كرة القدم في 2023.. ثنائية "ميسي-رونالدو" لا تنتهي

دشن كريستيانو رونالدو العام بتوقيع مفاجئ للنصر السعودي، مقابل راتب سنوي يصل إلى 200 مليون دولار، بحسب تقارير صحفية حينها، في خطوة اعتبرها البعض بمنزلة تمهيد للاعتزال.

لكن رونالدو بدلا من التمتع بالاستكانة المزعومة في الدوري السعودي، أسهم في استفاقة المسابقة، إذ تحول إلى مغناطيس لجذب كبار النجوم من العالم في ميركاتو الصيف.

وبحسب إحصائيات شركة ديلويت، فإن أندية الدوري السعودي أنفقت في الميركاتو الأخير 907 ملايين دولار، وحلت المسابقة في المركز الثاني خلف الدوري الإنكليزي الممتاز الذي أنفق 1.39 مليار دولار.

وتعاقدت الأندية السعودية مع 97 لاعبا دوليا، 37 منهم جاءوا من الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى في عالم كرة القدم، بمن فيهم كريم بنزيمة الفائز بالكرة الذهبية العام الماضي مع ريال مدريد، والبرازيلي نيمار دا سيلفا هداف باريس سان جيرمان الفرنسي حينها.

ومنح هذا الوضع رونالدو الحافز للتألق، ليقود النصر للقب كأس الملك سلمان للأندية الأبطال، البطولة الأغلى ماديا في الشرق الأوسط.

وبفعل تحول الدوري السعودي إلى أحد الدوريات العالمية، واصل البرتغالي رونالدو تسجيل الأهداف، إذ اعتلى مؤخرا صدارة هدافي عام 2023، بإحرازه 53 هدفا في جميع المسابقات، متفوقا على مبابي وهالاند وهاري كين، كما رفع غلته التهديفية في مسيرته إلى 872 هدفا.

سار الأرجنتيني ليونيل ميسي على النهج ذاته، إذ قاد إنتر ميامي الأميركي لأول لقب له في تاريخه، لكنه أضاف زخما خاصا بالتتويج بجائزة الكرة الذهبية الثامنة في مسيرته ليبتعد بالرقم القياسي العالمي في تاريخ الجائزة.

وكان ميسي قبلها توج بجائزة الأفضل المقدمة من فيفا، عطفا على قيادته منتخب التانغو إلى الفوز بمونديال قطر 2022 في ديسمبر الماضي.

ونجح ميسي ورونالدو في فرض سطوتهما على الأضواء، رغم تقديم الجيل الجديد لنفسه كما ينبغي، إذ يتألق إيرلينغ هالاند مع مانشستر سيتي بقوة، ويواصل كيليان مبابي حفر اسمه في تاريخ باريس سان جيرمان، فيما يتكفل الصاعد جود بيلينغهام بنثر السحر في سانتياغو برنابيو معقل ريال مدريد، جنبا إلى جنب مع النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور.

في منتصف فبراير الماضي، صحا برشلونة الإسباني على وقع فضيحة كبرى، اصطلح عليها لاحقا لقب "قضية نيغريرا"، وتتعلق بدفعه مبالغ لشركة يملكها نائب رئيس لجنة الحكام الإسبانية السابق خوسيه ماريا أنريكيز نيغريرا.

وتبلغ المدفوعات أكثر من 7.3 مليون يورو، سددت لشركة (داسنيل 95) التي يملكها نجل نيغريرا، من قبل برشلونة، بداية من 2001، قبل أن تتوقف في 2018 بمجرد مغادرة نيغريرا منصبه.

وأثارت القضية الكثير من الجدل، إذ جذبت إليها لجنة مستقلة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قبل أن تهاجم رابطة الليغا وأنديتها برشلونة، مدينة سلوكه.

وفي سبتمبر الماضي وجه القضاء الإسباني تهمة دفع رشاوى لبرشلونة، ولا تزال التحقيقات جارية، لمعرفة مدى استفادة النادي الكتالوني من هذه الدفعات، إذ يقول إن الغرض منها كان استشاريا فقط.

وبعد شهرين فقط من تلك الفضحية، أصدر الادعاء الإيطالي حكما بخصم 10 نقاط من يوفنتوس الإيطالي، لتورطه في قضية تضخيم رأس المال، وهو سلوك محاسبي يتم خلاله رفع أسعار صفقات تبادلية من أجل (تضخيم) الميزانية، لتفادي قوانين اللعب المالي النظيف.

وتسببت القضية في إنهاء اليوفي الموسم السابق في المركز السابع، فيما لا يزال يعاني من ارتداداتها إداريا، إذ جعلته عرضة للابتزاز بالانسحاب من فكرة دوري السوبر الأوروبي، كما تسببت في استقالة مجلسه السابق برئاسة أندريا إنييلي.

في يوليو الماضي، كتب المنتخب المغربي للسيدات التاريخ، بعد أن بات أول منتخب عربي يشارك في كأس العالم للسيدات، والذي جرى في أستراليا ونيوزيلندا.

وغادر المنتخب من دور الـ16 بالخسارة 4-0 أمام سيدات فرنسا.

وبدورها، كتبت المغربية نهيلة بنزينة التاريخ، بأن باتت أول لاعبة محجبة تشارك في المونديال.

وفي نهائي البطولة، فجرت قبلة رئيس الاتحاد الإسباني لويس روبياليس للاعبة منتخب بلاده جيني هيرموسو على منصة التتويج، أزمة كبيرة.

ولاحقا أُجبر روبياليس على الاستقالة تحت الضغوط، بعد أن باتت القبلة قضية رأى عام في إسبانيا.

وبعد ذلك، أوقف فيفا روبياليس لمدة 3 سنوات عن العمل الرياضي.

وسبق روبياليس إلى سيناريو فقدان المنصب، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغريت في 28 فبراير من هذا العام.

وكان لوغريت قلل من شأن أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، عقب التمديد للمدرب ديشامب، إذ قال في حوار إذاعي: "حتى لو اتصل بي زيدان لن أجيب عليه"، مشككا في عدم قدرته على تدريب منتخب فرنسا.