هل تتغير وضعية "VAR" في البريمييرليغ؟

خلال المباراة، وتحديدا في الدقيقة 33 من المباراة، تلقى لويس دياز تمريرة متقنة من زميله محمد صلاح، ليسجل منها هدف التقدم لليفربول، وجاء الهدف في توقيت مهم للريدز، حيث كان يلعب ناقصا بعد طرد كورتيس جونز في الدقيقة 26.

لكن الحكم سيمون هوبر ألغى الهدف بداعي التسلل، ليعهد لغرفة الفار بقيادة الحكم دارين إنغلاند ومساعده دان كوك بمراجعة اللقطة.

وأقر "الفار" صحة الهدف، لكن الربكة والدراما تجسدتا في الإجابة، إذ اكتفى بعبارة "تمت المراجعة"، وهنا اعتبرها الحكم سيمون هوبر ذلك تأكيد لقراره بعدم مشروعية الهدف، في وقت كانت فيه غرفة "الفار" تعتقد بأن الحكم قد احتسب الهدف وينتظر التأكيد على ذلك.

وجرت العادة أن تشير عبارة "تمت المراجعة/الفحص" من قبل "الفار" على تأكيد قرار حكم الساحة، الذي اتخذه سلفا.

ما أن بدأت وسائل الإعلام في تحليلاتها وتأكيدها على صحة الهدف، حتى خرجت لجنة الحكام في البريمييرليغ (PGMOL) ببيان أكدت خلاله على صحة هدف ليفربول، مرجعة ذلك إلى حدوث "خطأ بشري" قبل أن تقوم بإيقاف حكمي الفار دارين إنغلاند ودان كوك عن التزامهما المجدول في الجولة المقبلة.

وقالت في البيان: "تم إلغاء هدف لويز دياز بداعي التسلل من قبل فريق حكام المباراة الموجودين على أرض الملعب. كان هذا خطأ واضحا وكان من المفترض أن يتم احتساب الهدف من خلال تدخل تقنية الفيديو، إلا أنها فشلت في التدخل بقرار سليم.. ستقوم الرابطة بإجراء مراجعة كاملة للظروف التي أدت إلى الخطأ".

بدوره، رد ليفربول الأحد الفائت في بيان ناري على بيان لجنة الحكام، قال فيه إن "النزاهة الرياضية" تم المساس بها جراء قرار الحكم بإلغاء هدف دياز.

وعلق النادي على حديث اللجنة عن "الخطأ البشري، وقال إنه أمر غير مقبول تماما، مطالبا بتحديد النتائج فقط عبر وبشفافية كاملة.

وختم ليفربول بيانه بعبارة محملة بالتأويلات، إذ قال إنه سوف يستكشف مجموعة الخيارات المتاحة، بالنظر إلى الحاجة الواضحة للتصعيد والحل.

وبدوره، علق مدرب ليفربول يورغن كلوب على اعتراف لجنة الحكام، وقال إنه "لا يجدي نفعا: لكونه لن يعيد لفريقه النقاط الثلاث، منوها باعتذار سابق للجنة لوولفرهامبتون عن عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة.

وأبدى كلوب الغاضب امتعاضه من تسرع الفار في الحكم، وقال إن الهدف كان في وقت مهم وحاسم لفريقه.

لفت حديث ليفربول في بيانه عن المساس بالنزاهة الرياضية، ورغبته في استكشاف الخيارات المتاحة للتصعيد والحل، وزاد التكهنات عما يمكن أن يفعله.

وبحسب "ذي أثلتيك" لا يمتلك ليفربول حاليا صيغة واضحة لما يمكن أن يفعله، إذ لن يتخطى الأمر حاليا الضغط الإعلامي على اللجنة والحكام، من أجل تثبيت موقفه، لكي يتم التعامل معه بحذر (تحكيميا) في مقبل الجولات.

وفي الجانب المقابل، جلبت قوة كلمات البيان بعض الانتقادات على ليفربول، إذ وصف لاعب يونايتد السابق والمحلل الرياضي غاري نيفيل بأنه خطأ.

وقال نيفيل في تغريدة على حسابه على "إكس" بأن المدرب يورغن كلوب تعامل مع الامر في البداية بشكل جيد في حديثه عقب المباراة، وجعل البعض يتعاطفوا مع النادي.

وأضاف: "لكن بيان ليفربول الليلة (أمس) خطأ!.. الحديث عن دراسة جميع الخيارات (ماذا يعني ذلك!) والنزاهة الرياضية.. هذا يتضمن عبارات خطيرة إلى جانب كونها غامضة وعدوانية".

وأشار إلى أنه " "يجب احترام الاعتذار وعدم التقليل من شأنه. وأعتقد أن هذا رد فعل متسرع، فدائما يحدث الخطأ، ولكني أرى أنه كان قويا جدا".

وبحسب تقارير فإن ليفربول يستهدف مراجعة أشمل لاستخدام تقنية الفار، ومراجعة أداء الحكام فيها بشكل عام.

حتى قبل مباراة ليفربول وتوتنهام، احصت ميرورالبريطانية 4 أخطاء قاتلة لتقنية الفار هذا الموسم، بما فيها خطأ ضربة الجزاء مستحقة لوولفرهامبتون أمام يونايتد، إلى جانب طرد لاعب نوتنغهام فورست نياكاتي أمام برنتفورد أمس الأحد.

وفي ظل هذه الأخطاء والسخط على التقنية، يتوقع ان تقوم لجنة الحكام بإجراء المزيد من المراجعات، للتقنية.

وتوقع موقع "ذي أثلتيك" أن تتجه اللجنة إلى تطبيق تقنية التسلل شبه الآلية، والتي تم تجريبها في كأس العرب 2021 في الدوحة، وكذلك في مونديال الأندية من ذلك العام.

واستخدمت التقنية رسميا من قبل فيفا في مونديال قطر 2022، فيما يتعمدها يويفا في دوري الأبطال حاليا، وهي عبارة عن خطوط لجميع أجزاء اللاعب، لضبط تموقعه في التسلل.

وكان البريمييرليغ طرح استخدام التقنية في اجتماع انديته الـ20 قبل انطلاق هذا الموسم، لكنها لم تحظ بالتصويت الكافي.

وهناك أيضا حديث عن ضرورة اللجوء إلى حلّ جذري، بإلغاء استخدام التقنية ومنح المسؤولية كامل للحكم ومساعديه، وهو أمر سيجعل الحديث عن الخطأ البشري منطقيا للحد البعيد، لكن بحسب "ذي اثلتيك" يبدو أمر ا يحتاج تطبيقه إلى عدة أخطاء كبيرة أخرى مثل خطأ هدف لويس دياز.