المغرب والمونديال.. كيف استفادت إسبانيا والبرتغال من ملفّ عمره 30 عاما؟

لم يكن حلم تنظيم المونديال وليد اللحظة للمغرب، إذ ظل الحلم يطارد المملكة منذ 3 عقود، عندما ترشح المغرب في 5 مرات سابقا لاستضافة المونديال، بدأت بمونديال 1994.

وكانت المرة الثانية في 1998، والتي نال فيها 7 أصوات، قبل أن تفوز فرنسا بتنظيمه مقابل 712 صوتا.

وعاد المغرب مرة أخرى للترشح لنسخة 2006 التي فازت بها ألمانيا، قبل أن يركز جهوده على مونديال 2010، والذي ذهب إلى جنوب أفريقيا بفارق 4 أصوات فقط.

ومرة جديدة ترشح المغرب للفوز بمونديال 2026، والذي تم التصويت عليه بالنظام الجديد بعد فضائح فيفا، لينال 65 صوتا مقابل 134 صوتا للملف الثلاثي (أميركا وكندا والمكسيك).

هذه التجارب الطويلة، راكمت رصيدا وافيا من الخبرات، قبل أن ينجح المغرب في المحاولة السادسة ضمن الملف الثلاثي الحالي.

بعد خسارته مونديال 2026، كان المغرب أول مترشح لمونديال 2030، وفي ظل تغيير نظام التصويت على الفائز للكتلة، كان الملف الإسباني سيعاني، لجهة أن الاتحاد الأفريقي يعتبر صاحب أعلى كتلة تصويتية داخل كونغرس فيفا، بـ54 صوتا، مقابل 53 صوتا لأوروبا.

وفي ظل وجود ملف آخر من كونميبول (أميركا الجنوبية)، كان ملف إسبانيا والبرتغال سيواجه صعوبات كبيرة، لكن بمجرد إقناع المغرب، كسب قوة كل أصوات أفريقيا الـ54.

وبما أن ملف البرتغال وإسبانيا كان يتضمن أوكرانيا كشريك، فيمكن تصور وضعه في ظل حرب أوكرانيا، وأيضا في ظل الفضيحة التي ضربت إسبانيا جراء قبلة رئيس اتحادها للكرة للاعبة جيني هيرموسو، وما تسببت فيه من أضرار للملف.

أما دور المغرب هنا تحديدا، فتمثل في رمزيته لأفريقيا، والتي يحن فيفا إليها، إذ كان آخر مونديال جرى فيها في 2010، ويأتي ذلك في إطار شعار فيفا بعنوان "عالم واحد" والذي يهدف للانفتاح على شعوب الجنوب.

أضاف انضمام أوكرانيا للملف الإسباني المغربي الكثير من المتاعب، فمن جهة كانت الحرب لا تزال مشتعلة.

ومن جهة أخرى، تورط رئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم أندري بافيلكو في تهم فساد وتبييض أموال من بوابة عمله في الرياضة، قبل أن يتم إيقافه من قبل السلطات، وهو يواجه عقوبات بالسجن لمدة 12 عاما.

وبالتالي أنقذ المغرب بفضل سمعته إسبانيا والبرتغال من هذه الورطة.

أهم الأسباب التي جعلت المغرب طرفا فاعلا، هو امتلاكه رصيدا رياضيا زاخرا في ملاعب كرة القدم، إلى جانب هوس المغاربة كغيرهم من الدول العربية والأفريقية بكرة القدم، وهو ما شجع الدولة على استضافة أحداث عالمية.

ويعتبر العام 2022 هو عام الإنجازات الكبيرة للكرة المغربية، عندما حلق منتخب أسود الأطلس في نصف نهائي مونديال قطر على حساب إسبانيا، وكان على قريبا من إقصاء فرنسا والتأهل إلى النهائي.

وشارك المغرب في المونديال 6 مرات، ووصل للأدوار الإقصائية مرتين في 1986 و2022.

في يوليو الماضي فاز منتخب المغرب بكأس أمم أفريقيا تحت 23 عاما على حساب مصر، كما ظهر منتخب السيدات لاحقا في مونديال أستراليا ونيوزلندا، وهي المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخب عربي للحدث.

أما فيما يتعلق باستضافة الأحداث، فالمغرب نظم بنجاح بطولة كأس العالم للأندية في العام 2013، ووصل فيها الرجاء البيضاوي إلى النهائي وخسره أمام البايرن.

وبعدها في 2014 و2022، قبل أن يفوز ريال مدريد بلقب النسختين.

وأفريقيا، سبق وأن نظم المغرب كاس أفريقيا عام 1988، وفازت به نيجيريا، كما فاز الأسبوع الماضي بحق تنظيم البطولة نفسها في 2027.

بمجرد انضمامه للملف، قدم المغرب 12 ملعبا، في 12 مدينة، منها 5 ملاعب جاهزة بالفعل وتحتاج إلى تجديد فقط.

وتضم الملاعب الجاهزة حاليا:

1. ملعب الأمير مولاي عبدالله في الرباط، ويتسع 53 ألف متفرج، ومدرج ضمن خطط التطوير للمونديال.
2. ملعب أدرار في أغادير، ويتسع لـ46 ألف متفرج.
3. ملعب ابن بطوطة في طنجة ويتسع لـ45 ألف متفرج، سيتم توسعته إلى 65 ألف.
4. المركّب الرياضي في فاس ويتسع 46 ألف متفرج.
5. ملعب مراكش ويضم 45 ألف متفرج، قبل توسعته إلى 70 ألف متفرج.
6. ملعب الدار البيضاء الكبير، ويتسع 93 ألف متفرج، سيتم الانتهاء من تشييده في العام 2025.
7. ملعب جديد في مدينة الدار البيضاء، يتسع 45 ألف متفرج.
8. ملعب وجدة ويتسع 45 ألف متفرج.
9. ملعب جديد في مراكش 45 ألف متفرج.
10. ملعب جديد في مكناس بسعة 35 ألف متفرج.
11. ملعب جديد في الناضور شمالي المغرب بسعة 46 ألف متفرج.
12. وملعب جديد في مدينة الجديدة بسعة 46 ألف متفرج.

بحسب موقع بلادي المغربي الناطق بالفرنسية، تستضيف المغرب 32 مباراة من إجمالي 104 تلعب في المونديال الموسع بمشاركة 48 منتخبا.

ويستضيف ملعب الدار البيضاء الكبير (93 متفرج) 9 مباريات، وملعب الأمير مولاي عبدالله بالرباط 6 مباريات، و5 مباريات في ملعب ابن بطوطة في طنجة، و5 في ملعب مراكش (70 ألف متفرج)، و5 مباريات في ملعب أدرار في أغادير، إلى جانب 4 مباريات في ملعب المركب الرياضي في فاس.