كيف تحول "التوقف الدولي" إلى كابوس لمدربي الأندية؟

يعد ريال مدريد الإسباني الخاسر الأكبر في فترة التوقف الحالي حتى الآن، لخسارته للاعبين مؤثرين هما إدواردو كامافينغا وفينيسيوس جونيور.

وتنفس مدرب ريال مدريد كارلوس أنشيلوتي الصعداء، أخيرا، بعد انسحاب نجمه جود بيلنغهام من معسكر منتخب إنجلترا، حيث تم ضمه رغم غيابه عن آخر مباراتين للفريق.

وبدورها، كانت جماهير توتنهام ومدرب الفريق أنجه بوستيكوغلو، قد مروا بلحظات عصيبة، الخميس، بعد إصابة الكوري الجنوبي سون هيونغ مين خلال مباراة بلاده أمام سنغافورة، لكنه لاحقا طمأنهم على سلامته.

ولا تزال فترة التوقف الدولي مستمرة، في وقت يتمنى فيه جميع المدربين عودة لاعبيهم دون إصابات، لاستكمال الموسم.

لا تكاد فترة توقف دولي تمر دون إصابة كبيرة، إذ كانت الفترة الماضية، كابوسا للاعب الهلال السعودي البرازيلي نيمار، إلى جانب مواطنه كاسيميرو، والمغربي سفيان أمرابط.

وبشكل عام، تعد فترة التوقف الدولي في سبتمبر 2022، واحدة من بين الأسوأ في السنوات الأخيرة، إذ عاد 20 نجما من لاعبي النخبة إلى أنديتهم مصابين بعد مشاركتهم مع منتخباتهم.

وبحسب آس الإسبانية، كان برشلونة الأكثر تضررا، بعدما تعرض 4 من لاعبيه لإصابات خلال هذه الفترة، وهم أراوخو، ديباي، كوندي وفرينكي دي يونغ، فيما فقد ريال مدريد نجمه لوكا مودريتش.

أحد أبرز الأسباب هو اختلاف نمط التدريبات البدنية، لجهة اختلاف الأجهزة التي تشرف على كل من المنتخب والنادي.

هنالك أيضا حالة تتمثل في عدم قناعة الأجهزة الطبية في كل من المنتخبات والأندية، بمنهجية عمل بعضها البعض.

وقد تبدو حالة بلينغهام الأخيرة مثال على ذلك، إذ استدعاه المنتخب الإنكليزي رغم إعلان الجهاز الطبي في ريال مدريد إصابته في الكتف وإبقائه على الدكة، وطلب ساوثغيت مدرب الأسود الثلاثة من جهازه الطبي إجراء فحوص له، وهي التي أثبتت إصابته قبل أن ينسحب من معسكر منتخب إنكلترا.

وأيضا بخصوص إصابة نيمار الأخيرة، كان الطاقم الطبي للهلال السعودي يرغب في أن يجرى نجمه عملية الرباط الصلبي في باريس، لكن الجهاز البرازيلي أوصى بإجرائها في ريو دي جانيرو، وهو أمر وجد قبولا لدى اللاعب.

هنالك أيضا ضغط أكبر في المباريات، لجهة التنافسية العالية على التأهل إلى البطولات الكبيرة، كما يمثل ارتداء قميص المنتخب قيمة مضافة للاعبين، ويشحذ همتهم لبذل المزيد من الجهد.

في 2006، تضامن مدرب أرسنال الإنكليزي مع مدرب ليون الفرنسي الراحل جيرارد هولييه، بخصوص إنهاك مدرب فرنسا رايمون دومينيك للاعبي الأندية.

وبدوره قال فينغر في تصريحات صحافية: "مدربو المنتخبات الوطنية هم مثل لص يأخذ سيارتك من مرآب منزلك دون الاستئذان منك٬ يستخدمها 10 أيام ثم يتركها في أحد الحقول النائية دون وقود، ومن ثم يجب عليك استعادتها، وصيانتها جيدا، وبعد شهر، سيأتي ليأخذها مرة أخرى، في وقت يتوجب عليك أن تكون لطيفا بشأن ذلك".

واستثنى فينغر من هجومه على مدربي المنتخبات الوطنية، وقتها، مدرب إنكلترا سفن غوران أريكسن، الذي طالما كان ينسق معه كل صغيرة وكبيرة بشأن اللاعبين.

أما عن أبرز الأسباب التي تجعل من فترة التوقف الدولي ممقوتة لدى المدربين في الأندية، فهو التغيير في الكثير من الأحيان لأمزجة اللاعبين، فإن عاد اللاعب من دون إصابة، قد يواجه بعض الصعوبات الذهنية، خصوصا إن ترتب على المشاركة مع منتخبه لحظة إحباط، أو خيبة أمل.

وقد يبدو المصري محمد صلاح مثالا على ذلك، إذ عانى بشدة بعد خسارة الفراعنة لكأس أفريقيا في فبراير 2022 أمام السنغال، ثم الإخفاق مرة أخرى أمام نفس المنافس في الصعود إلى مونديال قطر.

وكان مدربه يورغن كلوب قد أكد تأثر صلاح الشديد بالحدثين.

لا تتساهل قوانين الفيفا مع أي تقاعس للاعب عن نداء المنتخب الوطني، إذ تلزم الأندية بإطلاق سراح جميع لاعبيها المستدعين من قبل اتحادات بلادهم، لمنافسات دولية رسمية.

وبالتوازي مع حسمه وتشدده، أصدر فيفا في 2012 قانونا لحماية اللاعبين، وطبقه بداية الاتحاد الأوروبي (يويفا) ورابطة الأندية الأوروبية في بطولة يورو 2012 في أوكرانيا وبولندا.

ولاحقا أجاز فيفا البرنامج ليطبق في جميع المسابقات الوطنية التي ينظمها الفيفا.

ويقوم البرنامج بحسب موقع رابطة الأندية الأوروبية بتعويض الأندية ماليا عن أي إصابة يتعرض لها لاعب مع منتخب في نشاط مقر من الفيفا.

ويخصص فيفا إجمالا نحو 80 مليون يورو من ميزانيته سنويا لتعويض الأندية جراء إصابات لاعبيها.

ويدفع الفيفا ما قيمته 7.5 مليون يورو عن غياب اللاعب (لمدة سنة)، بنحو 20.5 ألف يورو مقابل الغياب عن كل يوم.

وفي حالة إصابة كامافينغا الحالية، والتي ستغيبه لشهرين عن ريال مدريد، يتوقع أن يقوم فيفا بدفع نحو مليون دولار للفريق الملكي.

وبحال كانت الإصابة خطيرة تنهى مسيرة اللاعب، فسيكون على فيفا دفع جميع رواتب اللاعب في عقده مع النادي، لكن دون تعويض النادي.