صلاح.. بطل "ليفربول 2.0" بلا منازع

تصدر محمد صلاح واجهة الأحداث بقوة بعد فوز ليفربول على برينتفورد 3 ـ 0 الأحد في الدوري، ليرفع ليفربول رصيده إلى 27 نقطة في المركز الثاني وبفارق نقطة عن السيتي المتصدر.

وسجل صلاح هدفين ليرفع رصيده التهديفي إلى 200 هدفا مع الأندية الإنكليزية 198 منها بقميص ليفربول، وهدفين مع تشبلسي.

وكذلك، انضم صلاح إلى قائمة مكونة من 3 لاعبين فقط في تاريخ البريمييرليغ قاموا بالمساهمة بتسجيل الأهداف في 15 مباراة متتالية على أرضهم، بعد كل من آلان شيرر 18 مباراة متتالية وتييري هنري 17 مباراة متتالية ثم محمد صلاح 15 مباراة متتالية حتى الآن.

كما بات الفرعون المصري أول لاعب في تاريخ فريق ليفربول يسجل في أول 6 مباريات على أرضه بالبريميرليغ.

وكان صلاح توج أخيرا بجائزة لاعب الشهر في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، للمرة الخامسة على التوالي لينضم إلى قائمة أساطير البريميرلييغ الحاصلين على الجائزة، وهم سيرجيو أغويرو وهاري كين (7 مرات)، ستيفن جيرارد وكريستيانو رونالدو (6 مرات)، وواين روني وروبن فان بيرسي ومحمد صلاح (5 مرات)

وكان صلاح دوّن كذلك رقما جديدا، عندما ساهم بـ 119 هدف خلال 117 مباراة له على ملعب آنفيلد ببطولة الدوري الممتاز، (أحرز 86 هدفا وصنع 32).

ويحتاج صلاح لهدف وحيد، ليدخل قائمة أفضل 10 هدافين في تاريخ البريمييرليغ.

بإخفاقه في الموسم الماضي، ضاعف المهاجم الأوروغواياني داروين نوينز الضغوط على نفسه، وكذا على مدرب يورغن كلوب، الذي جلبه من بنفيكا بنحو 100 مليون يورو، وهو لا يزال بدون خبرات كبيرة.

لكن هذا الموسم، ساعد محم صلاح كل من كلوب والأوروغواياني، بعد أن شكل مع اللأخير ثنائية رائعة.

بإحرازه 10 أهداف في البريمييرليغ، وهدفين من مشاركات متقطعة في الدوري الأوروبي، تكفل صلاح بنسبة 37% من أهداف فريقه هذا الموسم.

ولا يتفوق عليه سوى إيرلينغ المسؤول عن 43% من أهداف السيتي.

وجاءت نجاحات صلاح بفضل تفاهمه الكبير مع داروين نونيز، الي انسجم معه، ليلعب دور دي بروين مع هالاند كممون رئيسي.

ومنذ سبتمبر الماضي، صنع نونيز 7 أهداف لمحمد صلاح، فيما صنع دي بروين في الفترة ذاتها 8 أهداف لهالاند.

وبفضل التفاهم وهذا الدوري الجديد مع صلاح، تخطى نونيز مرحلة الانتقادات، وبدأ في حفر مسيرته مع الفريق.

بعد قبوله تحدي ترميم خط وسط ليفربول بشكل كامل في موسم واحد، وصفت الصحافة الإنكليزية عمل كلوب بأنه شبيه بفكرة (ويب 2.0)، وهو مصطلح يشير إلى مجموعة من التقنيات الجديدة والتطبيقات الشبكية التي أدت إلى تغيير سلوك الشبكة العالمية "الإنترنت".

وساعدت أهداف صلاح وتسجيله المستمر، المدرب كلوب على تطبيق أفكاره على خط الوسط الجديد بقيادة المجري دومينيك سوبوسولاي، والأرجنتيني أليكس ماك أليستر بكل هدوء.

وأكدت ذي اثلتيك مشروع كلوب الحالي قائم أساسا على صلاح، ورأت أن يلعب فيه رأس الرمح طوال الموسمين المقبلين.

الآن، رغم سعادة كلوب بهذه الأرقام للفرعون المصري، فإنه بالمقابل، بدأ يتخوف من أي تطورات في ميركاتو الشتاء.

ومن المتوقع أن يكون صلاح هدفا من جديد لنادي الاتحاد السعودي، والذي سعى إلى التعاقد معه بشدة في الصيف الماضي، لكنه اصطدم بتمسك كلوب الشديد باللاعب.

ورغم تركيز صلاح مع ليفربول، والحديث الآن عن تفكيره في الفوز بالكرة الذهبية العام المقبل، لكن كلوب يخشى من نظرة إدارة ناديه الأميركية، وهي نظرة ستكون اقتصادية بحتة.

وفي علم بزنس كرة القدم، لا يتوجب على أي نادي رفض مبلغ 120 مليون دولار، في لاعب بلغ الـ31 من عمره، مهما كان دوره، وهو امره فعله ريال مدريد مؤخرا مع كاسيميرو.

ويمكن للنادي استثمار المبلغ في أكثر من صفقة للمستقبل، لكن هذا الأمر لا يبدو مقنعا لكلوب، ولا مناسبا لصلاح الذي يمرّ بأفضل حالاته، كما أن خسارته يمكن ان تعيد ليفربول إلى مربع الشكوك مجددا.