هل حانت لحظة الأهلي المصري "المونديالية"؟

بفوزه الثمين على الاتحاد 3 ـ 1، حقق الأهلي سرب من الأرقام القياسية في ليلة واحدة، بدأها بالتخلص من عقدته مع نادي اتحاد جدة، قبل أن ينطلق منها لتأكيد تفوقه على عرب آسيا في هذه البطولة.

وخلال مشاركاته التسع في مونديال الأندية، واجه الأهلي عرب آسيا 4 مرات، فاز في 3 منها (على الدحيل القطري والهلال السعودي والاتحاد أمس) وخسر مباراة وحيدة، كانت أمام اتحاد جدة، بالذات في 2005، وخسرها بهدف محمد نور.

يذكر أن الأهلي شارك في 9 نسخ من مونديال الأندية، وكانت في أعوام (2005، 2006، 2008، 2012، 2013، 2020، 2021، 2022 و2023).

وبتأهله إلى نصف النهائي، بات الأهلي أكثر فريق يصل إلى هذا الدور في تاريخ المونديال، إذ وصله للمرة السادسة، وتخطى ريال مدريد الإسباني، صاحب الظهور 5 مرات في هذه البطولة.

وفي سياق صراع الأرقام بينه وبين ريال مدريد في هذه البطولة، سجل الأهلي على الاتحاد انتصاره الـ 9 من 23 مباراة خاضها في المونديال، وهو ثاني أكثر فريق تحقيقا للفوز في البطولة بعد ريال مدريد (12 انتصار من 14 مباراة).

وكان هنالك رقم قياسي لنجمه حسين الشحات، الذي بات عزز رقمه كأكثر لاعب مشاركة في تاريخ البطولة، بـ13 مباراة (4 مع العين الإماراتي و9 مع الأهلي).

وبات الشحات كذلك ثاني لاعب بعد كريم بنزيمة يسجل في 4 نسخ مختلفة بالبطولة.

وفي كرة القدم تؤشر كثرة الأرقام القياسية على مكانة صاحبها، وأحقيته بالتتويج بكل لقب فاز به، أو تمنحه دفعة معنوية في سياق قتاله على اللقب، وهو ما يتطلع إليه الأهلي هذا الموسم.

قد تتبارى التحليلات الفنية في استخلاص العوامل التي قادت إلى الفوز، فالأهلي الذي توهج بالجوهرة المشعة، كان بمثابة فريق مكتمل تماما، لكن هنالك عامل مهم للغاية كان له القدح المعلى في الانتصار الثمين.

والمقصود هنا، هو امتلاك الأهلي لتشكيلة متجانسة، تدعمها دكة بدلاء قوية وجاهزة فنيا.

وفاجأ المدرب السويسري مارسيل كولر الاتحاد بمشاركة أحمد نبيل كوكا بديلا للمحترف المتمرس أليو ديانغ، وهو التغير الذي فاجأ الاتحاد، ومنح الأهلي السيطرة على الوسط، رغم تواجد نجوم بحجم كانتي وفابيينو.

وحتى بعد بداية موجة التبديلات مع الدقيقة 72، بنزول طاهر محمد وكريم فؤاد والسولية والمحترف الفرنسي أنطوني موديست وأليو ديانغ، لم يتأثر الفريق.

وبالنظر إلى التألق ورؤية ديانغ وموديست قد تبدو الصورة واضحة للدكة، إذ رغم معاناة البدايات للمهاجم الفرنسي، وطرده أمس بالبطاقة الحمراء، فإن الأهلي لا يزال بإمكانه التعويل عليه، نظرا لمستوياته السابقة في فريق كولن الألماني.

وسبق وأن صرح رئيس كولن في 2017، بأن موديست قادر على إصابة ذبابة إن هو صوب نحوها، في إشارة إلى دقته التهديفية.

هناك عامل آخر، يتمثل في الدعم الكبير الذي يتحلى به مدرب الفريق السويسري مارسيل كولر، والذي واجه بداية صعبة للموسم الماضي في دوري الأبطال، إذ كان غاب الأهلي معه غاب قوسين أو أدنى من وداع المجموعات، حيث تأهل بفارق الأهداف عن الهلال السوداني.

لكنه وجد دعما من رئيس النادي محمود الخطيب، ليحقق لقب الأبطال الثالث في آخر 4 نسخ في البطولة، والـ 11 في تاريخه رقم قياسي.

وبالمقابل، هذا الأمر افتقده الاتحاد، الذي أقال مدربه الذي أعاد له لقب الدوري نونو إسبيريتو سانتوس أخيرا، ليعين الأرجنتين غاياردو بدلا عنه.

تجسدت أبرز أحداث المباراة في الحضور الجماهيري الكبير للأهلي المصري، داخل الملعب.

وشكلت الجماهير المصرية لوحة خاصة بعد المباراة، باحتفالات شعبية مع نجومها بالفوز الكبير على بطل الدوري السعودي.

ومن المتوقع أن تتزايد الجماهير في المباراة المقبلة أمام فلومينينسي البرازيلي، لتنضم إليها الجماهير السعودية والعربية، لتقدم دعما آخر للفريق.

نظرا للمستوى الكبير الذي قدمه أمام الاتحاد، فإن الأهلي يبدو في أتم الجهوزية لملاقاة فلومينينسي الاثنين.

ومن جهته، لا يبدو فلومينينسي بعبعا للأهلي، من واقع معاناته في الفترة الأخيرة في الدوري البرازيلي.

واحتل فلومينينسي المركز السابع في الدوري، الذي اختتم مؤخرا بتتويج بالميراس، وكان صاحب أكبر عدد من الهزائم في المراكز الـ11 الأولي بالدوري، بـ14 هزيمة.

وخسر فلومينينسي، الذي يرتدي شارة قيادته نجم الهلال السابق مارسيلو، آخر مباراتين له في الدوري أمام بالميراس وغريميو في هذا الشهر.

وبإمكان الأهلي تكرار سيناريو الهلال السعودي الذي تأهل إلى النهائي في النسخة الماضية على حساب فلامنغو البرازيلي بعدما فاز عليه 3 ـ 2.

وسبق أيضا للعين الإماراتي التأهل إلى النهائي 2018 بهزيمة بطل كوبا ليبرتادوريس ريفر بليت الأرجنتيني.

وسيكون على الأهلي تجاوز فلومينينسي أولا، والدخول بثقله لمواجهة الطرف المحتمل بشدة في النهائي، وهو مانشستر سيتي الذي يواجه أوراوا ريد ديناموز الياباني في نصف النهائي الآخر.

ووقتها، قد يراهن الأهلي ما اكتسبه من روح معنوية وجماهيرية، ليسبب الكثير من المتاعب للسيتي، قبل حصد اللقب التاريخي.