هل يُنهي "الطيارون" أزمة التحكيم الإنكليزية؟

بعد الخطأ القاتل من حكام غرفة الفار وحكم الوسط، والذي حرم ليفربول من هدف صحيح في مرمى توتنهام، طلب ليفربول من هيئة الحكام نشر المحادثة التي جرت بين غرفة الفار وحكم الساحة.

واستجابت الهيئة ونشرت المحادثة في الغرفة، والتي تبين أن الفار لم يكن مخطئا، وإنما السبب هو عدم التفاهم بين سايمون هوبر وحكم الفار دارين إنغلاند ومساعده دان كوك.

وألغى حكم الساحة الهدف بحجة التسلل، ليطلب مراجعته، لكن الفار فهم أن الحكم احتسب الهدف وطلب تثبيته، ليشير له بأن المراجعة تمت، وهنا اعتبرها الحكم تأكيدا على تسلل اللاعب، ليواصل في إلغاء الهدف.

ودفعت هذه المحادثة والخطأ التواصلي فيها الحكم الدولي السابق هوارد ويب للاستعانة بمدربين اثنين من الخطوط الجوية البريطانية، لتعليم الحكام أسس التواصل السليم داخل الملعب.

بحسب التايمز البريطانية، فإن العلاقة تنحصر في طريقة التواصل، إذ يكون الطيار في حالة تواصل مستمر مع غرفة التحكم في المطارات وطاقم الضيافة في الطائرة، وهو أمر مماثل لما يتم بين الحكم وغرفة الفار عبر جهاز الراديو اللاسلكي.

ولاحظ الطياران في الخطوط الجوية البريطانية كريس هيفين وبيتي ناتراج، اللذان دربا الحكام، أزمة في التواصل بين غرفة الفار والحكام في البريمييرليغ، ليركزا على ضرورة التوضيح واستخدام أقل عدد من الكلمات.

وطلب هيفين وناتراج من الحكام الذين حضروا الدورة، عدم استخدام مصطلحات جانبية، مثل ما حدث في المحادثة الخاصة بهدف دياز، مثل: "عمل جيد يا رفاق، دعني أرى، امنحني خطا ثانيا على قدم اللاعب، وتمت المراجعة".

وطلبا أيضا الاستخدام الكامل للأسماء للمزيد من التوضيح، أي نطق أوليفر بدلا عن "أولي".

أوصى الطياران باختصار الكلام، ليكون كل ما يقال مهما وواضحا ويتعلق بالحادثة في الملعب فقط، إلى جانب الهدوء الكامل لحظة الفحص.

وفي عالم الطيران يتم تدريب الطيارين على التركيز، إذ يقومون بربط اللاسلكي الخاص بهم مع عدد من المحطات داخل المطار، (من حمالين، وفنيين وأفراد سلامة)، وذلك لتعليم الطيار مهارة التركيز مع جهة واحدة فقط وهي غرف التحكم داخل المطارات، في وقت يلتزم فيه العاملون بالغرفة على اختصار الحديث، والتكلم بالمفيد فقط.

لم يكتف هوارد ويب بخبرات الطيارين، إذ ذهب في اتجاه جديد كليا، وذلك بالإعلان عن مشروع جديد، يتم من خلالها حكام من أصحاب الشأن.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة ذا صن البريطانية، أن هوارد ويب أطلق مشروعا لاستقطاب 12 نجما معتزلا في البريمييرليغ، لتأهيلهم ضمن مشروع عاجل ليصبحوا حكاما في الهيئة، وذلك لمعرفتهم الكبيرة بخفايا الساحرة المستديرة، وعوالم المستطيل الأخير.

ويعد المشروع بحسب الصحيفة رائدا، فيما أبدى عدد من نجوم اللعبة في إنكلترا سابقا اهتمامه به.

ووفقا للصحيفة، فإن هوارد ويب يدرس أيضا الاستعانة بتقنيات جديدة تغطى الملعب كاملا، لرصد حركة اللاعبين والكرات. لمساعدة الفار لضبط كل صغيرة وكبيرة داخل الملعب.

في مطلع الشهر الجاري، كان الفار وسط عاصفة الانتقادات مجددا، وهذه المرة من أرسنال ومدربه أرتيتا، بسبب ما اعتبروه ظلما من الفار تسبب في خسارتهم أمام نيوكاسل بهدف.

وفي لقطة غريبة، كان هدف أنتوني غوردون لاعب نيوكاسل محاطا بثلاث شبهات في لقطة واحدة، الأولى خروج الكرة من الملعب، والثانية ارتكاب لاعب نيوكاسل جويلينغتون خطأ ضد مدافع أرسنال غابرييل، ثم تسلل غوردون مسجل الهدف، لكن الفار أقر الهدف

وبعد الجدل والاخطاء السابقة انتظمت حملة في الإعلام الإنكليزي للمطالبة بإلغاء الفار تماما، وكان أرتيتا مؤيدا لذلك.

لكن استطلاع رأي حديث أجرته التايمز البريطانية، وجد أن نحو 79% من الجماهير تؤيد استمرار الفار في البطولة، لكن بشرط إجراء تعديلات عليه.

وربما دفعت نتيجة هذا الاستطلاع هوارد للقيام بهذه الخطوة الجريئة، فهل تؤتي ثمارها ويتوقف سيل الانتقادات على الحكام الإنكليز؟