تذمر أوروبي.. كيف يؤثر كأس أفريقيا على الدوريات الكبرى؟

منذ وقت طويل ظلت كأس الأمم الأفريقية تشكّل قلقا لأوروبا، سواء على صعيد الأندية أو الاتحاد القاري والفيفا.

وظلّت مشكلة الأندية تتمثل في موعد البطولة، إذ تقام في الشتاء مع دخول الدوريات الكبيرة فترة الحسم والحصاد، في حين ظل يشتكي فيفا ويويفا من توقيت إجرائها كل عامين، إذ سبق أن اقترح رئيس فيفا الحالي جياني إنفانتينو تنظيمها كل 4 أعوام على غرار كأس العالم وبطولة يورو، لكن ذلك لم يجد أذنا مصغية في الاتحاد الأفريقي.

وفي ظل تكاثر الضغوط عليه سعى الاتحاد الأفريقي إلى تغيير موعدها لتُلعب في الصيف، على أن تخالف سنة اليورو والمونديال، لكنه اصطدم بأزمة الطقس والحرارة في كوت ديفوار، التي كانت من المقرر أن تستضيف هذه النسخة خلال الصيف الماضي.

وربما يجد الاتحاد الأفريقي ضالته في النسخة المقبلة 2025، في المغرب، إذ من الممكن إجراؤها في الصيف، إذ تستعد المملكة عبرها لاستضافة مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال في الصيف أيضا.

وبوجه عام تمثل دول شمال أفريقيا وجنوب أفريقيا الملاذ والحل الوحيد أمام الكاف، لتقليل التذمر الأوروبي من موعد البطولة، لكن يبدو من الصعب تنظيم البطولة باستمرار في 4 دول عربية بالإضافة إلى جنوب أفريقيا.

يذكر أن مصر استضافت البطولة بصورة استثنائية في 2019 خلال الصيف، بعد تعذر إجرائها في الكاميرون، وتوج بها المنتخب الجزائري.

لن يتخطى تذمر وانتقادات المدربين ورؤساء الأندية لحرمانهم من لاعبيهم مرحلة التصريحات الإعلامية، لجهة أن الأمر مكفول بموجب قوانين الفيفا.

وينص المبدأ 1.1 من القوانين، المدرج في ملحق رقم 1 في مسودة القوانين على التالي: "الأندية ملزمة بالسماح للاعبين المسجلين لديها بالانضمام إلى الفرق الممثلة للدولة التي يكون اللاعب فيها مؤهلا للعب لها على أساس جنسيته إذا تم استدعاؤهم من قبل الاتحاد المعني.. ويحظر أي اتفاق بين اللاعب والنادي عرقلة ذلك".

وبقدر تشديده على الأندية، أجاز فيفا بندا لتعويض الفرق عن لاعبيها المصابين مع المنتخبات، وخصص له ميزانية سنوية قدرها 80 مليون يورو، ويدفع لغياب لاعب لمدة سنة 7.5 مليون يورو.

أما الخيار الوحيد أمام الأندية فهو تشجيع لاعب ما على اعتزال اللعب دوليا، كما أن بإمكانها تضخيم إصابة لاعب ما، من أجل تفويت فرصة ضمه لمنتخب بلاده، لكن هذا الأمر قد لا يبدو مجديا.

والسبب هو حرص اللاعبين الشديد على تمثيل بلادهم، لقلة المسابقات في عالم الأندية، وأيضا لرغبتهم في تخليد أسطورتهم بين أممهم.

بحسب موقع ريليفو الإسباني، فإن عدد المحترفين المستدعين من قبل مدربي المنتخبات الـ24 للبطولة من خارج القارة قد يصل لـ22 لاعبا، إذ لا تزال القوائم مفتوحة لإضافة لاعبين.

ويتصدر منتخب السنغال قائمة المنتخبات الأكثر وجودا للمحترفين في صفوفه، وذلك بـ17 محترفا.

ويأتي المنتخب المغربي في المركز الثاني بـ15 محترفا، غالبيتهم من الدوريات الأوروبية.

وفي المركز الثالث جاءت الجزائر بـ14 محترفا، تليها كوت ديفوار بـ13 محترفا، ثم مالي 11 محترفا، وغانا ونيجيريا بـ10 محترفين لكل منهما.

وفي وقت يُعد فيه الدوري الفرنسي الأكثر تأثرا من ناحية الكم، بفقدان فرقه 88 لاعبا، إلا أن الدوري الإنكليزي ربما سيكون الأكثر تأثرأ هو الآخر من الناحية العملية، لجهة وزن لاعبين مثل محمد صلاح (ليفربول- مصر)، وإيف بيسوما (توتنهام- مالي)، وأونانا (يونايتد- الكاميرون)، ومحمد قدوس (وستهام- غانا).

ويغيب عن البريمييرليغ إجمالا 31 لاعبا.

وعلى مستوى الفرق، يُعد نادي ميتز الفرنسي هو الأكثر تضررا، لافتقاده 11 لاعبا دوليا، فيما يخشى تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن تأثير غياب 5 من لاعبيه على انطلاقة الفريق الألماني الرائعة هذا الموسم.

سلط تقرير لبي بي سي أخيرا الضوء على التذمر الأوروبي من موعد البطولة، وغياب لاعبيه، مستطلعا آراء عدد من الجماهير واللاعبين القدامى في القارة العجوز.

ورأى إسحاق عبد المؤمن، رئيس نادي هامرز الغاني ومشجع وستهام، أنه سيحزنه غياب مواطنه محمد قدوس عن وستهام، وتأثر الفريق به، كما أنه لا يمكنه التنازل عن وجوده في قائمة البلاك ستارز، لذا رأى ضرورة البحث عن مخرج يتيح له الاستمتاع بجميع البطولات التي يخوضها النجوم الأفارقة.

وقال عبد المؤمن، إن هنالك بطولات قارية أخرى تلعب، ولا تتسبب في ضرر على الأندية.

ومن جهته، طالب أسطورة نيجيريا جي جاي أوكوشا الجميع بالعمل بيد واحدة، لإيجاد مخرج بتنظيم البطولة في وقت لا يتضرر منه أي نادٍ أو لاعب.

وبرر أوكوشا ذلك بعدم إضاعة الفرصة على اللاعبين الأفارقة في الانضمام للأندية الكبيرة، إذ أكد أوكوشا بأنه علم ببعض الأندية التي ترفض التعاقد مع لاعبين أفارقة بسبب هذه البطولة.