سانتوس يُضيع إرث بيليه

تقول حكايات وسياقات تأسيس نادي سانتوس أنه خرج من رحم كرة القدم وانضم إليها، إذ نبعت فكرة إنشائه من مبادرة لـ3 مشجعين لكرة القدم، وهم رايموندو ماركيز، وماريو فيراز دي كامبوس، وأرجيميرو دي سوزا جونيور، ليختاروا تسميته على نفس المدينة، وكان ذلك في 14 أبريل 1992.

ومنذ ميلاده بدا سانتوس مهتما بتقديم كرة مشبعة بالفنون والمتعة، وأصبح في العرف الرياضي البرازيلي يرمز للكرة الجميلة أو ما تسمي في البرازيل "جوجو بينتو".

في سياق تطوره الطبيعي، تعتبر لحظة انضمام الأسطورة بيليه للنادي في 1956 الأهم في مسيرته على الإطلاق، إذ حمله الجوهرة السوداء إلى أفق البطولات الكبيرة.

ودشّن بيليه حقبة الألقاب، بلقبي دوري باوليستا في 1958 و1961، قبل أن يقوده للفوز بلقب الدوري البرازيلي في 1961، بل، والهمينة عليه لـ5 أعوام متتالية.

وكان عام 1962 عاما للتاريخ، عندما بات سانتوس رفقة بيليه أول نادي في العالم يتوج بالثلاثية (كوبا ليبرتادوريس، والدوري المحلي، وكأس باوليستا).

وبلغ إجمالي ألقاب الأسطورة بيليه مع سانتوس منذ 1956 وحتى 1974 عدد 25 لقبا، بما فيها لقب الكوباليبرتادوريس عام 1962 و1963 على التوالي، ولقبين مثلمهما في كأس إنتركونتينينتال (مونديال الأندية حاليا) في نفس الأعوام.

ويمثل ما حققه بيليه لسانتوس أكثر من نصف ألقابه التي حققها طوال مسيرته، والبالغة 47 لقبا.

من جهة أخرى، لم يطو سانتوس صُحفه على بيليه، وإنما واصل اكتشاف النجوم، إذ قدم للكرة العالمية النجم نيمار دا سليفا الذي قاده للفوز بكوبا ليبرتادوريس في 2011، قبل أن ينضم بعدها إلى برشلونة الإسباني.

ومر عبر النادي كذلك لاعب ريال مدريد الحالي رودريغو غوس، وقبله روبينيو لاعب الريال وأندية أوروبية عدة، وغيرهم.

على الرغم من بعد المسافة واختلاف التوقيت، فإن سانتوس يمتلك الكثير من الشهرة في الوطن العربي، وهو أمر ساهم فيه بشكل خاص أسطورة كرة القدم والفريق بيليه.

وبعد أن وضع سانتوس على طريق الأندية العظيمة بفضل إنجازاته معه، والتي تزامنت مع إنجازات أعظم له مع البرازيل حيث التتويج بالمونديال 3 مرات (1958، 1962 و1970)، انخرط بيليه رفقة سانتوس في زيارات متعددة إلى المنطقة العربية.

وكانت أول زيارة لسانتوس وبيليه إلى المملكة العربية السعودية، في 1971، ولعب مباراة مع منتخب السعودية فاز بها سانتوس بثلاثية نظيفة.

وفي نفس العام زار سانتوس أيضا البحرين وانتصر وديا على منتخبها 7 ـ 1.

وفي 1972 وصل سانتوس وبيليه إلى القاهرة لمواجهة الأهلي المصري وديا، وفاز سانتوس بخماسية نظيفة.

وفي مطلع 1973، عاد سانتوس مع بيليه إلى المنطقة، وسجل زيارة أولى إلى الكويت في 12 فبراير.

وتعادل سانتوس خلالها وديا مع فريق القادسية (1 ـ 1) في مباراة جرت بثانوية الشويخ.

وفي العام نفسه زار سانتوس قطر، ولعب مباراة مع الأهلي القطري.

وفي فبراير أيضا، سجل سانتوس زيارة إلى السودان، ولعب أمام الهلال السوداني وفاز عليه بصعوبة بهدف نظيف.

وفي تلك المباراة، تتداول الذاكرة السودانية حكاية مدافع الهلال محمد علي الجاك الشهير بـ"شواطين"، والذي حرم الجماهير من الاستمتاع وأهدافه،، إذ فرض عليه رقابة لصيقة، حتى أنه أوصله إلى خط الخروج من الملعب لحظة استبداله.

وفي عام 1976، زار بيليه وسانتوس المغرب، ولعبوا مباراة ودية مع فريق مكون من نجوم الوداد والرجاء.

واسهمت هذه الزيارات، في ترسيخ مكانة سانتوس عربيا، ليحزن خبر هبوطه الكثيرين، خصوصا من شهدوا تلك الحقبة وكانوا في فترة صباهم الأولى.

أكثر ما يؤلم في هبوط سانتوس هو سقوطه من القائمة الذهبية للأندية البرازيلية، إذ تعد هذه المرة الأولى التي يهبط في نادي سانتوس طوال تاريخه.

وبحسب موقع سي بي إس بات سانتوس الآن خارج القائمة التي كان يتواجد ضمنها مع ناديي فلامنغو ساو باولو البرازيليين.

وكان الثلاثي يصنف ضمن أندية عالمية لم تختبر مرارة الهبوط طوال تاريخها، مثل الريال وأثلتيك بيلباو وبرشلونة في إسبانيا، و أرسنال وتشيلسي وإيفرتون وليفربول ومانشستر يونايتد وتوتنهام في إنكلترا.

عدد موقع torcedores البرازيلي أكثر من سبب لهبوط نادي سنتوس إلى الدرجة الثانية، ورأى أن مجلس الإدارة يمتلك نصيب الأسد فيها.

وعانى سانتوس هذا الموسم عدم استقرار فني مريع، إذ تعاقب عليه تدريبه 4 مدربين في موسم واحد، وهم، أودير هيلمان، أولو تورا، دييجو أغيري ومارسيلو فرنانديز، هذا بالإضافة إلى كلاوديوميرو الذي تولي مهمة تدريب مؤقتة في النادي.

وهنالك سبب أخر ومهم، هو معاناة النادي من ديون متراكمة، بلغت بحسب الموقع نحو 700 مليون ريال برازيلي ( 143 مليون دولار)، وهو ما أضطر النادي لبيع عدد من نجومه، ولا يزال يتوج عليه المزيد هذا الصيف، لتبدو مهمة عودته للأضواء محل شك كبير.