السياسة تنسف الرياضة.. تفاصيل انسحاب الاتحاد وورطة سباهان

بعد مغادرة الاتحاد لملعب نقش جيهان، أصدر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بيانا أكد فيه رسميا إلغاء المباراة بسبب "ظروف غير متوقعة"، وأضاف في البيان: "يجدد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التزامه بضمان سلامة وأمن اللاعبين وحكام المباريات والجماهير وجميع أصحاب المصلحة المعنيين.. وسيتم الآن إحالة هذا الأمر إلى اللجان المختصة".

وتلا بيان الاتحاد الآسيوي، بيان توضيحي من نادي الاتحاد السعودي، شرح فيه حيثيات انسحابه من الملعب، والذي بحسب البيان، جاء بعد إبلاغه من طرف مراقب المباراة.

وطالب النادي السعودي في بيانه الاتحاد الآسيوي للعبة بحفظ جميع حقوقه التي تكفلها له اللوائح والقوانين.

بعد بيان نادي الاتحاد بدقائق، أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بيانا أعلن فيه دعمه الكامل لنادي الاتحاد.

وأشاد البيان بحرص الاتحاد الآسيوي على إقامة المباراة في ظروف مناسبة، والتي لمسها الاتحاد السعودي عبر المتابعة المستمرة من ممثليه اللذين رافقا نادي الاتحاد إلى إيران.

وأكد في ختامه دعمه الكامل لنادي الاتحاد، واتخاذ كافة الطرق القانونية لحفظ حقوقه.

بدا تصرف إدارة فريق سباهان أصفهان غريبا للجميع، بمن فيهم الجماهير التي حضرت لمشاهدة اللقاء، والتي اقترب عددها من 60 ألفا، بحسب تقارير.

وأبرزت لقطات فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، جماهير الفريق الإيراني وهي تقوم برشق التمثال المثير للجدل بقارورات المياه، مرددة عبارة: "لا نريد سياسة في كرة القدم".

وبدت الصدمة على الاتحاد الآسيوي، الذي وصف الأمر بأنه "ظروف غير متوقعة" وزادت الصدمة عقب إصرار المسؤولين في الملعب على عدم إزالة التمثال الجدلي.

بحسب بيانه، فإنه أحال الأمر إلى لجنة المسابقات، والتي ستحيلها بدورها إلى لجنة الانضباط والقيم لتُعمل فيها لائحتها.

وتندرج أحداث المباراة تحت بند المادة 58 وأجزائها من قانون لجنة الانضباط والقيم.

وتنص المادة 58.1 من قانون الانضباط والقيم في الاتحاد الآسيوي على أن "أي شخص يسيء إلى كرامة شخص أو مجموعة من الأشخاص من خلال كلمات أو أفعال ازدراء أو تمييز أو تحقير فيما يتعلق بالعرق أو لون البشرة أو الجنس أو الإعاقة أو اللغة أو العمر أو المظهر الجسدي أو الدين أو الرأي السياسي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر أو التوجه الجنسي أو الأصل العرقي أو القومي أو الاجتماعي قد ارتكب جريمة".

أما المادة 58.2 فتنص على أن "الجريمة" تتفاقم عندما يكون هناك عدة أشخاص من نفس النادي أو الاتحاد العضو في وقت واحد أهلا للعقوبة.

ووفقا لذلك، تتلخص العقوبة في فرض غرامة مالية لا تقل عن 20 ألف دولار أميركي على الفريق المذنب، مع خوضه مباراة واحدة بدون جهور، وكذلك خصم ثلاثة نقاط في المسابقة الحالية أو في المواسم المقبلة.

ويعني ذلك أن الاتحاد سيضيف إلى رصيده 3 نقاط جديدة ليتصدر مجموعته الثالثة، بسبب تورط نادي سباهان في فعل سياسي، يتنافى مع لوائح البطولة وأعرافها.

لم تغب السياسة كثيرا عن الملاعب وغالبا ما كانت تطفو على السطح، مثل حالة المصري محمد أبو تركية، الذي احتفل بقميص عليه رسالة تضامن مع غزة في 2008 خلال فوز المنتخب المصري على شقيقه السوداني في أمم أفريقيا، قبل أن يتم إنذاره وتحذيره من تكرار الحركة.

وفي السياق ذاته، واجه النجم السويسري شيردان شاكيري وزميله غرانيت تشاكا حالة مشابهة، بعد احتفالهما بهدف شاكيري في مرمى صربيا في مونديال روسيا 2018 بعلامة النسر المزدوج، الذي يرمز إلى ألبانيا، ليعيدا جدل الحرب الكوسوفية الصربية للواجهة، قبل أن يعاقبهما فيفا بالإيقاف لمباراتين والغرامة بـ (8660 يورو).

وتنص المادة 16 من قانون الإجراءات التأديبية لفيفا على أن "استخدام الإيماءات أو الكلمات أو الأشياء أو أي وسيلة أخرى لنقل رسالة استفزازية لا تصلح لحدث رياضي، خصوصاً الرسائل الاستفزازية ذات الأهمية السياسية والأيديولوجية، أو الطبيعة الدينية أو الهجومية".

وعلى الدوام كان يويفا حذرا من هذا الامر خصوصا في مباريات الفرق والمنتخبات في شرق أوروبا، لكن كان على الدوام يواجه تجاوزات في إطار جماهيري أو داحل الملعب، حتى أنه في 2018، أرسل محققين سريين إلى مدرجات منتخبات وأندية شرق أوروبا، للجم كل عنصرية أو رسائل سياسية.