كيف استفاد ليفربول من مطاردة الدوري السعودي لمحمد صلاح؟

لم يكن الوضع مثاليا لمحمد صلاح في ليفربول منذ ختام الموسم الماضي، إذ أنهى الموسم على وقع الشكوك والغضب، بعد تعرض لهجمة شرسة في أبريل الماضي عندما أضاع ركلة جزاء حاسمة أمام أرسنال، قبل أن يتعادل الفريقين (2 -2).

وجاءت إضاعة ركلة الجزاء بعد مدة قليلة من إضاعته ركلة جزاء أخرى أمام بورنمورث. ودفعت الضغوط الإعلامية كلوب للتدخل، وتأكيده بأنه سيتحدث مع صلاح بشأن مستقبل تنفيذ الركلات.

وفي المعسكر الصيفي التحضيري لليفربول في ألمانيا، كان صلاح مرشحا لارتداء شارة قيادة الفريق، بعد رحيل ثلة من نجومه المخضرمين مثل جيمس ميلنر وهيندروسون وفابينو.

لكن كلوب فاجأ الجميع باختيار فيرجيل فان دايك قائدا للفريق، ولم يكتف بذلك، وإنما عيّن ترنت ألكساندر-أرنولد قائدا ثانيا، ليهمش الفرعون المصري محمد صلاح.

ورغم صمت صلاح، لكنه بدا غير راضيا، وهو ما ظهر في أول مباراة للفريق في الموسم، إذ كان يتوق لتسجيل هدف ليصبح أول لاعب بتاريخ البريمييرليغ يهز الشباك في اللقاء الافتتاحي لفريقه طوال 7 مواسم، لكن كلوب استبدله في الدقيقة 77 أمام تشيلسي.

وأثار ذلك غضب صلاح بشدة، إذ قذف بضمادة كانت يرتديها على معصمه الأيمن على الأرض، وهو في طريقه إلى مقاعد البدلاء في ملعب ستامفورد بريدج.

بمجرد مرور يومين على غضبة صلاح، ظهر نادي الاتحاد السعودي على الخط ليقدم عرضا استكشافيا لضم اللاعب من ليفربول.

ولاحقا قدم الاتحاد عدة عروض، بدأت بمبلغ 60 مليون إسترليني، ووصلت إلى نحو 200 مليون إسترليني.

وطوال مراحل العروض المرفوضة والمحسنة ظل مدرب ليفربول الإنكليزي يورغن كلوب ثابتا على موقفه الذي يرفض من حيث المبدأ مناقشة رحيل صلاح.

وطوال شهري أغسطس وسبتمبر ظلت مؤتمرات كلوب محورها الأساسي رحيل صلاح إلى السعودية، في وقت كان فيه الألماني كل مرة يؤكد على أن اللاعب خط أحمر.

واستفاد كلوب من تجديد صلاح عقد مع النادي الصيف الماضي حتى 2025، ليحول دون جنى الملاك أموالا طائلة جراء بيع اللاعب.

بقدر سعادة محمد صلاح بالاهتمام والتقدير الكبير له من قبل الدوري السعودي، ومحاولة اتحاد جدة بكل السبل لجلبه إلى البطولة المتجددة، فإنه سعادته بدت أكبر، بتمسك كلوب به، كنجم أول في الفريق.

ويبدو أن ذلك سبب صفح صلاح عن المدرب الألماني وزلاته تجاهه، بداية من تشكيكه في تسديده لركلات الجزاء، ومرورا بالتهميش، وختام بالاستبدال الغريب.

وكافأ صلاح كلوب بأفضل أداء هذا الموسم، إذ ظل نجما فوق العادة للفريق، قبل أن يعيد ثقة الجماهير فيه، ويضعه ضمن قائمة المرشحين بقوة للفوز بالبريمييرليغ.

وتقول لغة الإحصاءات عن صلاح هذا الموسم:

• لعب 12 مباراة.
• قاد الفريق للفوز في 9 مباريات
• سجل 9 أهداف (7 في البريمييرليغ وهدفين في يوربا ليغ)
• صنع 4 أهداف (جميعها في البريمييرليغ).

عاش صلاح، الخميس، ليلة عظيمة، عندما قاد ليفربول إلى فوز كاسح على تولوز الفرنسي (5 ـ 1) في الدوري الأوروبي، بتسجيله الهدف الخامس لفريقه.

وبالهدف دوّن صلاح في سجله مع ليفربول رقمين قياسيين جديدين، إذ رفع رصيده التهديفي في المسابقات الأوروبية الكبرى مع الريدز إلى 43 هدفا.

وبات صلاح أكثر لاعب يسجل لفريق إنكليزي قاريا، متجاوزا تيري هنري صاحب الـ42 هدفا مع أرسنال.

وأضاف صلاح رقما قياسيا آخر، بعدما وصل بمشاركاته مع الريدز أوروبيا إلى 70 مباراة، ليصبح اللاعب رقم 13 في تاريخ الفريق الذي يخوض هذا الرقم مع الفريق.

ولعب صلاح مع ليفربول 64 مباراة في دوري أبطال أوروبا، ومباراتين في الأدوار التمهيدية للبطولة، إضافة إلى 3 مباريات في الدوري الأوروبي، وواحدة في السوبر الأوروبي.

دفع تألق صلاح ولعبه بتركيز مدربه ليفربول يورغن كلوب إلى التغني بالنجم المصري، إذ قال عنه: "من الواضح أنه يستمتع بالمجموعة، أعتقد أن هذا شيء واضح، رأيته على مقاعد البدلاء، إنه لاعب ذكي ويعرف كيف يتكيف مع المطلوب في كل مباراة".

وأضاف: "هو لاعب متكامل، عندما كان شابا كان سريعا جدا، لا يمكنك تصديق أنه في سن الـ31، اعتقد إذا قمنا بفحص عظامه جيدا، سنجد عمره 19 أو 20 على الأرجح، حيث يبدو بشكل جيد للغاية".