هل يتضرر رونالدو من "قضية العملات المشفرة"؟

أودع 3 أشخاص أمام محكمة مختصة في فلوريدا الأميركية دعوى قضائية تضم 130 صفحة، يتهمون فيها النجم البرتغالي رونالدو بالتسبب في تكبدهم لخسائر مالية كبيرة.

وبحسب موقع ذا أثلتيك، انطلقت الدعوة من عبارة سعى رونالدو عبرها توصيف شراكته مع بينانس، إذ كتب عنها على موقعه الشخصي: "أنا أعمل مع العلامات التجارية التي أؤمن بها".

يزعم أصحاب الدعوى القضائية، أن رونالدو بهذه العبارة قد ساهم في تضليلهم، إذ إنه منح منصة بينانس ككل صفة الأمان، في وقت كان يتوجب عليه حصر ثقته وإيمانه في الرموز غير قابلة للاستبدال التي تحمل اسمه فقط.

وبحسبهم، فإنهم وغيرهم، انطلقوا من هذه الثقة ليرموا بثقلهم في الاستثمار بجميع العلامات المشفرة التي تحمل اسم منصة بينانس، لكنهم اكتشفوا لاحقا أن بعض الأوراق المالية المشفرة التي اشتروها غير مسجلة.

ورأوا في الدعوى، أن رونالدو كان يجب عليه أن يعي ذلك، أو يعتبر متورطا مع بينانس، ليعلنوا بذلك مطالبتهم للنجم البرتغالي بدفع تعويضات بقيمة مليار دولار لهم.

جاء في عريضة الاتهام الرئيسة ضد رونالدو ما يلي: "من خلال عروضه الترويجية على وسائل التواصل الاجتماعي، ومجموعته الخاصة من الرموز غير قابلة للاستبدال (NFTs)، والأنشطة الإعلانية الأخرى، شارك السيد رونالدو بشكل شخصي منصة بينانس وساعدها في بيع الأوراق المالية غير المسجلة".

ومن جهتها، تقول هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية إن الأصول مثل العملات المشفرة يمكن اعتبارها "أوراقا مالية"، أي أنها أصول مالية قابلة للتداول وفقا للقانون.

ووفقا لذلك، يجب على منصات تداول العملات المشفرة، تسجيل جميع أصولها، وهو ما لا يحدث مع بعض الرموز في بينانس.

وبدورهم، حملّ من تكبدوا الخسائر المسؤولية لرونالدو وليس المنصة، باعتبار أنه من ألهمهم عبر الترويج لبينانس بالإقبال على منتجاتها دون التحري.

يذكر أن منصة بينانس كانت مثار جدل مؤخرا، بعد اعتراف مؤسسها تشانغبينج تشاو، بتورطه في انتهاك قانون مكافحة غسيل الأموال في دعوى رفعتها وزارة العدل الأمريكية، وطالبت بتسوية بقيمة 4.3 مليارات دولار.

بحسب جيما فليتوود المحامية المتخصصة في الأصول الرقمية، فإن القضاء سيقوم الآن بدراسة الدعوى، قبل أن يمنح فرصة لرونالدو للرد على الاتهامات.

وأوضحت فليتوود: "من المرجح أن يناقش رونالدو مع مستشاريه القانونيين، الدعوى بشكل عام، ومدى وقوفها على سند قانوني، ليرتبوا سيناريوهات التعامل، وما إذا كانت هنالك حاجة لعرض تسوية للقضية".

واستطردت: "لكن، نظرا إلى ضخامة التعويضات المطلوبة، سيكون من الصعب، على الأرجح، عمل تسوية مبكرة للقضية، ما يرجح وصولها إلى محاكمة حيث سيطلب القضاء من الأطراف تقديم أدلة علنية في القضية".

لم يكن رونالدو الوحيد من نجوم الرياضة الذي يتم اتهامه من قبل متداولين بتسببهم في تضليلهم، إذ سبقه إلى ذلك أسطورة كرة السلة الأميركية شاكيل أونيل.

وكان أونيل النجم السابق لفريق لوس أنجلوس ليكرز للسلة، اتهم في قضيتين مشابهتين لما يواجهه رونالدو الآن، بالترويج لمنصة "إف تي إكس" للعملات المشفرة.

وواجه أونيل تلك الاتهامات في يناير من العام الجاري، ما أضطره للاختباء مدة في منزله بتكساس، خصوصا عند تشعب القضية، ومصادرة مبلغ 600 مليون دولار من حساب رئيس منصة "إف تي إكس" بانكمان فرايد.

وبدوره، كان أسطورة الملاكمة الأميركي فلويد مايويذر عرضة لاتهامات مماثلة مع دي جي خالد، قبل أن يقوم كل منهما بدفع تسوية مالية قدرها 750 ألف دولار للتخلص من القضية.

يذكر أن رونالدو نجح في وقت سابق في 2019 في إنجاز تسوية بـ375 مليون دولار، لغلق قضية اتهامات له بالاغتصاب في أميركا بالذات.