لماذا يغطي اللاعبون أفواههم عند الكلام داخل الملعب؟

يرى فيل هال وهو مستشار علاقات عامة عمل سابقا مع عدد من أندية الدوري الإنكليزي الممتاز الكبيرة، أن الظاهرة لم تبدأ في أوروبا، وإنما في ملاعب أميركا الجنوبية.

وبحسب تصريحاته لموقع سبورت بايبل، فإن تغطية الفم كان رد فعل من اللاعبين على تعاقد القنوات الناقلة للمباريات هناك مع محللي لغة الشفاه، من أجل معرفة ما يقال خلال سير المباريات.

وفي أوروبا عموما، والبريمييرليغ على وجه التحديد، لا يوجد تاريخ وتوقيت معين لظهورها، لكن يمكن ربطها بالتطور الكبير في البث التلفزيوني وزيادة عدد الكاميرات في الملاعب، لرصد حركة النجوم.

وبشكل ما تختزن الذاكرة الكروية ذلك الحوار العنيف الذي وقع في 2017 بين مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا ولاعب ساوثهامتبون ناثان ريدموند، بعد نهاية المباراة، التي كانت تعادلية حتى دقائقها الأخيرة، قبل أن يسجل السيتي هذه الفوز، ويركض بيب تجاه هذا اللاعب.

وكان ريدموند يغطي فمه مع كل رد على غوارديولا.

لا شك في التطور التقني الكبير الذي يسم العصر الحالي، ويؤثر في جميع المجالات بما فيها الرياضة وكرة القدم.

واستفادت كرة القدم من التكنولوجيا في زيادة جودة بثها تلفزيونيا، لتحقق قاعدة جماهيرية مهولة.

وبات نجوم الكرة هدفا لمطاردة ومتابعة لصيقة من الكاميرات ترصد كل ما يقومون أو يتفوهون به.

على سبيل المثال، تستعين رابطة الليغا حاليا بـ16 كاميرا لنقل كل مباراة تلعب فيها، وبالتالي ترصد كل صغيرة وكبيرة.

ويخشى اللاعبون رصدهم من قبل تلك الكاميرات، ومعرفة ما يدور بينهم من أحاديث.

في 2019 اثار لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي فيل جونز جدلا واسعا عندما اصطادته الكاميرا، وهو يوجه كلماته للرئيس التنفيذي السابق للنادي إد وودورد، بخصوص مدرب يونايتد وقتها أولي غونار سولشاير بقوله: "سيقال في الصباح.."، قبل أن يلتفت نحوه إد وودورد وينبهه بأنهم على عدسة الكاميرات.

وفي اليوم التالي حقق الفيديو أكثر من 6 ملايين مشاهدة على وسائل التواصل، قبل أن ينفي النادي في بيان حدوث ذلك، وقال إنه يتعلق برد فيل جونز على سؤال وودورد له عن حصول أحد لاعبي وستهام، الذي كان ينازل يونايتد وقتها، على بطاقة صفراء.

في سياق التبرير لوضع اللاعبين أيديهم على أفواههم عن الحديث داخل الملعب، يرى البعض أنهم يفعلون ذلك بغرض حماية أسرار تكتيكية من الإعلام والخصوم.

وبدوره، أكد فيل هال مستشار العلاقات العامة والذي عمل عن قرب مع كثير من لاعبي البريمييرليغ أنه وطوال مسيرة عمله، لم ير لاعبا تم تكليفه بحمل اسرار تكتيكية وحمايتها داخل الملعب، مشيرا إلى أن تغطية الأفواه يحدث لدى اللاعبين حتى بعد نهاية المباراة.

وأضاف في حديثه لموقع (سبورت بايبل): "بشكل عام لا تبدو الأسرار التكتيكية في كرة القدم بتلك الأهمية التي تستدعي ملاحقة ما يقال بواسطة حركة الشفاه، يمكن أن يكون ذلك منطقيا في كرة القدم الأميركية التي تقوم بشكل أساسي على التكتيك وطريقة تنفيذه في الملعب ".

بحسب أحد نجوم الدوري الإنكليزي الذي صرح لموقع ذا أثلتيك بدون ذكر اسمه، فإنه لا يوجد شكل محدد لنوع الحوارات التي تجرى على أرضية الملعب، مؤكدا أنها تكون أحيانا بغرض (النميمة) حول سلوك وصياح بعض المدرب على الخط.

وأشار اللاعب بأن الأحاديث التي تدور بعد المباراة، تنصب غالبيتها على مستقبل اللاعبين والعروض التي أمامهم، إلى جانب أمور أخرى.

وبسؤاله عن عدم إجراءهم لهذا الحوارات بعد انتهاء المباراة عبر الهاتف أو سائل التواصل الأخرى، أكد اللاعب أن تلك الصداقات كونتها كرة القدم، لذا تكون كل الأحاديث في الملعب، فيما يفضل النجوم قضاء أوقاتهم خارج الملعب مع عائلاتهم وبعيدا عن كرة القدم.