أغنية كأس آسيا تعيد قيم "كليلة ودمنة" إلى الجماهير

أبدع الملحن المصري، إيهاب عبد الواحد، مؤلف الأغنية الرسمية لكأس آسيا 2023 في قطر، أغنية "هدف"، التي تجسد الربط بين كرة القدم والموسيقى والتراث الآسيوي.

وفي حديثه لـ"بلينكس"، أكد عبد الواحد أن كرة القدم والموسيقى وجهان لعملة واحدة، وأنهما تمثلان لغة عالمية تجمع الناس من مختلف الثقافات والأعراق، مؤكدا أن أغنية "هدف" تعكس هذه الرؤية، إذ تجمع بين الموسيقى التصويرية المميزة والكلمات المؤثرة التي تحفّز الجماهير على تحقيق أحلامهم.

وأوضح عبد الواحد أن الأغنية مستوحاة من قصة "كليلة ودمنة"، وأن اختيارها بالذات جاء لتعزيز الرسالة التي تحملها بطولة كأس آسيا، وهي أن كرة القدم رمز للوحدة والتقارب بين الشعوب.

وربط عبد الواحد بين كرة القدم والموسيقى، واصفا إياهما بأنهما شكلان من أشكال الفن التي يمكن أن تُستخدم لخلق شعور بالوحدة والتواصل بين الناس.

في خطوة جريئة تهدف إلى مد الجسور بين الأجيال واستعادة كنز ثقافي، كشف كبير مسؤولي الأعمال لدى استوديوهات كتارا، حسين فخري، أن بطولة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المقبلة ستكون مشبعة بأصوات الموسيقى العربية الغنية، فهذا القرار غير المسبوق لا يتعلق فقط بالترفيه؛ إنها مسرحية محسوبة لربط جيل Z بتراثهم اللغوي.

وكشف فخري لـ"بلينكس"، عن أن "الاتحاد الآسيوي يُعد جسرا بين الأجيال، وجيل Z هم أساتذة التواصل، ولكن وسط الزوبعة الرقمية، فإنهم يفقدون الاتصال بجذورهم، ونحن في استوديوهات كتارا، هنا لتغيير ذلك".

وتحويل حفل الافتتاح إلى نسيج صوتي منسوج بأنغام العود والقانون، وهي آلات قديمة تنبض على إيقاعات حديثة، يؤكد أن هذه ليست مجرد رحلة حنين إلى الماضي في حارة الذاكرة، بل إنه إعلان نابض بالحياة أن اللغة العربية ليست من بقايا الماضي، بل هي إيقاع المستقبل.

التأثير الذي يتصوره فخري يتجاوز المشهد الاحتفالي. فهو يرسم صورة لجيل Z ملتصقًا على شاشاتهم، ليس فقط لمتابعة المباريات المثيرة، ولكن أيضًا للكلمات الشعرية التي تلامس قلوبهم، يتخيلهم وهم يكتشفون ألحانا منسية، ويشاركونها عبر الشتات الرقمي، ويشعلون خطابا ثقافيا يتجاوز الحدود.

هذا الاندماج الاستراتيجي بين التقاليد والتكنولوجيا ليس مجرد وسيلة للتحايل التسويقي؛ إنها ثورة ثقافية في طور التكوين.

في الوقت الذي يلوح فيه النسيج النابض بالحياة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الملعب، إذ تشعل الأهداف العاطفة ويتردد صدى الهتافات في المدرجات، تكمن قوة أخرى تنسج القلوب والأرواح معًا، ألا وهي الموسيقى، وعلى رأس هذه السيمفونية الصوتية يقف الملحن والمطرب المصري نادر حمدي.

وكشف حمدي رؤيته لألحانه في البطولة لـ"بلينكس"، قائلا: "بالتأكيد، البعض يتحدثون لهجات، والبعض الآخر يردد الأناشيد، لكن كل الناس يتحدثون اللغة الموسيقية، يتعلق الأمر بتلبية احتياجات الجمهور المناسب، جمهور عالمي واسع، من خلال هذا النسيج الثقافي الغني".

الأمر لا يتعلق فقط بالأهداف، وإنما ببناء الروابط وتجاوز الحدود والاحتفال بروح الوحدة، فعروض حمدي الموسيقية للبطولة هي أكثر من مجرد أناشيد، إنهم سفراء فنيون، يحملون نبض الثقافات المتنوعة على أجنحتهم اللحنية.

يتميز حمدي بطموحه، وأحلامه في الملاعب لا تنفجر بالهتافات فحسب، بل تدندن أيضًا باللحن الجماعي، إذ تذوب الفروق الثقافية الدقيقة في بوتقة التجربة المشتركة. تصبح كرة القدم هي الشرارة، والموسيقى هي الوقود، والشعلة الناتجة هي منارة للتفاهم العالمي.

ومهمة حمدي الموسيقية للاتحاد الآسيوي تتجاوز حدود البطولة، فالبنسبة له، إنها دعوة واضحة للوحدة، وشهادة على قوة الموسيقى الموحدة، وتذكير بأنه حتى في نشاز المنافسة، يمكن للحن المتناغم أن ينسجنا معًا، نغمة واحدة في كل مرة.

"كليلة ودمنة" عبارة عن مجموعة من الخرافات الحيوانية المكتوبة في الهند القديمة، التي تمت ترجمتها لاحقًا وتعديلها إلى لغات مختلفة، بما في ذلك العربية والفارسية.

وتدور القصص حول ابني آوى، كليلة ودمنة، وهما شقيقان "حكيمان"، ينطلقان في رحلات لا نهاية لها.

وكان للكتاب تأثير كبير على الأدب ورواية القصص في الشرق الأوسط وخارجه، ولا يزال يحظى بشعبية كبيرة، وتستمر قراءته على نطاق واسع حتى اليوم.