شتاء الدوري السعودي.. انتدابات تكميلية أم صفقات مليونية؟

ربما لم يكن الحديث والشائعات لتبلغ هذا المستوى الحالي، لولا السطوة الكبيرة للدوري السعودي على ميركاتو الصيف الماضي، والذي يعتبر تاريخيا للبطولة.

وبحسب ديلويت، فإن أندية الدوري السعودي أنفقت الصيف الماضي 957 مليون دولار على شراء النجوم، ليحل في المركز الثاني في قائمة الأكثر إنفاقا، بعد البريمييرليغ الذي صرفت أنديته نحو 1.39 مليار دولار.

ووصل 94 لاعبا إلى البطولة السعودية، 37 منهم كانوا ينشطون في الدوريات الخمس الكبرى.

ويتصدر هؤلاء النجم الفرنسي كريم بنزيمة المتوج بالكرة الذهبية 2022 الذي انضم إلى اتحاد جدة قادما من ريال مدريد الإسباني، والنجم البرازيلي نيمار الذي انضم إلى الهلال السعودي قادما من باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 99 مليون دولار.

وعزز هذا الإنفاق من مكانة الدوري السعودي وريادته العالمية، وهذا ما جعله السوق الأكثر قابلية للتطور واستقطاب المزيد من النجوم، ليرفع إجمالا من سخونة ميركاتو الشتاء الحالي.

أشارت صحيفة سبورت الكتالونية المقربة من برشلونة، الأحد، إلى انقلاب مفاجئ في وضع النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي ببرشلونة، وأكدت أنه رغم الأحاديث عن كونه غير قابل للمس، فإن الأصوات بدأت ترتفع داخل النادي لعرضه على الدوري السعودي وبيعه الصيف المقبل على أقصى تقدير.

والسبب يعود إلى راتب اللاعب الذي سيرتفع بداية من صيف 2024 إلى 32 مليون يورو بدلا من 26 مليون يورو في الوقت الحالي، إلى جانب التراجع الكبير في مستوى اللاعب الذي افتقد الحسم في الأشهر الماضية.

وقبل أسبوعين عاد اسم النجم البلجيكي كيفين دي بروين للظهور بقوة، وارتبط بالانتقال إلى النصر السعودي.

والأسبوع الماضي رشحت عدة تقارير المدافع الفرنسي رافائيل فاران للانتقال إلى النصر السعودي أيضا، وذلك رغم تقارير أخرى تحدثت عن عودته إلى ريال مدريد على سبيل الإعارة لتعويض إصابة النمساوي دافيد ألابا.

ويبدو أن صفقة أليكسيس سانشيز هي الأكثر ترجيحا حتى الآن، بسبب كثرة الحديث عنها، وكونها طلبا خاصا من المدرب غاياردو.

بعد مشاركة ناجحة للأهلي المصري في مونديال الأندية بجدة أخيرا، وفوزه الكبير على اتحاد جدة المدجج بنجومه مثل بنزيمة وكانتي وفابينيو (3ـ1)، وأيضا فوزه بالميدالية البرونزية في المونديال، تتحدث الكثير من التقارير المصرية عن عروض كبيرة قادمة من أندية سعودية لأكثر من لاعب.

على رأس هؤلاء الحارس محمد الشناوي، الذي توهج في البطولة وتصدى لركلة جزاء من كريم بنزيمة، إذ تربطه بعض التقارير بالانضمام إلى اتحاد جدة، بعدما أشارت تقارير لرغبته في التخلص من حارسه البرازيلي مارسيلو غروهي.

وأكدت تقارير إعلامية، عن رغبة مدرب الاتفاق السعودي ستيفن جيرارد في التعاقد مع حسين الشحات هذا الشتاء، وذلك لتعزيز هجومه لبقية الموسم.

وبدوره، ظل مدافع الأهلي محمد عبد المنعم على رادار أندية سعودية كذلك.

على الرغم من كثرة التقارير، فإن هنالك عدة عوامل قد تجعل من إمكانية رؤية صفقات كبيرة ضخمة صعبة في هذا الشتاء.

وبشكل عام جرت العادة في الميركاتو الشتوي أن يكون تكميليا، أي تجرى فيه صفقات محدودة لسد النقص الناتج عن إصابة أو خيبة أمل في لاعب ما، باستثناء ما فعله تشيلسي الإنكليزي في يناير الماضي، بضمه لصفقات ضخمة حركت الميركاتو، وبدا أنها كانت لحظة حماس زائد من مالكه الجديد تود بويلي.

أما السبب الأول، فيتمثل في قرار رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، والذي قطع به قول كل خطيب فيما يتعلق بطلب الأندية زيادة عدد الأجانب المسموح بقيدهم في الكشف.

وكان المسحل أعلن أخيرا رفض هذا الطلب، ليبقي على العدد الحالي المسموح به للأجانب، وهو قيد 8 لاعبين فقط، لمنح المواهب السعودية دقائق لعب مناسبة.

وتكتظ كشوفات الأندية الأربع الكبرى في الدوري السعودي بأكثر من 8 أجانب، ولا توجد الكثير من التقارير حاليا عن أي رغبة في التخلص من لاعبين في هذا الشتاء.

الأمر الآخر، يتعلق بتوقف المنافسات في السعودية لمدة 49 يوما، بداية من الجولة الحالية (18) وحتى فبراير المقبل، وذلك لإفساح الفرصة لمشاركة المنتخب السعودي في كأس آسيا يناير المقبل في قطر.

وهنالك سبب آخر، هو هروب الهلال بالصدارة، والقوة التي أظهرها هذا الموسم، ما يعني أن طموح الأندية في اللقب شبه معدومة.

ويتصدر الهلال البطولة حاليا برصيد 50 نقطة، ولم يفرط سوى في 4 نقاط فقط هذا الموسم.