"""إيفاب"" الحاكم الفعلي لكرة القدم.. ماذا نعرف عنه؟"

في مختصر تعريفه لنفسه، يقول الموقع الرسمي لـ"إيفاب" إن المجلس بدأ بمسودة قوانين لإدارة لعبة كرة القدم تم وضعها في إنكلترا في عام 1863.

وفي 1886، تم تشكيل المجلس الدولي لكرة القدم "إيفاب" بشكله الحالي، وذلك من قبل 4 اتحادات بريطانيا، لدول كل من "إنكلترا، سكتلندا، ويلز وإيرلندا الشمالية"، لتكون مهمته تطوير قوانين اللعبة والحفاظ عليها.

وفي 1913، انضم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للمجلس، ليضيف له 207 اتحادا هم قوام أعضائه.

وفي 2014، تم تسجيل المجلس كهيئة مستقلة ماليا وإداريا ولها مقر ثابت، لتواصل في نهجها القديم.

ومنذ 2016، باتت لها السلطة المطلقة في إجازة ومنح كل ما يتعلق باللعبة، إلى جانب مراجعة قوانينها.

بحسب التايمز البريطانية، فإن الاتحادات الأربعة المؤسسة استفادت من دورها التاريخي، لتحتفظ بأربعة أصوات (صوت لكل اتحاد) داخل المجلس، فيما يمتلك الفيفا ببقية أعضائه 4 أصوات.

ويحتاج تمرير قانون جديد أو أي تعديل لـ6 أصوات، ما يعني إن فيفا لا يمتلك السلطة المطلقة في فيما يتعلق بشؤون كرة القدم الفنية، لينحصر جبروته في إدارتها ونشرها عالميا.

ومنحت هذه الآلية "إيفاب" سلطات قوية، إذ يعد المجلس هو الوحيد القادر على الوقوف في وجه الفيفا، وظهر هذا الأمر بشكل جلي بعد إيقافه قرار المدير التقني السابق للفيفا الهولندي ماركو فان باستن بإلغاء قاعدة التسلل بشكل كامل من كرة القدم، وذلك في 2017.

وظل فان باستن حتى هذه اللحظة مصرا على مقترحه الذي كان مسنودا على الأرجح من رئيس فيفا الحالي جياني إنفانتينو، لكن "إيفاب" استغل سطوته ونسف الفكرة.

بعد وصول السويسري سيب بلاتر لسدة رئاسة فيفا في 1998، خلفا للبرازيلي الراحل هافيلانغ، وعد بتحويل الوحش الاقتصادي بمصطلح "هافيلانغ" إلى دجاجة تبيض ذهبا، وكان يعول على إجراء المزيد من التغييرات الجوهرية.

وسرعان ما اصطدم بلاتر بقوة "إيفاب"، ليبدأ في الهجوم على المكاسب التاريخية للاتحادات البريطانية الأربعة.

وعندما فشله في إحداث تغيير في بنية المجلس، دخل السويسري في صدام مع الاتحاد الإنكليزي، وحوله إلى جزيرة معزولة منذ 2008، موعد بداية الخلافات معه، وحتى موعد رحيله في 2015.

وضغط بلاتر بشدة على أن يقام اجتماع "إيفاب" كل 4 أعوام تزامنا مع المونديال، لتكون مهمته مراجعة القوانين وإجازة المقترحات المقدمة من فيفا، لكن ذلك لم يحدث أيضا.

وفي خضم الصراع والجدل، تم إجراء تغييرات في طريقة عمل إيفاب 2013، وذلك بتوسيع المشاركين في المجلس، بضم هيئ استشارية من قدامي اللاعبين والمدربين والحكام، لكن طريقة التصويت لم تتغير حاليا، رغم تأثرها بشكل كبير بالنقاشات التي تدور حول أمر ما.

وأفادت هذه التغيرات المجلس بشكل عام، إذ أصبح المجلس أكثر تدقيقا وصرامة في إجازة تغييرات في اللعبة.

ويتذكر المدير التنفيذي للاتحاد الإنكليزي أليكس هورن كيف طلب المجلس من الأمين العام ليويفا السابق الفرنسي جيروم فالك بتأجيل اعتماد (الفوم) أو الرغوة البيضاء التي يرسم به الحكم خطوطا في الملعب، وذلك بعد أن جربه على سجادة الاجتماع وبقي دون التلاشي لمدة 30 دقيقة، ليتم تجويده من قبل المصنعين، واعتماده لاحقا.

بسبب ما يثيره حاليا من جدل في عالم كرة القدم، يعتبر (الفار) هو أحدث قرار على الأرجح في تاريخ اللعبة، كما يعد نقطة تحول من حقبة الكرة القديمة إلى الحديثة التي تلعب في عصر التكنولوجيا.

وفي 1925، كان "إيفاب" في قلب الحدث، عندما أجرى تعديلا تاريخيا على قاعدة التسلل بأن جعله أكثر مرونة، وذلك بتقليل عدد اللاعبين أمام المهاجم من 3 إلى لاعبين اثنين فقط.

وفي 1990 أكمل الثورة عند اعتباره اللاعب الموجود على نفس الخط مع ثاني آخر مدافع أو مدافعين غير متسللا، وهو الذي يجري به العمل حاليا.

وفي 1992 أيضا قام "إيفاب" بمنع حراس المرمى من المسك بالكرة المُمررة إليهم بالقدم من قبل زملائهم في نفس الفريق.

يتكون مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم من مجلس إدارة مصغر يضم رؤساء الاتحادات البريطاينة الأربعة، والأمين العام للفيفا.

وإلى جانبهم، تتواجد هيئة استشارية، تتكون من رئيس لجنة الحكام في الفيفا (كولينا)، والمدير التقني (أرسين فينغر)، إلى جانب ممثلين للاتحادات القارية الأعضاء في فيفا، ومقعد في نقابة اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو).

وهنالك هيئات تقنية واستشارية وإدرية مصغرة.

ويبلغ إجمالي من يحق لهم حضور اجتماعات المجلس 41 شخصا، وينعقد في جمعه العام بحضور رئيس الفيفا.