ما سبب عزوف جماهير برشلونة عن مباريات المونتجويك؟

على الرغم من الدهشة التي تعتلي وجوه البعض حاليا، فإن المتابع للمشهد في نادي برشلونة عن قرب قد يجد الأمر متوقعا نوعا ما.

في أبريل الماضي، وعندما كان برشلونة يسير بخطى واثقة نحو استعادة عرش الليغا، وهو ما تحقق بالفعل، التفت رئيس النادي خوان لابورتا إلى الماضي، ليجد أزمة مالية بسبب الديون التي تقترب من المليار يورو. لكن المستقبل بدا أمامه واعدا في ظل وجود نجوم صغار وفريق نجح في حسم اللقب مبكرا، ليقرر زيادة في التذاكر الموسمية بنسبة تتراوح بين 30 و40%.

بعد شهر فقط، عاد ليعلن عن تخفيض كبير في سعرها بسبب عزوف الجماهير عن تفعيل اشتراكهم.

وحتى بعد التخفيض لم يجدد سوى 17552 ألف مشجع اشتراكهم في التذاكر الموسمية، في وقت كان لدى النادي 80274 ألفا يحملون تذاكر كامب نو الموسمية.

وقبل بداية الدوري، خصص النادي 27385 مقعدا في المنتجويك، 17552 ألفا منها لحاملي التذاكر والبقية للبيع قبل المباريات.

بنظرة على الحضور الجماهيري للبرسا هذا الموسم، سجلت مباراة أتلتيكو مدريد أقل عدد من المشجعين، بلغ 34568 متفرجا، على الرغم من لعبها في يوم عطلة.

بشكل عام تراوح الحضور الجماهيري لبرشلونة هذا الموسم على أرضه بين 40 إلى 43 ألف متفرج، لتتبقى على الدوام الآلاف من المقاعد الفارغة.

يعد الكلاسيكو مع ريال مدريد هو الاستثناء الوحيد، إذ ساند برشلونة فيه 50112 متفرجا، رغم خسارته بهدفين مقابل هدف في الـ28 من أكتوبر الماضي.

حلت مباراة برشلونة أمام ريال بيتيس في المركز الثاني لأكثر المباريات من حيث الحضور الجماهير، إذ بلغ العدد 45055 مشجعا.

سجلت مباراة ألافيس في 12 نوفمبر الماضي ثاني أقل حضور جماهيري بعد مباراة أتلتيكو مدريد بـ28183، وحلت بعدها مباراة أتلتيك بيلباو بـ38194 متفرجا.

بحسب صحيفة إلموندو الإسبانية، فإن هناك الكثير من المشاكل التي يواجهها الجمهور الراغب في الذهاب إلى ملعب المنتجويك.

يأتي موقع الملعب على رأس قائمة الأسباب، باعتبار أن المنتجويك الذي يقع في منطقة سان جوان ديسبي غربي مدينة برشلونة لا يتوفر على مواقف سيارات للجماهير.

ويتعين على الجماهير إيقاف سيارتهم بالقرب من شارع غران فيا الشهير، ثم الاختيار بين 3 طرق للوصول للملعب، إما ركوب حافلات التوصيل المخصصة، أو الدراجات الهوائية، أو السير على الأقدام.

ويستغرق الذهاب عبر الحافلات من مواقف السيارات نحو 30 دقيقة، فيما يحتاج الذهاب بدراجة نارية نحو 20 دقيقة من المواقف، أما في حال فضل المشجع الذهاب سيرا على الأقدام فسيحتاج إلى 47 دقيقة، وسيكون عليه استخدام سلالم كهربائية أو تسلق الأدراج التقليدية، بسبب تضاريس المدينة.

وهنالك أزمة أخرى، تتمثل في الخروج من الملعب، إذ بحسب الصحيفة يندر عدم مشاهدة طوابير انتظار طويلة لحظة نهاية المباريات، على الرغم من أن الأعداد الحالية ليست كبيرة.

وقال المصدر إن هناك مشكلة هندسية أيضا، تتعلق بتصميم المونتجويك، الذي تم بناؤه في عام 1929، وهي معاناة أصحاب 5 آلاف مقعد لعدم رؤية الملعب بالكامل، في حين يتمتع نحو 49 ألف متفرج برؤية شاملة لكل جنبات الملعب، وما يدور بداخله.

أشارت إلموندو كذلك إلى مشكلة أخرى، وهي تعود الجماهير وحتى الفريق على كامب نو، بكل تفاصيله.

وبدوره، يبدو الملعب الأولمبي لويس كومبانيس (المنتجويك) معزولا، إذ لا توجد أي مبان بالقرب منه، فضلا عن أنه يحتوي على طابقين فقط، وهو ما تسبب في نفور الجماهير، إضافة إلى درجة البرودة العالية التي تنتج جراء ذلك.

هناك أمر آخر، وهو نظام (إجلاس الجماهير) إذ يطلب الملعب من أصحاب التذاكر والراغبين من الحضور تأكيد حضورهم قبل 6 أيام من المباراة، وإلا سيتم التصرف في مقاعدهم، كما لا توجد مقاعد مرقمة بالنسبة لأصحاب التذاكر اليومية.

يجري العمل على قدم وساق في ترميم ملعب كامب، والذي وفرت له إدارة برشلونة قرضا بــ1.5 مليار يورو لإكمال الترميم.

وبحسب الاتفاق مع شركة ليماك التركية المنفذة، فإن برشلونة سيكون بمقدوره اللعب في كامب نو بداية من 29 نوفمبر 2024، حيث سيكون الملعب جاهزا بنسبة 66%.

وفي بداية موسم 2025-2026، سيتم إكمال الأعمال في الملعب بنسبة 90 إلى 95%، قبل أن تنتهي كل الأعمال في يونيو 2026، إذ ستصل سعته بعد الترميم إلى 105 آلاف متفرج، بدلا عن 99 قبل الترميم.