هل تنتهي الشراكة الذهبية بين برشلونة ونايكي؟

ربما تتخطى الشراكة التي تربط بين برشلونة وشركة نايكي إطار العلاقة التعاقدية بين طرفين، إذ يمكن توصيفها بأنها شراكة خالدة.

وبدأت نايكي في رعاية برشلونة ومده بملابسه منذ عام 1998، وظل العقد يتجدد عبر السنين.

وربما يُعد برشلونة وجاره ريال مدريد، الذي ترعاه أديداس أيضا منذ 1998، الأكثر استقرارا في هذا الإطار، ولا يتفوق عليها من الأندية الكبيرة سوى بايرن ميونخ الألماني الذي ترعاه أديداس من 1974.

واستفادت نايكي من برشلونة كثيرا، إذ احتلت في مطلع الألفية صدارة شركات الملابس الرياضية للأكثر مبيعا في العالم.

ولاحقا الشركة جنت الكثير من الأموال بعد توهج ليونيل ميسي مع البارسا، رغم فشلها في رعاية النجم الأرجنتيني بشكل شخصي، بعد فسخه عقده معها في 2005.

لكن الشركة الأميركية جنت منه ذهبا، بفضل تصنيعها قميص النادي الذي يلعب له ميسي.

وبحسب موقع (إي إن سي) فإن قيمة نايكي السوقية ارتفعت إلى 16 مليار دولار حاليا، وذلك بفضل الشراكة مع برشلونة.

ويرتبط برشلونة ونايكي حاليا بعقد يمتد حتى 2028، إذ تم تجديده في 2016، عقب فترة قصيرة من اجتياح البارسا لقارة أوروبا كرويا وتتويجه بالسداسية في صيف 2015.

عندما جدد برشلونة تعاقده مع نايكي في 2016، حدث ذلك رغم تبقي عامين على نهاية عقده حينها.

وجدد رئيس النادي الكتالوني السابق جوزيب ماريا بارتوميو العقد، مقابل 105 ملايين يورو في السنة، بجانب قيام الشركة الأميركية بمده بكل احتياجاته من ملابس وأدوات رياضية.

وأصبح برشلونة الثاني في قائمة أكثر الأندية جنيا للأرباح سنويا من شركة الملابس، بحسب ماركا، وتاليا القائمة:

1- ريال مدريد الإسباني (120 مليون يورو سنويا من أديداس).

2- برشلونة الإسباني (105 ملايين يورو من نايكي).

3- مانشستر يونايتد الإنكليزي (104 ملايين يورو من أديداس).

4- باريس سان جيرمان الفرنسي (80 مليون يورو من نايكي).

5- مانشستر سيتي الإنكليزي (76 مليون يورو من بوما).

6- أرسنال الإنكليزي (71 مليون يورو من أديداس).

7- تشيلسي الإنكليزي (70 مليون يورو من نايكي).

8- بايرن ميونخ (60 مليون يورو من أديداس).

في 30 نوفمبر الماضي، نقلت صحيفة سبورت الكتالونية، خبرا عن تلقى برشلونة طلبا من شركة نيو بالانس الأميركية لرعايته ومده بالمستلزمات حال رغب النادي في إنهاء علاقته مع نايكي.

وبشكل عام، تُعد الصحيفة بمثابة ذراع لنادي برشلونة، يمرر عبرها مجلس الإدارة رؤاه لجس نبض الشارع، مثلها مثل صحيفة آس مع ريال مدريد.

وفي صدر الخبر أكدت سبورت أن نيو بالانس ليست الوحيدة، فهنالك طلبات بالفعل من بوما، وحتى أديداس كذلك.

وقالت الصحيفة، إن برشلونة يرغب في إعادة التفاوض مع نايكي، لترقية العقد الحالي أو فض الشراكة.

والثلاثاء الماضي، عاد موقع "أي آر أي" الكتالوني لفتح الموضوع ذاته، ونقل عن أحد المصادر في النادي قوله، إن "ميسي برشلونة يرغب في إحداث ثورة".

وميسي المقصود هنا هو جوزيب ماريا ميسيجير رئيس قسم (بي إل إم) المسؤول عن تسويق وبيع قمصان النادي، وهو الذي ظل في منصبه لمدة 25 عاما، وحقق إنجازات للبارسا تضاهي إنجازات ميسي في الملعب.

وأكد المصدر أن ميسيجير لا يرى أن العقد الحالي مع نايكي عادل، وذلك لعدة أسباب، أولها أنه جُدد قبل نهاية العقد السابق، وثانيا لم يُضف أي ميزات اقتصادية لبرشلونة، كما أنه لم يراعِ كذلك السياق وقتها.

وكان ثلاثي برشلونة ميسي ونيمار وسواريز (إم إس إن) في 2016 حديث العالم، وبدا أن برشلونة كان يجب عليه رفع السقف، والحصول على عرض مماثل لما يحصل عليه الريال من أديداس على أقل تقدير (120 مليون يورو).

وبحسب الموقع الكتالوني، فإن هناك توجها عاما في النادي، مفاده بأن شمس نايكي بدأت في الغروب في عالم كرة القدم، إذ باتت تركز اهتمامها على رياضات أخرى مثل السلة الأميركية والتنس، بعد زحف أديداس وارتفاع اهتمام نيو بالانس بالساحرة المستديرة أخيرا.

وهنالك بعض المآخذ الأخرى في النادي على نايكي، التي تخلت في الآونة الأخيرة عن مد الفريق بكراته التي يحتاج إليها، وهو أمر مرتبط بقلة شغفها بشكل عام بكرة القدم، وذلك رغم امتلاكها حق مد الدوري الإنكليزي حصريا بكراته.

ولا يشعر برشلونة كذلك بالارتياح من بند الطلبات الإلكترونية على قمصانه خارج أوروبا، ويحتاج إلى عقد جديد يضبط هذه المسألة بشكل واضح، لحفظ حقوقه.

لا تزال 5 أعوام متبقية على نهاية العقد، لذا تبدو هنالك الكثير من المصاعب أمام برشلونة حال أنهى العقد من طرف واحد، لكن يبدو أن النادي يرغب في زيادة الضغط الإعلامي على نايكي من أجل الجلوس للتفاوض، والحصول على بعض الملايين حاليا، من أجل مجابهة أزماته المالية.

وبالمقابل لا تبدو الأسماء الأخرى مثل بوما ونيو بالانس مجرد شائعات، إذ يمكنها أن تقدم للنادي عرضا أفضل، وذلك للاستفادة من جماهيريته العريضة عالميا، وبشكل عام تبدو الأسابيع المقبلة حافلة بالضغوط على نايكي، التي يتوجب عليها الاستجابة، أو مواجهة خطر فقدان البارسا.