مبابي وريال مدريد.. هل انتهى الحلم؟

بعد ردود أفعاله خلال حفل الكرة الذهبية نهاية الشهر الماضي، سادت وسائل الإعلام العالمية شبه قناعة باعتزام كيليان مبابي الانتقال إلى الريال قريبا، ليلحق بقطار الجوائز الكبيرة الذي فاته، بفعل ضعف تنافسية الدوري المحلي في فرنسا وإخفاقات ناديه باريس سان جيرمان.

وضجت بعد ذلك وسائل الإعلام بأخبار عن دخول ريال مدريد في مفاوضات مع اللاعب، لحسم التعاقد معه بمجرد فتح باب السوق الشتوية، ما دفع النادي الملكي لإصدار بيان رسمي، نفي فيه أي مفاوضات حالية مع مبابي، واصفا ما يثار بأنه "تكهنات مزعومة لا أساس لها من الصحة".

بعد يوم واحد من البيان الرسمي ونفيه للمفاوضات، استضاف ريال مدريد رايو فايكانو في الليغا، وظهر الفريق بشكل ضعيف، وبلا أنياب هجومية لينقاد للتعادل السلبي، ويهدى الصدارة لمفاجأة الموسم جيرونا.

فتحت الخسارة الباب واسعا للحديث عن مبابي مجددا، وسط تأكيدات بأن اللاعب يمكنه اللعب بقميص الريال في يناير المقبل، وذلك بحال خرج سان جيرمان من دور المجموعات. ولاحقا، تعرض سان جيرمان لخسارة مفاجئة أمام ميلان (2 ـ 1) ليفقد صدارة مجموعته "الملتهبة" لصالح دورتموند.

وبشكل عام، ربما كان ربط مبابي بالريال مع كل كبوة ملكية معتاد، وذلك بسبب طول حكاية اللاعب مع الريال.

وعلق الصحفي الإسباني إيدو أغويري محلل برنامج الشيرنغيتو الشهير، على الشائعات بانتقال مبابي إلى ريال مدريد بأن جماهير الفريق الملكي تتحدث عن اللاعب فقط عند خسارة فريقها، فيما تتجاهله عندما يكون الفريق فائزا.

في خضم الشائعات، خرجت إذاعة كادينا سير الإسبانية، الأربعاء، بخبر مفاده أن ريال مدريد تخلى وإلى الأبد عن التعاقد مع مبابي، وذلك لأسباب اجتماعية واقتصادية.

وتجتمع هذه الأسباب في قصة الحافز الضخم الذي سيتقاضاه مبابي نظير توقيعه مجانا، إلى جانب الراتب.

ولن يرضى مبابي براتب سنوي أقل من 30 مليون يورو، يمكن أن يصل إلى 35 مليون يورو، وهو أمر من شأنه أن يُحدث أزمة في غرفة تبديلات ملابس الفريق.

ويتراوح معدل الراتب السنوي في ريال مدريد بين 10 إلى 15 مليون يورو في السنة.

الأمر الآخر يتعلق بمبابي نفسه، والذي سيصل إلى النادي في عمر 26 عاما، وهو أمر يتنافى مع استراتيجية ريال مدريد التي تهدف منذ أعوام إلى تقليل معدل الأعمار في الكتيبة الملكية، من أجل تأسيس فريق مستقبلي مترابط يلعب سويا لعقد من الزمان.

وإلى جانب ما سردته "كادينا سير"، فإن هناك حالة من التألق لعدد من نجوم الريال هجوميا، بدأت مع بيلينغهام، الذي فاجأ الجميع، وبات هدافا للفريق، فيما أعلن ثنائي ريال مدريد الهجومي البرازيلي رودريغو وفينسيوس جونيور عن نفسهما كما يجب، إذ سجل كل منهما هدفا في مرمى براغا البرتغالي، كما صنع كل منهما هدفا آخر، ليرسلا إشارات إيجابية في اتجاه أحقيتهما بثقة النادي.

ومن بلاد السامبا كذلك استقبل الريال أخبارا جيدة هذا الأسبوع، تتعلق بمهاجمه إندريك، الذي تلقى الدعوة لتمثيل منتخب البرازيل بعمر 17 عاما فقط، بعد تألقه مع بالميراس البرازيلي.

على الرغم من كل المؤشرات، والنفي، فإن هنالك أيضا سردية أخرى مغايرة تنسج، مفادها أن كل ما يحدث حاليا هو مجرد تكتيك ملكي، من أجل الضغط على مبابي وحاشيته، لخفض سقف التوقعات المالية، حتى يظفر به الريال بدون متاعب لخزينته، وغرفة تبديلاته.

وأكدت "RMC" الفرنسية أن ريال مدريد مهتم بشدة بضم مبابي، وذلك رغم خبر "كادينا سير" الذي نفى ذلك.

ويراهن الريال على قناعات مبابي بضرورة الرحيل عن سان جيرمان، من أجل مطاردة الألقاب الكبيرة والجوائز الفردية، والتي يبدو أنه سينتظرها طويلا مع سان جيرمان المتذبذب حاليا.