رياضة
.
لا تزال تداعيات أزمة رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس مستمرة، وسط مخاوف من انعكاساتها على الملف الثلاثي المشترك بين إسبانيا والبرتغال والمغرب لاستضافة مونديال 2030.
على مدى 10 أيام كاملة يرفض رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس التنحي عن واجهة الأحداث والجدل، والتي ظل يتصدرها منذ ختام مونديال السيدات 2023 في أستراليا، بعد تقبيله لاعبة منتخب إسبانيا جيني هيرموسو خلال مراسم تتويج لاروخا باللقب على حساب إنكلترا.
ولم يمر على الحدث ساعات، حتى اندلعت أزمة وردود أفعال قوية في إسبانيا تركز إجمالا على مطالبة روبياليس بالاستقالة، وهو أمر أشعله أكثر بيان من جيني هيرموسو أكدت فيها ان القُبلة لم تكن برضى منها.
جيني هيرموسو. (أ ف ب)
وسط ترقب عالمي لاجتماع الجمعية العامة للاتحاد الإسباني الجمعة الماضية، فاجأ روبياليس الجميع بإعلانه البقاء في منصبه، وعدم الاستقالة، موضحا أن القُبلة كانت عفوية، قبل أن يكرر جملة "لن أستقيل" 3 مرات، ملمحا إلى أنه يواجه "مخططا نسويا" للإطاحة به من منصبه.
فاجأ روبياليس الجميع بإعلانه البقاء في منصبه
وبعد 24 ساعة من تصريحاته بعدم الاستقالة، دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على خط الأزمة، قبل أن يوقف روبياليس، البالغ من العمر 46 عاما، مؤقتا لمدة 90 يوما، وذلك وفقا لإجراءات المادة 51 من قانون فيفا المتعلقة بالإيقاف المؤقت لأعضاء جمعيه العمومية.
وألزم فيفا روبياليس بعدم التواصل مع هيرموسو، حتى ولو بصفة شخصية او عبر طرف ثالث.
شكل، الاثنين، ذروة التصعيد في القضية، إذ أعلن المدعي العام الإسباني عن فتح تحقيق أولي في مزاعم "اعتداء جنسي" بشأن قضية (القُبلة القسرية) لروبياليس قبل أن يوجه الدعوة للاعبة مثار القضية جينيفر هيرموسو للتواصل مع النيابة العامة في غضون 15 يوما، لتنويرها بحقوقها، ومعرفة مدى رغبتها بتقديم شكوى رسمية ضد رئيس الاتحاد.
وسيكون وربياليس وفقا لهذا التحقيق عرضة للمحاكمة الجنائية بالسجن، بحال تم إدانته.
التصعيد الثاني في الأزمة، جاء من الاتحاد الإسباني للكرة نفسه، إذ طالب، الاثنين، روبياليس بالتقدم الفوري باستقالته من الاتحاد الإسباني، وهو تحول مهم، جاء بعد أن دعم أعضاء الاتحاد بقوة تصريحات روبياليس بالتصفيق الحار له الجمعة الماضية.
وأعلن مجلس الاتحاد الإسباني عبر بيان عن دعمه للرئيس المؤقت بدرو روشا لمواصلة تولي المسؤولية.
قُبلة روبياليس لا تزال تثير الجدل. (أ ف ب)
ربما جاءت تحركات الاتحاد الإسباني في أعقاب ردة الفعل القوية على تمسك روبياليس بالمنصب وتحديه الجميع.
ومن أبرز ردود الأفعال، كانت دخول 81 لاعبة كرة قدم إسبانية في إضراب مفتوح، حتى موعد رحيل روبياليس عن إدارة الاتحاد، فيما انضم لهن 11 من الطاقم الفني للمنتخب الإسباني للسيدات، بمن فيهم مساعد المدرب المثير للجدل جورجي فيلدا، الذي ظهر وهو يصفق بحرارة لروبياليس.
وفي السياق ذاته، تضامن معهن لاعب ريال بيتيس والمنتخب الإسباني بورخا إيغيلسياس، معلنا انسحابه من منتخب لاروخا.
وعلى صعيد النجوم القدامى في المنتخب الإسباني، هاجم أندريس إنييستا لاعب فريق الإمارات رأس الخيمة الإماراتي، روبياليس وطالبه بالاستقالة الفورية من منصبه، واصفا تصرفه بغير اللائق.
وفعل الأمر ذاته مدرب باير ليفركوزن الألماني وريال مدريد سابقا تشابي ألونسو، الذي قال إن روبياليس لم يتصرف بشكل سليم، لذا يجب رحيله عن منصبه.
وفي رد فعل معاكس لذلك، دخلت أنغليس بيخار والدة لويس روبياليس في إضراب عن الطعام في إحدى الكنائس بمسقط رأسها بمدينة مورتيل الواقعة في الأندلس.
وارجعت والدة روبياليس الخطوة إلى مطالبتها بوقف التعامل( ألاإنساني و"الدموي") مع قضية ابنها، وشددت بأنها لن تتذوق الطعام حتى تتم العدالة لأبنها، التي في رأيها ضحية لمخطط ما.
سيكون الاجتماع العاجل الذي دعا له الاتحاد الإسباني، بعد بيان الاثنين، الذي انقلب فيه على روبياليس، محط أنظار الجميع، إذ يمكن ان يتمخض عن سحب الثقة منه.
وبدورها، نقلت ديلي ميل لبريطانية عن مصدر لها في فيفا، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يدرس حاليا تطبيق عقوبة إيقاف لمدة 15 عاما على روبياليس من ممارسة أي نشاط كروي، وذلك بسبب سلوكه غير الرياضي.
جدير بالذكر ان تحركات الاتحاد الإسباني، تأتي كخطوة استباقية لعقوبات من فيفا باستبعاد الكرة الإسبانية من المشاركة في المسابقات التي ينظمها فيفا.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة