام وبرشلونة في كأس غامبر الودية هذا الصيف. (أ ف ب)
لكن بشكل عام، نادرا ما ينجح هؤلاء، إذ تتسبب لهم الضغوط الجماهيرية، والإعلامية في اهتزاز ثقتهم في نفسهم، مثلما حدث مع البلجيكي هازارد في ريال مدريد، أو يحدث حاليا مع أنسو فاتي، الذي في قرارة نفسه يدرك بأن مدرب برشلونة تشافي لا يعتبره لاعبا يمكن الاعتماد عليه.
وبدوره، يعد الدنماركي يانيك فيسترغارد، أحدث النماذج الناجحة في تغيير واقعه، إذ ضمه المدرب السابق لليستر سيتي برندان رودجرز من ساوثهامبتون في 2021، قبل أن يقوم بسجنه في الدكة طوال الموسمين الماضي.
والآن بعد هبوط الفريق إلى التشامبيون شيب، نجح فيسترغارد في التحول إلى لاعب أساسي خاض جميع المباريات رفقة الثعالب ومدربه الإيطالي الجديد إنزو ماريسكا.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة