الفيفا يهدد البرازيل.. ما نعرفه عن الأزمة وتداعياتها

على الرغم من عدم شهرته في سماء الكرة البرازيلية، فإن السيرة الذاتية لإدنالدو رودريغيز تشير إلى تشبعه بالخبرات في إدارة لعبة كرة القدم.

ومارس رودريغيز اللعب في الساحرة المستديرة كهاوٍ، قبل أن يتولى رئاسة اتحاد ولاية باهيا لكرة القدم، لمدة 8 أعوام (1992-2000)، وبعدها أصبح نائب رئيس اتحاد البرازيل لكرة القدم في الفترة من 2001 وحتى 2018، ثم رئيسا مؤقتا للاتحاد البرازيلي في الفترة بين 2021 و2022، قبل أن يُعاد انتخابه في مارس 2022.

وطوال فترته كرئيس، ظل المنتخب البرازيلي في تراجع مستمر، بدأ بالخروج من مونديال 2022 بقطر من ربع النهائي أمام كرواتيا، ثم استقالة مدربه تيتي.

وبعدها دخل المنتخب في حالة من التيه، ولم ينجح رودريغيز في حسم بديل المدرب تيتي، حيث كان ينتظر الإيطالي كارلو أنشيلوتي، في وقت تعرّض فيه المنتخب لعدة هزائم في التصفيات.

وفي 7 ديسمبر أسقطته محكمة ريو دي جانيرو الإدارية، بسبب ما اعتبرته مخالفات صاحبت عملية انتخابه، قبل أن تدعو لإجراء انتخابات جديدة خلال شهر من القرار.

بحسب موقع UOL البرازيلي، تلقى الاتحاد في 24 من الشهر الجاري رسالة من عضو الفيفا كيني جان ماري، وأخرى من مونسيرات خيمينيس غراندا المستشارة القانونية في اتحاد كونميبول، تطالب فيها القاضي المعين من المحكمة جوزيه بدريز بعدم اتخاذ أي خطوة حتى الـ8 من يناير المقبل.

وبدوره، سيقوم الفيفا بإرسال لجنة مشتركة مع الكونميبول إلى البرازيل في 8 يناير، للوقوف على الأزمة ومحاولة إيجاد سبل لمعالجتها، بما ذلك الإشراف على عملية الانتخابات التي سيشارك فيها إدنالدو رودريغيز.

وفي حال لم تلتزم اللجنة القانونية التي تدير الاتحاد البرازيلي حاليا وتعد المسرح لانتخاب رئيس جديد بتوجيهات الفيفا، فإن الأخير سيقوم بفرض عقوبات فورية على الكرة البرازيلية.

وتتمثل العقوبات في استبعاد المنتخب البرازيلي المتوج بالمونديال 5 مرات من التصفيات الحالية لكأس العالم 2026، إلى جانب استبعاد الأندية البرازيلية من كوبا ليبرتادوريس.

وستكون الأندية البرازيلية الخاسر الأكبر، وذلك بسبب هيمنتها على المسابقة القارية، إذ فازت بها في آخر 5 نسخ، كان آخرها فلومينينسي الذي شارك في مونديال الأندية بجدة أخيرا.

أما المنتخب البرازيلي، فسيخسر الكثير، خصوصا في ظل ارتفاع التوقعات بإمكانية نجاح مواهبه الحالية مثل فينسيوس ورودريغو وأندريك لقيادته للفوز بالمونديال في 2026، إذا ما وُجد المدرب والظروف المناسبة

يعتبر الفيفا شديد الحساسية تجاه التدخل الحكومي في الرياضة، إذ تنص قوانينه على محاربة أي تدخل حكومي في الشأن الكروي، الذي يديره.

ويمنع فيفا إقالة أي رئيس اتحاد من قبل السلطات المحلية، خصوصا الذي اعتمد نتائج فوزه، مثل حالة إدنالدو رودريغيز.

ويتحرك فيفا قانونيا بموجب المادة 15 في قانونه، وتحديدا بالفقرة (ج)، التي تنص على أن الجمعيات والمؤسسات المنضوية تحت لواء الفيفا، يجب أن "تكون مستقلة، وتتجنب أي شكل من أشكال التدخل السياسي في شؤونها".

ربما لا يكاد يمر عام دون أن يكون هنالك قرار من فيفا بتجميد نشاط دولة ما بسبب تدخلات حكومية، وفي الأعوام الأخيرة عاقب الاتحاد الدولي الكثير من الدول، أبرزها الكويت في 2015، قبل أن يرفع الإيقاف عنها في 2017، وهي المرة الثالثة التي تُعاقب فيها.

وكانت إندونيسيا أيضاً عرضة لهذه العقوبات، قبل أن يتم رفعها في 2016، وأيضاً غواتيمالا في 2016، وباكستان 2017، والسودان 2017، وزيمبابوي 2017، وسيراليون 2018، وتشاد 2021، وكينيا 2022، لكن تم رفع العقوبات عن جميع الاتحادات بعد امتثال الحكومات لقرارات فيفا.

ويعد الاتحاد الهندي آخر المعاقبين من قبل فيفا في أغسطس الماضي، ولا تزال العقوبات سارية عليه.