"غضب أرتيتا" يعيد الفار إلى المنطقة المظلمة من جديد

في وقت كانت فيه المباراة بين أرسنال ونيوكاسل تعادلية، سجل لاعب الماكابيس أنتوني غوردون هدفا في مرمى أرسنال في الدقيقة 61، لكن حكم تقنية الفيديو المساعد "الفار" أندي مادلي طلب منه عدم الاحتفال حتى التحقق من صحة الهدف.

وكانت لقطة الهدف محاطة بـ3 أخطاء محتملة، الأول خروج كرة عرضية من جاكوب مورفي إلى خارج الملعب، قبل أن يلتقطها جو ويلوك ويرسلها عكسية.

وثانيا، قبل سقوطها أمام اللاعب أنتوني غوردون، كانت هنالك شبهة خطأ ارتكبه لاعب نيوكاسل جويلينغتون ضد مدافع أرسنال غابرييل.

أما الشبهة الثالثة فتجسدت في تواجد غوردون نفسه (مسجل الهدف) في موقف تسلل.

لكن حكم الفار أخذ نحو 4 دقائق في التحقق من الهدف، قبل أن يؤكد لقاضي الجولة أتويل صحته، ليحتسبه الأخير هدفا انتهت عليه المباراة.

بعد المباراة، بدا أرتيتا غاضبا، وقال في المؤتمر الصحافي: "لقد كنت في هذا البلد منذ أكثر من 20 عاما، وهذا ليس قريبا من المستوى الذي يمكن وصفه بأنه أفضل دوري في العالم".

وواصل: "لم نستحق خسارة المباراة.. إنه أمر محرج، هذا غير مقبول.. أنا هنا لتمثيل الفريق الخاص بي ولجعل فريقي ينافس على أعلى مستوى، ما حدث عار".

وبدوره، سرعان ما أصدر نادي ارسنال بيانا رسميا، أعلن فيه دعمه لمدربه أرتيتا.

وبحسب سكاي سبورتس، يعد هذا بيانا نادرا من أرسنال، الذي طالما عهد عنه الهدوء في التعامل مع مثل هذه المسائل.

وقال البيان: "يدعم النادي بشكل كامل تعليقات ميكل أرتيتا بعد المباراة، بعد المزيد من الأخطاء التحكيمية غير المقبولة وأخطاء تقنية الفار، مساء السبت".

وأضاف: "الدوري الإنكليزي الممتاز هو أفضل دوري في العالم مع أفضل اللاعبين والمدربين والمشجعين، وجميعهم يستحقون الأفضل، تحتاج هيئة الحكام فيه وبشكل عاجل إلى معالجة معيار الإدارة، والتركيز على العمل الذي ينقلنا جميعاً من التحليل بأثر رجعي ومحاولة التوضيحات والاعتذارات".

وختم البيان: "نحن ندعم الجهود المستمرة التي يبذلها كبير مسؤولي التحكيم، هوارد ويب، ونرحب بالعمل معاً لتحقيق معايير التحكيم العالمية التي يتطلبها الدوري".

عطفا على تجاوز انتقاداته حكم مباراة فريقه و"الفار" وفتحه النار على كامل الهيئة ومستوى الحكام في البطولة، وأيضا مع الأخذ في الاعتبار التشدد الكبير من قبل الاتحاد الإنكليزي للكرة ضد التصريحات الناقدة للبطولة، يتوقع أن يتعرض أرتيتا لعقوبة تأديبية، ستكون إيقاف لأكثر من مباراة وغرامة.

ولكن، ونظرا لحجم الغضب في أرسنال، والحديث عن وجود أخطاء فعلا من قبل غرفة "الفار" من الممكن أن يتحاشى الاتحاد عن معاقبة أرتيتا كمساومة عن الظلم الذي تعرض له فريقه، وهو أمر سبق أن فعله الاتحاد مع المدرب الإسباني.

وفي فبراير الماضي، نسى الحكام في غرفة "الفار" رسم خطوط التسلل، ليحتسبوا هدفا لبرينتفورد سجله إيفان تورني في مرمى أرسنال، عادل به الكفة، وحرم المدفعجية من نقطتين.

وقبل أول مباراة لأرسنال، اتهم أرتيتا حكم الفار بـ"عدم فهم مهامه".

والآن، بعد استخدامه لكلمات قاسية مثل "العار"، يبدو أن أرسنال قد فهم خطورة الأمر، ليصدر النادي بيانا تصعيديا، منح عبره الأمر بعدا جديدا من أجل حماية أرتيتا.

بحسب ذي أثلتيك، فإن الهيئة التي يديرها الحكم المخضرم هوارد ويب، تحقق الآن في أحداث المباراة، ويتوقع أن تتقدم باعتذار رسمي لأرسنال وجماهيره، بحال وجدت أخطاء من قبل الفار.

وبحال حدث ذلك ستكون الهيئة أمام ورطة جديدة، إذ سينضم هذا الاعتذار إلى حالتين هذا الموسم.

وذهب الاعتذار الأول لمدرب وولفرهامبتون غاري أونيل عن عدم احتساب ركلة جزاء لفريقه خلال الخسارة أمام مانشستر يونايتد (1 ـ 0)، فيما كان الثاني لليفربول، وهو اعتذار مصحوب بـ"الأسف" بسبب ما أسمته هيئة الحكام "خطأ بشري" بعدم احتساب هدف لاعب ليفربول لويس دياز في مرمى توتنهام.

ويأتي كل ذلك وموسم البريمييرليغ لم ينتصف بعد، ويتوقع أن يكون هنالك المزيد من الجدل في ظل التنافسية المشتعلة هذا الموسم.

يذكر أن الموسم الماضي، شهد 3 أخطاء تم الاعتذار عنها، أحدها كان لأرسنال إلى جانب كل من برايتون وإيفرتون.

ومن جهته، انتقد المحلل ولاعب يونايتد السابق غاري نيفيل بيان أرسنال ومن قبله ليفربول، ورأى أن الأمر بات بمنزلة ظاهرة دخيلة، إذ لم يتخط الغضب سابقا تصريحات مدربين ولاعبين.

وطالب نيفيل هيئة الحكام بعدم الاعتذار مطلقا لأرسنال، لكون الأخطاء دائما تحدث في كرة القدم.