لاعب لوتون نجا من الموت.. ماذا نعرف عن كابوس السكتة القلبية؟

رغم خطورتيهما وتشكيلهما تهديدا حقيقا على حياة الإنسان، فإن السكتة القلبية والنوبة القلبية ليسا نفس الشيء تماما، إذ توجد فروق بينهما.

ووفقا لأدلة MSD الإرشادية، تتضمن النوبة القلبية انقطاعا في إمداد القلب بالدم، قد يؤدي إلى سكتة قلبية، أي عندما يتوقف القلب عن الضخ.

أما جمعية القلب الأميركية فتفرق بينهما بشكل مبسط، أي أن النوبة القلبية هي مشكلة في الدورة الدموية والسكتة القلبية مشكلة كهربائية في القلب.

وفي حالة النوبة القلبية، يمنع الشريان المسدود تدفق الدم إلى جزء القلب الذي يخدمه الشريان. ويتسبب ذلك في موت هذا الجزء من القلب.

أما في حالة السكتة القلبية، فيعاني القلب من عطل كهربائي ويتوقف عن النبض فجأة.

وتحدث السكتة القلبية فجأة عادة دون سابق إنذار، عندما يتوقف القلب عن ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم. ويمكن لأي شخص أن يفقد الوعي ويموت في غضون دقائق إذا لم يتلقَ علاجا فوريا.

بحسب موقع ذا اثلتيك، فإنه رغم المخاطر الجمة للسكتة القلبية على الجميع، حيث تحدث فجأة، فإنها لا تعد بمنزلة خطر حقيقي يهدد مسيرة الرياضيين.

ووفقا لمايو كلينيك، فإن حوالي رياضي واحد من بين 50 ألف إلى 80 ألف رياضي شاب يموت بسبب السكتة القلبية كل عام.

وبحسب ذا اثلتيك تكمن المشكلة في إهمال التشخيص والفحوص أكثر من خطر السكتة، إذ يموت في بريطانيا أسبوعيا 12 شابا تقل أعمارهم عن 35 بسبب أمراض قلبية غير مشخصة، وهو ما ينتفي في الرياضة وكرة القدم خصوصا، إذ تقوم الأندية إجراء فحوص شاملة للاعبين قبل انطلاق الموسم.

بمجرد الحديث عن السكتة القلبية، أو الأزمات القلبية، يتبادر إلى ذهن جماهير كرة القدم النجم الدنماركي كريستيان أريكسن، وحادثة نجاته من الموت بأعجوبة خلال مباراة منتخب بلاده أمام فلندا في يورو 2021.

وتم إنعاش أريكسن، وتعافى بعدها، لكن ناديه إنتر ميلان الإيطالي رفض عودته للعب، بسبب قوانين الدوري الإيطالي، قبل أن ينتقل إلى الدوري الإنكليزي ويلعب مع برينتفورد، وبعدها إلى مانشستر يونايتد حيث يلعب الآن.

وبحسب ذا اثلتيك، عادة ما يعتزل النجوم بعد المرور بأزمة قلبية، مثلما حدث مع لاعب بولتون الإنكليزي فابريس موامبا، الذي تعرض لسكتة قلبية خلال مباراة في 2012 ضد نادي توتنهام في بطولة كأس الرابطة الإنكليزية.

ولم يحالف الحظ مهاجم بنفيكا البرتغالي ميكوس فيهر، الذي توفي في 2004، بعد تعرضه لسكتة قلبية خلال مباراة ضد فيتوريا غيماريش.

وفي 2007، انهار مدافع نادي إشبيلية الإسباني أنتونيو بويرتا، بعد تعرضه لسكته قلبية خلال مباراة ضد خيتافي، وتوفي المدافع بعد أيام في المستشفى.

كما عانى لاعب نادي إسبانيول داني خاركي، عام 2009، من سكتة قلبية بعد حصة تدريبة، وفارق الحياة.

أبرز الحالات مؤخرا، كانت اللاعب الإيطالي الدولي دافيد أستوري، الذي توفي بسكتة قلبية داخل غرفة فندق، بعد مباراة لفريقه فيورنتينا في مارس 2018.

ما أن يصاب شخص ما بسكتة قلبية، والتي تعني توقف وصول الدم إلى الدماغ، وفقدانه بالتالي للأكسجين، فإن الدماغ يكون عرضة لتلف كبير في غضون 4 إلى 6 دقائق.

ويعني هذا حاجة الشخص لتدخل عاجل، وهو أمر يحظى به، عادة، نجوم كرة القدم.

أما دور المسعف، فيتمثل في قيامه بعملية إنعاش رئوي سريعة بالضغط برفق واستمرار على صدر الشخص، أو الاستعانة بجهاز مزيل الرجفان الخارجي الآلي.

وفي حالة لاعب كرة القدم فيجب على المسعف فقط القيام بعملية الإنعاش الرئوي، حتى وصول الأطقم الطبية المزودة بكل المعدات للتعامل مع هذه الحالة.

وفي حادثة أريكسن كان المدافع سيمون كير هو المنقذ للاعب، بعدما قام بدور الإنعاش الرئوي.