خوفا من الشبح.. "لغز" غولر يزعج ريال مدريد

ما أن أكمل ريال مدريد تعاقده مع أردا غولر ابن الـ18 عاما في يوليو الماضي مقابل 20 مليون يورو قادما من فنربخشة التركي، حتى ارتفع سقف التوقعات، والذي تلخص في حتمية حصول ريال مدريد أخيرا على "ميسي الريال".

وضاعف من الفرحة الملكية تفوقهم على برشلونة الذي كان قريبا من التعاقد مع اللاعب الشاب، لكن 3 ملايين يورو حرمته منه، إذ قدم الفريق الكاتالوني لفنربخشة 17 مليون يورو فقط.

وبعد وصوله إلى الريال وفي تدريباته الأولى، أكد غولر أحقيته بالرهان عليه، إذ كشف عن مهارات غير مسبوقة.

لكن ذلك لم يستمر سوى أيام قلائل، لتباغت اللاعب إصابة في غضروف الركبة اليمنى في الجولة الصيفية للريال في الولايات المتحدة.

وفي منتصف أغسطس خضع غولر لعملية جراحية في الغضروف، ليبدأ بعدها مرحلة التأهيل.

وأكمل غولر مرحلة التعافي، ليدخل قائمة الريال لأول مرة، عندما وضعه أنشيلوتي في مواجهة لاس بالماس نهاية سبتمبر الماضي، لكن بمجرد إعلان أنشيلوتي ذلك، أكدت تقارير إصابة غولر مجددا في الفخذ الأيمن.

ولاحقا تأكد ذلك، وأُعلن غيابه لمدة 3 إلى 4 أسابيع.

وانقضت المهملة، بحسب آس، مطلع الشهر الجاري، ليعاود غولر التدريبات تدريجيا، لكن أنشيلوتي رأى ضرورة عدم المخاطرة به أمام رايو فايكانو.

ويبدو أن الإيطالي كان محقا، إذ جاءت المباراة عنيفة، تعرض خلالها نجمه الأول جود بيلينغهام إلى الإصابة.

وشكلت مباراة براغا البرتغالي فرصة مناسبة لأنشيلوتي لمنح الفرصة للاعب التركي، خصوصا وأن الريال يخوضها بعيدا عن الضغوط، لتصدره مجموعته في الأبطال، في وقت ظهر فيه غولر خلال التدريبات.

لكن مرة أخرى كان الحظ العاثر للموهبة التركية بالمرصاد، إذ أصيب قبل المباراة بتمزق في العضلة الرباعية اليمنى، وهي الإصابة الثالثة في القدم اليمنى للاعب.

تسببت الانتكاسات المستمرة للموهبة التركية في ضغوط جماهيرية على ريال مدريد، إذ مع كل مرة يتأهب فيها أنصار الفريق لمشاهدة النجم الموهوب، يتعرض لانتكاسة جديدة.

وبدورها، صدرّت إدارة النادي هذه الضغوط إلى الطاقم الطبي، واضعة خطوط عريضة حول تعرض اللاعب لـ3 إصابات طويلة في نفس المنطقة تقريبا.

ونتيجة لذلك، أطاح ريال مدريد بطبيبه ومدير الطاقم الطبي الكرواتي نيكو مهيتيش، بحسب صحيفة آس.

وكانت السبب المباشر هو إخفاق الطبيب الذي انضم للريال في 2017، في السيطرة على إصابة غولر، ومنعها من التفاقم.

ولاحقا عين ريال مدريد الطبيب فيليبي سيغورا خليفة للكراوتي، ويراهن النادي الآن على إمكانات سيغورا خريج كلية الطب في غرناطة لضمان حفاظ أكبر على غولر وأمثاله.

وكانت تقارير أكدت أن الطبيب الكرواتي، نصحه بعض مساعديه بإجراء عملية لغولر بمجرد وصوله إلى الريال، لإنهاء مشكلة قديمة في القدم اليمنى، لكنه فضل العلاج، والسماح له بالتدريبات، قبل أن يصاب بالغضروف الإنسي، وتتوالى بعدها الإصابات.

في المؤتمر الصحافي لمباراة فالنسيا التي فاز بها الريال 5 – 1 في الجولة قبل الماضية من الليغا، تطرق أنشيلوتي لوضع غولر، وقال: "لسوء الحظ تعرض لانتكاسة قبل مباراة براغا، لكن الوضع ليس خطيرا. نعم اللاعب يشعر بالإكتئاب، لكن ذلك مردّه صغر سنه، ورغبته باللعب والمساهمة مع الفريق".

وحاول أنشيلوتي إرسال عدد من الرسائل إلى غولر، بداية من مباراة براغا، حيث جلس معه على الدكة وحاول مواساته، قبل تذكيره بأنه (أنشيلوتي) مر بنفس الموقف، عندما غاب لمدة موسمين بسبب الإصابة، وكان وقتها في الـ 21 من عمره، قبل أن يعود ويتوج بالألقاب.

وبمجرد حديثه عن إحباط اللاعب الشاب الحالي، فإن المخاوف تزداد، إذ يشكل الجانب النفسي في مثل هذه الإصابة عاملا مهما في التعافي منها، وبالمثل استمرار الوقوع في مستنقعها.

وهنا تبدو تجربة البلجيكي إدين هازراد ماثلة للعيان، إذ وصل البلجيكي إلى الريال، وسط توقعات كبيرة، لكنه تحت الضغوط تعرض لسلسة إصابات، لينتهي به المقام لاعبا مهمشا، قبل أن يعتزل مؤخرا.

بالنسبة لغولر، يبدو أن تغنى الصحافة واللاعبين الكبار في الريال بموهبته، قد ضاعف عليه الضغوط، ليدخل في دوامة الإصابات.

وفي الموسم الماضي خاض غولر 35 مباراة مع فنربخشة بدون أي مشاكل، لكنه بمجرد ظهوره في الريال بدأ يعاني، في وقت رأت فيه الإدارة الطبية أن الإصابة قديمة.

وغاب غولر حتى الآن عن 16 مباراة للريال، 12 في الليغا و4 في الأبطال.

لخصت صحيفة ماركا الإسبانية إستراتيجية ريال مدريد في التعامل مع غولر في عبارتين "لا موعد محدد، لا ضغوط" في إشارة إلى رغبة النادي عدم الاستعجال في عودته.

وسيكون كل التركيز الآن على تعافيه الكامل، إلى جانب التوصل إلى السبب الحقيقي للإصابة في القدم اليمنى، لحله بشكل جذري، مع إتاحة الفرصة له للتعافي وبناء كتلة عضلية يبدو أنه بحاجة إليها من أجل تحمل التدريبات البدنية في النادي.

وبحسب موعد عودته، سيكون غولر جاهزا بحلول السبت 2 ديسمبر، لكن من الممكن أن يحتفظ به أنشيلوتي احتياطيا لجولتين، قبل أن يدفع به في نهاية العام.

وبشكل عام لم تتغير نظرة الإدارة في اللاعب، والذي يراهن عليه الريال كثيرا، ليكون جوهرة تضيف للفريق شيئا من الفنون والمهارات التي يعشقها جمهور كرة القدم.