كيف حسمت السعودية تنظيم مونديال 2034 بسهولة؟

لمعرفته بكونها عملية شاقة، ظل فيفا يضع مصفوفة زمنية طويلة معقدة لمراحل الترشح وحتى الوصول لحسم الفائز.

وبعد حسم فيفا تنظيم مونديال 2030، في مطلع الشهر الحالي، وضع فيفا جدولا زمنيا لمراحل الترشح لتنظيم مونديال 2034، اتحادات آسيا وأوقيانوسيا بالتقدم بطلبات ترشيحها.

يذكر أن فيفا منح تنظيم مونديال 2030 إلى الملف الثلاثي المكون من المغرب وإسبانيا والبرتغال، بمشاركة شرفية من الملف الآخر (الأرجنتين، باراغواي، أوروغواي وتشيلي)، حيث تستضيف كل دولة، باستثناء تشيلي، مباراة من المباريات الافتتاحية الـ3 الأولى، وذلك احتفالا باليوبيل الذهبي للمونديال، إذ أقيمت أول نسخة منه في 1930، في باراغواي.

وحدد فيفا 31 أكتوبر 2023 موعدا نهائيا لإرسال خطابات الترشح، والرابع من ديسمبر 2023 لإصدار متطلبات فيفا الرسمية لاستضافة البطولة، ثم يوليو المقبل كآخر موعد لتقديم ملف الترشح بشكل رسمي لفيفا، على أن يبدأ الأخير في التقييم والزيارات التفقدية للملفات، ثم يأتي حسم الفائز في الرابع الأخير من العام المقبل.

لكن السعودية، حسمت الأمر من أول جولة، بعد ترشحها منفردة، لتريح فيفا من عملية مرهقة، من أجل تركيز جهوده فقط معها.

يركز فيفا بشكل كبير على البنية التحتية، وهنا تتصدر الملاعب وميادين التدريبات قائمة الأولويات.

وبحسب كُتيب الفيفا للاشتراطات الخاصة بتنظيم مونديال 2034، يطلب الفيفا من الملف سواء كان من دولة واحدة أو مشتركا الاتي:

- خطة بتجهيز 14 ملعبا لاستضافة البطولة، بشرط أن تكون 4 منها موجودة حاليا.

- 40 ألف مقعدا سعة الملاعب التي ستستضيف مباريات من الافتتاح وحتى ربع النهائي.

- 60 ألف مقعدا سعة ملاعب استضافة مباراتي نصف النهائي.

- 80 ألف مقعدا لاستضافة نهائي البطولة.

وللتدريبات يشترط فيفا احتواء كل ملف على 72 مكانا للتدريب تكون مرتبطة وبالقرب من فنادق الإقامة.

قبل بدء فيفا في دراسة ملف البنية التحتية، تملك السعودية الآن 11 ملعبا تفوق وتقترب طاقتها الاستيعابية من الـ40 ألفا.

وهنالك خطة مجازة لبناء 4 ملاعب جديدة من الآن وحتى 2026، لاستضافة كاس آسيا 2027، وهي: (ملعب وسط جدة "47 ألف متفرج"، وملعب الدمام، وملعب القدية واستاد الرياض بسعة "40 ألف متفرج لكل ملعب".

كما توجد خطة لرفع سعة ملعب الملك فهد الدولي من 68 ألف مقعد إلى 80 ألف، وملعب الأمير فيصل بن فهد من 22 ألف إلى 44 ألف مقعد.

وإلى جانب ذلك لا يزال أمام السعودية فرصة زمنية بنحو 11 عاما، وهو زمن بمقارنته مع المتاح حاليا يبدو أكثر من كافيا لتكون نسخة 2034 أكثر تميزا.

في مقال له في ديلي ميل البريطانية، رأى الكاتب مايك كيغان، بإن فيفا سيكون عليه القلق بخصوص أي شيء، ما عدا جهوزية السعودية للمونديال، والتي تعتبر محسومة تماما.

وإلى جانب الملاعب الحالية، نوه كيغان بالخط التصاعدي للبنية التحتية، بما في ذلك خطة تأسيس نظام مترو واسع في الرياض بكلفة عالية، إذ ستكون العاصمة مركز المونديال.

وهنالك أيضا توسعة في مطار الرياض ببناء 6 مدرجات جديدة، إذ تتوقع المملكة مرور 120 مسافرا بالمطار في 2030، وهو ضعف الرقم الذي حققه مطار هيثرو في 2022.

وبدورها نوهت ذي أثلتيك بالفعاليات الرياضية التي استضافتها المملكة والمقرر استضافها، مثل كأسي السوبر الإسباني والإيطالي، وبطولات المصارعة والملاكمة وكذلك بطولات كبيرة في الفروسية، وهناك أيضا الفورمولا1.

والأهم من كل ذلك هو كأس العالم للأندية قريبا، ومن ثم بطولة أمم آسيا 2027، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في جبال تروجينا في منطقة نيوم الجديدة.

لكل هذه الإمكانات بدت السعودية منذ الوهلة الأولى بعيدة بمسافة عن بقية الدول التي يمكن أن تفكر في الدخول لمنافستها.

ويضاف ذلك كله إلى الطفرة غير المسبوقة للدوري السعودي، والذي جذب كبار النجوم هذا الصيف، وختم سوقا صيفية صرف خلالها نحو مليار يورو.

وبدأت طفرة الدوري في مطلع 2023 بوصول البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر، قبل أن يلحق به نخبة من النجوم مثل بنزيمة ومحرز، ونيمار، وماني وماني وغيرهم.

وحتى أستراليا التي كانت ترغب في الترشح قبل انسحابها الذي أعلن السعودية فائزا بتنظيم المونديال، فإن بنيتها التحتية بدت ضعيفة مقارنة مع السعودية.

ومع بداية رغبتها في المنافسة، شككت صحيفة إن بي سي لوس أنجلوس في مقدرات أستراليا، وأكدت بأن ملاعبها الجاهزة والمقترحة لن تتخطى الـ 7 ملاعب، وهو أمر يصعب منن فوزها، خصوصا في ظل توسع المونديال ليشمل 48 منتخبا بدلا من 32 بداية من النسخة المقبلة في أميركا وكندا والمكسيك.

في ظل الوضع الإيجابي حتى الآن في المملكة، يبدو فيفا ورئيسه إنفانتينو الأكثر سعادة، إذ ستغلق السعودية نافذة الانتقادات على فكرته بزيادة عدد منتخبات المونديال إلى 48، والتي فرضت واقعا جديدا قوامه الملفات المشتركة، إذ يصعب على دولة واحدة الإيفاء بمتطلباته.

وستنظم النسخة المقبل في 3 دول، فيما يلعب مونديال 2030 في 6 دول، وهذا يعني نهاية حقبة الدولة الوحيدة لتنظيم المونديال.

وكان فيفا محل انتقادات من نشطاء المناخ، إذ سيزيد تنظيم المونديال في دول وقارات متعددة من البصمة الكربونية للجماهير، بسبب السفريات المتواصل لملاحقة المباريات، وهو أمر سيخف، بعد فوز السعودية منفردة بالتنظيم.