"الرباط الصليبي" يزلزل عرش الليغا

الرباط الصليبي هو زوج من الأربطة موجود في الركبة، وهما الرباط الصليبي الأمامي (ACL)، والرباط الصليبي الخلفي (PCL)، ويقوم بربط عظم الفخذ بعظم الساق "الظنبوب".

ويمنع الرباط الصليبي الأمامي عظم الساق من الانزلاق أمام عظم الفخذ، فيما يمنع الرباط الصليبي الخلفي عظم الساق من الانزلاق إلى الوراء تحت عظم الفخذ.

ويحتاج اللاعب لمدة 8 أشهر كاملة للتعافي منه، وفي بعض الأحيان يتسبب في نهاية مسيرة اللاعب، خصوصا إذا أصيب به للمرة الثانية.

يعد شهر أغسطس الماضي الأسوأ في الليغا فيما يخص الرباط الصليبي، إذ أصيب فيه كل من تيبوا كورتوا وإيدير ميليتاو من ريال مدريد، وكذلك لاعب جيرونا جويل روكا.

وكان دافيد سيلفا أول ضحية للرباط الصليبي، عندما أصيب في 19 يوليو، ليعلن لاحقا اعتزاله الكرة، بسبب هذه الإصابة.

وفي أكتوبر الماضي انضم لاعب خيتافي ماورو أرامباري لقائمة المصابين.

وعادت الإصابات لتضرب مجددا بقوة في الشهر الحالي، إذ أصيب في السادس من نوفمبر إلكسندر سيدلار لاعب ألافيس، ويوم 15 الماضي لحق به يرمي بينو لاعب فياريال، وأخيرا غافي، الأحد الماضي.

ورفع النجوم الـ8 قائمة الإصابات النشطة حاليا بالرباط الصليبي إلى 17 حالة، بحسب ما أحصى موقع Sportsgambler.

ومن بين الغائبين القدامى ثنائي أتلتيكو مدريد رينيلدو وفيتولو.

في موسم 2019-2020، سجلت الليغا 9 حالات إصابة بالرباط الصليبي، وكان أبرزهم لاعب ريال مدريد السابق وسان جيرمان حاليا ماركو أسينسيو الذي غاب لمدة 294 يوما.

وفي موسم 2020-2021، تراجع عدد الإصابات إلى 7 إصابات، فيما تراوحت مدة غياباتهم من 180 إلى 190 يوما، وهو نفس معدل الإصابات في الموسم التالي.

لكن الموسم الماضي سجل رقما قياسيا، إذ بلغت الحالات 13 إصابة.

والآن، في 3 أشهر فقط، وصل العدد إلى 8 إصابات، في وقت يبدو فيه مرشحا للزيادة، إذ لا يزال الموسم في بداياته (نظريا).

ولا ينحصر الأمر في الليغا فقط، إذ أحصى موقع كوبي الإسباني 10 إصابات أخرى في دوري الدرجة الثانية الإسباني، ليرتفع عدد إصابات الرباط الصليبي هذا الموسم في إسبانيا إلى 18 إصابة.

بحسب موقع ترانسفير ماركت تبلغ عدد إصابات الرباط الصليبي في الدوري الإنكليزي هذا الموسم 5 إصابات، والمصابون هم (إيفان برسيتش "توتنهام"، ويسلي فوفانا "تشيلسي"، تايرون مينغز وإيميليانو بونديا "أستون فيلا" وجورين تمبر "أرسنال").

وبحسب تيليغراف فإن العدد الحالي هو نفسه للموسم الماضي للإصابات بالرباط الصليبي.

ويشتهر البريمييرليغ على مدى واسع بأنه الدوري الأقوى بدنيا من غيره.

في سياق بحثه عن أسباب الزيادة في عدد حالات الرباط الصليبي في الليغا، رأى موقع Elespanol الإسباني، أن الأمر يتعلق أساسا بضغط المباريات وزيادتها.

وأكد أن مباريات بعض الفرق الكبرى قد تصل إلى 50 مباراة في الموسم، لتعدد البطولات وتوسعها.

وأورد الموقع في هذا السياق، توسع السوبر الإسباني من مباراة واحدة إلى بطولة رباعية، فيما سيحدث الأمر ذاته مع دوري الأبطال الموسم المقبل، إلى جانب ضغط التوقف الدوري، وبطولة دوري الأمم الأوروبية للمنتخبات ذات التقويم الطويل على وجه التحديد.

ونوه الموقع كذلك بزيادة وقت اللعب في الليغا، التي تعتبر ثاني بطولة أوروبية في زيادة زمن اللعب بنحو 100 دقيقة، بإضافة وقت بديل بنحو 12.5 دقية للمباراة الواحدة.

"كلما زاد عدد المباريات، تعرض النجوم لضغط زائد.. هذا الحمل البدني الزائد، يتسبب بلا شك في إصابات بالقطع الصليبي"، هكذا علق خبير العلاج الطبيعي خافيير مونياين للموقع الإسباني.

ومن جهة أخرى، نقل موقع elespanol تحذيرات طبيب اللاعبين الإسباني الشهير بيدرو لويس بيرول من مغبة الإنهاك البدني للاعبين، وأثره الواضح على تعرضهم لإصابات الرباط الصليبي.

على الرغم من حالة القناعة شبه التامة في إسبانيا بتأثير ضغط المباريات، وهي رواية تتسق مع غالبية التحليلات الأخرى، فإن تيليغراف البريطانية نقلت تصريحا مثيرا لمستشار جراحة الركبة البريطاني ساكيت تيبرويل، نسف فيها هذه الفرضية.

وقال تيبرويل: "إصابات الرباط الصليبي ليست مرتبطة تماما بالتعب والإجهاد".

وأضاف: "من خلال رصدنا وجدنا غالبية الإصابات به تحدث في أوقات في الشوط الأول أكثر منه في الثاني، بجانب حدوثها في بداية الموسم".

وأكد تيبرويل أن السبب الحقيقي للإصابة بالقطع في الرباط الصليبي، يبقي مبهما، مشيرا إلى أن مجموعة من المختصين يعملون بتنسيق من أجل جمع أكبر قدر من البيانات بهدف الوصول إلى السبب الرئيسي للإصابة.

يذكر أن إصابة غافي الأخير حدثت في الدقيقة 26 من زمن المباراة.

وعن الحلول، رأى خبير العلاج الطبيعي خافيير مونياين، أن الأمر بيد اللاعبين، إذ يجب عليهم إخبار المعدين البدنيين بحال شعورهم بأي إرهاق، إذ أكد أن الأندية والمنتخبات يصعب عليها إجراء اختبارات شامة بشكل راتب، مثل تلك التي تحدث في بداية الموسم.