صفقات مانشستر يونايتد.. هل تلف حبل الفشل حول رقبة تين هاغ؟

بأخذ تصريحات بيب غوارديولا مدرب المنافس مانشستر سيتي في يناير الماضي عن عودة العملاق يونايتد إلى أمجاده، ومقارنتها بالوضع الحالي المزدحم بالأزمات والشكوك، فإن ذلك يؤكد على حقيقة واحدة، وهي معاناة الفريق من أزمة ثبات على مستوى واحد.

وفي وقت يعرف فيه يونايتد كيف يصل إلى القمة، فإنه بالمقابل لديه خبرة في الهبوط إلى القاع، وهذا الأمر اختبره آخر 5 مدربين مروا على الفريق وهم (الهولندي لويس فان غال، البرتغالي جوزيه مورينيو، النرويجي أولي غونار سولشاير، الألماني رالف رانجنيك والحالي الهولندي إريك تين هاغ".

وفي الموسم الماضي نجح تين هاغ في إعادة الفريق إلى طريق الألقاب، وهزم فرقا كبرى مثل ليفربول وبرشلونة في الدوري الأوروبي والسيتي، لكنه الآن عاد مجددا إلى الإخفاق.

وأكثر من عبر عن هذه الأزمة هو النرويجي سولشاير خلال تقييمه لعمل رالف رانجنيك في نوفمبر 2021، عندما قال: "الفريق الذي وجده في سبتمبر 2021، ليس هو نفسه الذي يلعب الآن في نوفمبر 2021"، في إشارة إلى تبدل الروح وضياع الهوية .

بعيدا عن التجارب السابقة وسياقاتها والأسباب التي أدت لعدم الاستقرار، فإن الوضع الحالي قد تبدو مسبباته واضحة، بحسب سكاي سبورتس، إذ تنقسم إلى شقين، الأول التعامل الإداري، والثاني والأهم هو المدرب إريك تين هاغ.

أما بالنسبة لدور الإدارة السلبي، فيتعلق بإخفاقها في التعامل مع الأزمات التي ضربت غرفة الملابس.

وبدأ هذا الأمر بأزمة اللاعب ماسون غرينوود، إذ رضخ المدير التنفيذي ريتشارد أرنولد لضغط إريك تين هاغ لإعادته اللاعب مرة أخرى للفريق، قبل أن يثور فريق السيدات ضده، ويضطر تحت الضغط لإنهاء علاقته مع اللاعب.

والآن، هنالك بوادر أزمة مماثلة، إذ يُحاط اللاعب البرازيلي أنتوني لمزاعم اعتداء جسدي على صديقته، رغم نفيه لذلك، وهو أيضا يلعب الآن في الفريق

الأمر الآخر هو أزمة اللاعب جادون سانشو، الذي دعمت فيها الإدارة موقف إريك تين هاغ، بعدما استبعده عن التدريبات الجماعية وفرض عليها حربا نفسية، ربط العدول عنها باعتذار علني من اللاعب، وهو ما يرفضه سانشو حتى الآن.

خلق المدرب الهولندي إريك تين هاغ أزمة من العدم، عندما انتزع العام الماضي شارة القيادة من المدافع هاري ماغواير، ومنحها للبرتغالي برونو فيرنانديز.

وخلال مباراة نيوكاسل حدثت دراما حول الشارة، إذ ارتداها بداية كاسيميرو، بسبب جلوس فرنانديز احتياطيا، وغياب نائب القائد الفرنسي رافاييل فاران بسبب الإصابة.

وبعد تقديم كاسيميرو مستوى باهتا، قرر تين هاغ استبداله، لكنه أعطى الشارة للسويدي فيكتور ليندلوف، في وقت كان ماغواير متواجدا في المباراة منذ البداية، لكن يبدو أنه لا يوجد حتى بين الخيارات الأربعة.

والآن، يثور جدل كبير بين الجماهير والنقاد المحسوبين على يونايتد، إذ يصر الأيرلندي روي كين على عدم أحقية فيرنانديز بالشارة، في وقت حذر فيه نجم يونايتد السابق ديمتار برباتوف من خطورة سحبها من اللاعب البرتغالي، إذ رأى أن ذلك من الممكن أن يدمّره نفسيا.

بحال اكتملت صفقة بيع 25% من يونايتد مقابل 1.5 مليار إسترليني إلى الملياردير راتكليف رسميا، وتحول الجانب الرياضي بموجبها إلى مالك إينوس للبتروكيماويات، ورغبة هذه الأخيرة في جرد حساب، فإن تين هاغ سيكون المسؤول الأول عن الإخفاق الحالي، رغم الأخطاء لعائلة غليزرز المالكة.

وبحسب سكاي سبورتس، أقنع تين هاغ الإدارة بتوليه مسألة التعاقدات، لكنه سرعان ما حوّل الشياطين الحمر إلى فريق بصبغة هولندية.

وتعاقد النادي في فترة تين هاغ مع كل من البرازيلي أنتوني والأرجنتيني إليساندرو مارتينيز والهولنديين تيريل مالاسيا وفاون فيغهورست والكاميروني أندريه أونانا والدنماركي كريستيان إريكسون وأخيرا المغربي سفيان المرابط. وجميع من هم في هذه الصفقات إما هولندي أو لعب في الدوري الهولندي.

وتعاقد كذلك مع الدنماركي راسموس هويلوند والإنجليزي ماسون ماونت، فيما كان يطارد الهولندي فرينكي دي يونغ لاعب برشلونة وأياكس السابق. ويعتبر البرازيلي كاسيميرو هو الوحيد الذي وصل إلى النادي في فترة تين هاغ برؤية إدارية.

وكلفت هذه الصفقات خزانة يونايتد نحو 310 مليون إسترليني.

ويفتح هذا الأمر النقاش حول جدوى تكريس جميع السلطات الفنية بدور المدرب وتحويله إلى مدير فني، إذ تشير التجارب الناجحة إلى أن هذا النهج ليس مهما لتحقيق الإنجازات.

وفي السيتي الأنجح في العقد الأخير في إنكلترا وربما عالميا، لا يتوقف غوارديولا عن نسب نجاحات الصفقات إلى المدير الرياضي تشيكي بيغرستين، وكان المدير الرياضي لليفربول مايكل إدوادز كان حاسما في تحويل بوصلة النادي من جوليان براندت المرغوب به من قبل المدرب يورغن كلوب إلى التعاقد مع المصري محمد صلاح، الذي أصبح الآن أسطورة في تاريخ النادي.

على الرغم من الجدل الدائر الآن عن اقتراب موعد إقالة تين هاغ من تدريب الشياطين الحمر، لكن يبدو أنه يحظى بدعم كبير من الإدارة.

وكانت تقارير أكدت، الخميس، إمكانية تحرك يونايتد لإغراء المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لخلافة تين هاغ.

لكن تقارير أخرى، أكدت أن الشياطين الحمر معجب بفكرة دعم أرسنال لأرتيتا رغم إخفاقاته في البدايات، قبل أن يحول فريقه إلى مستوى يقارع به على بطولة الدوري.

وبحسب سكاي سبورتس، فإن هنالك مؤشرات تدعم هذه الفكرة، أبرزها إنجازات تين هاغ حيث أعاد الفريق على منصات التتويج بعد جفاف ألقاب استمر لمدة 6 أعوام، إذ توج بكأس الرابطة.

وكذلك أعاد الشياطين الحمر إلى دوري أبطال أوروبا، وأنهى موسم الدوري الإنجليزي بأفضل معدل نقاط في آخر 5 مواسم.